نافذة الدعاء المهدوية
من فوائد الدعاء لحجة الله تعالى في ارضه
-إظهار المحبة الباطنية-
اعلم ان الحب وان كان أمرا خفيا قلبيا وشيئا كامنا باطنيا, لكن له آثاراً ظاهرة, وفروعا متكاثرة. فهو كشجرة ورد لها أغصان ولكل غصن من الورد اثنان, فبعض آثاره يظهره في اللسان, وبعض في سائر جوارح الإنسان, وكما لا يمكن منع الشجر عن ابراز أزهاره, لا يمكن منع ذي الحب عن إظهار آثاره.
فمن آثار الحب في اللسان ذكر المحبوب في كل زمان ومكان, بكل بيان وبأي عنوان.
ومن الاثار الانسانية أيضاً الدعاء للمحبوب بكل شيء مطلوب, وهذا من عمليات ذوي العقول, ولا ينكره إلا جهول. وكما ان الايمان في الحقيقة ليس إلا حب الله وحب رسوله وحب وليه ومع ذلك لا تترتب آثار مافي الجنان إلا بإظهاره باللسان.
فتحصل من هذا التبيان, ان الدعاء لفرج مولانا صاحب الزمان عليه السلام كاشف عن حقيقة الايمان, وهذا واضح عند اهل الايمان.
فالاهتمام في الدعاء بتعجيل فرج الإمام عليه السلام اظهار لحبك له على النحو ا لتام, وهو يوجب شدة حبه لك بين الانام.. ولو لم يكن غير هذه المكرمة في هذا المقام لكفى في مراتب الفضل والانعام.