تمهيدنا
* إن تحقق النتائج مرهون بالمقدمات المستقيمة والمفاهيم الصحيحة وان أية قضية من القضايا صغرت أو عظمت لا تتحقق نتائجها ما لم تمتلك من المفاهيم المؤثرة في تحصيل الأهداف.
وانّ مفاهيم كربلاء غيّرت الفهم العالمي للقضايا المصيرية, وربطت بين مفاهيم البشر المتناثرة, وأوجدت حالة من الانسجام والحيوية, وأنشأت منافذ التغيير الحقيقي, وجسدت سبل الإصلاح الواقعي للوصول إلى تحقيق مراد السماء.
وإن أية عملية إصلاح لابد أن تأخذ في مسارها بعدين, البعد المفاهيمي وهذا ما قام به الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم-ولا يعني ذلك عدم ارساء البعد الثاني الاتي- ثم جاء من بعده المصلح العالمي الكبير أبو عبد الله الحسين عليه السلام الذي خرج يطلب الإصلاح في امة جده بعد انحراف المفاهيم لينحرف السلوك على ايدي أصحاب الأغراض النفعية, فتمثلت ثورة الحسين عليه السلام بعملية إرجاع المفاهيم الإنسانية والإسلامية إلى نصابها الصحيح من خلال عملية الإصلاح التي خرج عليه السلام من أجلها.
وتكتمل دورة الإصلاح البشري لتلتمس البشرية آثار هذه العملية الإصلاحية الكونية الكبرى على يد صاحب العصر والزمان عليه السلام بعد تجسد الإصلاح الحسيني للمفاهيم بالتطبيق العملي والاصلاح المهدوي من خلال دمج البعد الاول (المفاهيمي) بالبعد الثاني (السلوكي) لتخرج إلينا منظومة من العدل وسبل تحصيل السعادة ما سبقه إليها أحد وذلك لأن هذه الدورة الثلاثية المحمدية الحسينية المهدوية اقتضت الحكمة الإلهية أن تتبلور بشكل من حيث البعد الزمني يكون عصارة الدنيا.
و من هذا المنطلق يجب أن نفهم القضية الحسينية وارتباطها بالقضية المهدوية لنتخذ لنا دوراً رائداً من الإصلاح الحسيني في عملية التمهيد المهدوي لننعم بدولة العدل والرخاء.
رئيس التحرير
