قصّة قصيرة: اني لأراه صباحا ومساء
محمد حسن عبد
دأبت العمة حكيمة (رضوان الله عليها) إلى التردد على بيت الإمام الحسن العسكري عليه السلام وزيارته بين حين وآخر.. حيث كانت لها حظوة عند الامام عليه السلام.. فقد طلب منها يوما ان تتولى هي قبالة وامر ولادة ابنه الإمام الحجة المهدي عليه السلام من امه نرجس(رضوان الله عليها) , ولكنه غيب عنها منذ ذلك الحين.
ولكن ما أثار دهشتها في زيارتها الاخيرة ان ابا محمد عليه السلام أمرها وهو يحدثها بان تجلس بين يدي امامها.. فبدأت تسأل نفسها من هو امامي غير ابي محمد.. استغربت لذلك.. فسألت الامام عليه السلام:
من هذا الذي تأمرني ان اجلس بين يديه يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
فقال لها ابو محمد عليه السلام: (وقد اشار إلى ابنه الإمام محمد المهدي عليه السلام الذي كان يشاركهما الجلسة): هذا ,ابن نرجس, وهو خليفتي من بعدي, وعن قليل تفقدوني فاسمعي له واطيعي).
وفعلا لم تمض ايام إلا ورحل ابو محمد عليه السلام.. وافترق الناس.. وكانت العمة تطالع المهدي عليه السلام صباحا وتنعم برؤيته مساء.. وانه ليحدثها عما يسألها به الناس.. وانه ليبدؤها بالشي قبل ان تسأله.. وانه لينبؤها بمن سيزورها.. وانه ليخبرها بأمور لم يطلع عليها احد إلا الله عز وجل.
باتت العمة حكيمة تؤكد القول -لمن يسألها- مستبشرة: اني لأراه صباحا ومساء.