في أروقة المكتبة المهدوية
قراءة في كتاب اضواء على دولة الإمام المهدي عليه السلام
لمؤلفه السيد ياسين الموسوي
اعداد: محمد الخاقاني
يقع الكتاب في طبعته الثالثة سنة ١٤٢٩هـ في ١٤٨ صفحة من القطع المتوسط وجاء بتسلسل (٣), وهو ضمن سلسلة الندوات المهدوية, ومن اصدار مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام.
يتناول الكتاب بالحديث امل الانسانية السرمدي, وحلم الانبياء على مر العصور, دولة الله, دولة الإمام المهدي عليه السلام الذي يملأ الارض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا. وقد جاءت بحوثه تحت اربعة عناوين هي:
١-حركة الإمام المهدي عليه السلام والحتمية الالهية. ٢-دور العراق في حركة الإمام المهدي عليه السلام. ٣-التطور الحضاري في دولة المهدي عليه السلام. ٤-الانسان الكامل في دولة الإمام المهدي عليه السلام. وقد اعقب كل فصل من فصوله اسئلة اجاب عنها المؤلف باعتبار ان المؤلف جعل من فصول الكتاب ندوات تحدث باماكن متفرقة.
وفي توضيحه للحتمية الالهية يقول مؤلف الكتاب انها حلقة التغيير والتكوين الاجتماعي في المجتمع الانساني, كما يعبر عنه في حلقات فلسفة التاريخ, فالمفهوم الاسلامي للعالم وفلسفة التاريخ, له رؤيته العقائدية في تفسير عملية التغيير الحضاري, والتطور الحضاري في مجتمعات الانسان, ومن دور حركة الإمام المهدي عليه السلام في هذه الحركة. وان هذه الحركة هي خاتمة الحركات التغييرية في الامم والمجتمعات والانسانية. وانها غير مسبوقة-لا كما ولا نوعا-بحركة تغييرية أخرى, كما يعبر النص النبوي ((فيملأ الارض قسطاً.....)).
وعن دور العراق في حركة الامام عليه السلام يقول المؤلف:
عندما نتحدث عن حركة الإمام المهدي عليه السلاموندرس خريطة الحركة تقف امامنا مواقع كثيرة مهمة ذكرت في الروايات المستقبلية لحركة الامام عليه السلام, واهم تلك المواقع هو العراق.. فقد اخذ اهتماما كبيرا في هذه الروايات.. كماض مؤثر في المستقبل ومؤثر في الحاضر-وكموقع اهتم به اهل البيت عليهم السلام فكريا, واهتموا به تطبيقيا وميدانيا. فالعراق-سيشارك في الظهور بمراحله الثلاث.. التمهيد, وبعده, وفي عصر الظهور, وفي كونه عاصة لدولة الامام عليه السلام.
وعن التطور الحضاري في خاتمة الدول الانسانية. يقول المؤلف ان لهذه الدولة الدور المؤثر في الانسانية وتقدمها الحضاري, كما في قوله تعالى: (يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا), وقوله (وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا), (وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ).
فهي اذن دولة البركات والمعجزات وتطبيق العدل الالهي المطلق, دولة اعلى مستويات الرفاهية الانسانية, واعلى مستوى حضاري تقدّمي للانسان.
وعن المستفيد من دولة الامام عليه السلام, انسان ذلك الزمان, والذي يسميه الانسان الكامل.. يقول المؤلف انه الانسان المؤهل لأن يحكمه العدل الالهي, ويستحق ان يكون خليفة الله سبحانه وتعالى في الارض وفي الوجود, والذي لديه من قوى الادراك والمعرفة ما يجعله مؤهلا ومسلطا على كل الموجودات.
الانسان الذي عبر عنه القرآن الكريم (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ), اي ليعرفون لان العبادة الحقيقية هي عبادة المعرفة.. وهي غاية الانبياء عليهم السلام وطموح الائمة عليهم السلام.
جعلنا الله من الممهدين لهذه الدولة الكريمة-انه سميع الدعاء-.