نافذة التوقيعات المباركة
جاء في بحار الأنوار, انه تشاجر جماعة من الشيعة في الخلف فذكر احدهم ا ن ابا محمد مضى ولا خلف له, ثم انهم كتبوا في ذلك كتابا وانفذوه إلى (الناحية) واعلموه بما تشاجروا فيه, فورد جواب كتابهم بخطه عليه السلام:
عافانا الله واياكم من الفتن ووهب لنا ولكم روح اليقين واجارنا واياكم من سوء المنقلب انه انهي الي ارتياب جماعة منكم في الدين وما دخلهم من الشك والحيرة في ولاة امرهم فغمّنا ذلك لكم لا لنا وسأنا فيكم لا فينا لأن الله معنا فلا فاقة بنا إلى غيره والحق معنا فلن يوحشنا من قعد عنا ونحن صنائع ربنا والخلق بعد صنائعنا, يا هؤلاء ما لكم في الريب تترددون وفي الحيرة تنعكسون أوما سمعتم الله عز وجل يقول ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ) اوما علمتم ما جاءت به الاثار مما يكون ويحدث في ائمتكم الماضيين والباقين منهم عليهم السلام اوما رأيتم كيف جعل الله لكم معاقل تأوون اليها واعلاما تهتدون بها من لدن آدم إلى ان ظهر الماضي عليه السلام كلما غاب علم بدا علم وإذا افل نجم طلع نجم فلما قبضه الله اليه ظنتتم ان الله ابطل دينه وقطع السبب بينه وبين خلقه, كلا ما كان ولا يكون حتى تقوم الساعة ويظهر امر الله وهم كارهون وان الماضي عليه السلام مضى سعيدا فقيدا على منهاج آبائه عليهم السلام حذو النعل بالنعل وفينا وصيته وعلمه ومن هو خلفه ومن يسد مسده ولا ينازعنا موضعه إلا ظالم آثم ولا يدعيه دوننا إلا جاحد كافر ولولا ان امر الله لا يغلب وسره يظهر ولا يعلن لظهر لكم من حَقّنا ما تبهر منه عقولكم ويزيل شكوككم لكنه ما شاء الله كان ولكل اجل كتاب.
فاتقوا الله وسلموا لنا وردوا الأمر الينا فعلينا الاصدار كما كان منا الإيراد ولا تحاولوا كشف ما غطي عنكم ولا تميلوا عن اليمين وتعدلوا إلى اليسار واجعلوا قصدكم الينا بالمودة على السنة الواضحة فقد نصحت لكم والله شاهد علي وعليكم.
ولولا ما عندنا من محبة صلاحكم ورحمتكم والاشفاق عليكم لكنا عن مخاطبتكم في شغل مما قد امنحنا من منازعة الظالم العتل الضال المتابع في غيه المضاد لربه المدعي ما ليس له الجاحد حق من افترض الله طاعته الظالم الغاصب وفي ابنة رسول الله عليها السلام لي اسوة حسنة وسيردى الجاهل رداء عمله وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار عصمنا الله واياكم من المهالك والاسواء والافات والعاهات كلها برحمته.
فانه ولي ذلك والقادر على ما يشاء وكان لنا ولكم وليا وحافظا.
والسلام على جميع الاوصياء والاولياء والمؤمنين ورحمة الله وبركاته. وصلى الله على محمد النبي وسلم تسليما.