الدليل على امامة المهدي عليه السلام وغيبته عليه السلام
محمّد بن سعيد الرواندي/ من كتاب عجالة المعرفة في اصول الدين
الدليل على إمامته عليه السلام نص النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليه ، ونص آبائه ، وقولهم حجة.
ودليل وجوده - على الجملة - هو ما دل على أن الزمان - مع بقاء التكليف - لا يجوز أن يخلو من إمام معصوم هو أعلم أهل زمانه.
اما غيبة الإمام الثاني عشر عليه السلام, فعلينا أن نبين سببهما، (بعد الإيمان بها لما دل على وقوعها من ادلة)، وهو السبب المحوج للأنبياء عليهم السلام إلى الغيبة : مثل هرب موسى عليه السلام ، الذي دل عليه القرآن، حيث قال : ( . . . فَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ. . . . ) وهروب يونس عليه السلام . ودخول إبراهيم عليه السلام النار . ودخول نبينا صلى الله عليه وآله وسلم الغار . فإذا لم يوجب هرب الأنبياء عليهم السلام خللا في نبوتهم ، فبأن لا يوجب هرب الإمام عليه السلام (الخلل) - مع أن الأعداء الآن أكثر - أولى.
وأما طول حياته ، فمما لا يتعجب منه . لأن هذا الإنكار : إما أن يكون ممن يثبت قدرة الله ، أو ممن لا يثبتها فمن أثبتها : إن شك في أن الله - تعالى - قادر على إبقائه أحدا ، مع أنه قادر على جميع المقدورات ، فهو كمن شك في أن الله - تعالى - عالم بجميع الجزئيات ، مع أنه عالم بجميع المعلومات. وأن كان لا يثبته قادرا على ذلك : فالكلام معه لا يكون في الإمامة ، والغيبة ، ولكنه في كونه - تعالى - قادرا ، ومن ثم إلى هنا بون بعيد. فعلمنا أن ذلك غير منكر.
وإذا كان سبب الغيبة الخوف ، والله عالم بجميع المعلومات.
فمتى علم أن تلك العلة المحوجة زالت ، أظهره . فإن قلت : فالله قادر على إزالة الخوف، فإذا لم يزله فهو محوجه إلى الغيبة ؟ ! قلنا : إزالة علة المكلف في التكليف واجبة ، ولكن حمله على فعل التكليف بالقهر غير جائز فضلا عن أن يكون واجبا ، لأنه لو حمله على ذلك بالجبر ، لزال التكليف ، وبطل الثواب والعقاب.