مكانة الحجاز في عصر الظهور باعتبارها منطلقا لحركة الامام عليه السلام
مجتبى السادة
تكمن أهمية منطقة الحجاز بوجود الكعبة المشرفة (قبلة المسلمين), ومثوى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيها ، ومن هنا ظهر لنا سبب اختيارها منطلقا لحركة ونهضة الإمام عليه السلام وبدء ظهورها ونشأتها من مكة المكرمة (البيت الحرام) ومن ثم توجهها إلى المدينة المنورة ، وذلك للاستفادة من هدفين :-
الأول: هو إيصال رسالة إلى شعوب العالم بان منطلقات حركة الإمام عليه السلام منطلقات دينية وأهدافها إسلامية, وأن (لإسلام) هو الأيدلوجية والدستور لحركته وانه عليه السلام تابع ومجدد لشريعة جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
كذلك يستوعب العالم من شعاره عليه السلام (يا لثارات الحسين) -عند ظهوره المقدس- معالم مدرسته الفكرية ..
ومن هنا كان الظهور من قلب العالم الإسلامي, ومن قبلة المسلمين, ليحظى الإمام عليه السلام بفرصة إيضاح رسالته وأهدافه للعالم كافة من بداية انطلاق حركته.
الثاني: هو الاستفادة من مكانة الكعبة المشرفة عند المسلمين ، فعندما تكون بداية حركته عليه السلام من أقدس وأطهر بقعه لديهم, فان هذه الحركة تحظى باهتمام ومتابعة مستمرة من جميع المسلمين وبمذاهبهم وأطيافهم كافة لمكانة مكة المكرمة (القبلة) لديهم، وهنا يضمن الإمام عليه السلام استماع المسلمين على الأقل لبياناته وخطبه ، وحينها يصل صوته وأطروحته لجميع المسلمين.
من هذه النقاط وغيرها يتضح لنا عبقرية القائد ونجاح إستراتيجية حركته ، بعكس ما لو كانت بداية انطلاقها من أية مدينة إسلامية أخرى, أو من أية عاصمة سياسية أخرى,فقد لا تحظى حركة الإمام عليه السلام حينها من المتابعة الإعلامية والسياسية والجماهيرية، وخاصة في بداية ظهورها وهي لم تكتمل أسباب قوتها بعد, ولم تتشكل هيكليتها وعناصرها.