الفهرس
لتصفح الصحيفة ب Flsh

لتحميل الصحيفة ك Pdf

العدد: ٢٠/ محرم الحرام/١٤٣٢ه

المقالات تحت المجهر

القسم القسم: العدد: ٢٠/ محرم الحرام/١٤٣٢هـ الشخص الكاتب: هيئة التحرير التاريخ التاريخ: ٢٠١٢/١٢/٠٩ المشاهدات المشاهدات: ٤٨٦٨ التعليقات التعليقات: ٠

تحــــــــــــت المـــــجهر

سلسلة مقالات تتناول بالدراسة أدعياء المهدوية والسفارة قديما وحديثا

رواية (من ظهري)  تكذب دعوى اليماني المزعوم

اعداد: هيأة التحرير

رواية (من ظهري) تكذب دعوى اليماني حيث وردت هذه العبارة (من ظهري) في مصادر عديدة منها الكافي وكمال الدين والغيبتين والارشاد والاختصاص ودلائل الامامة والهداية الكبرى وغيرها.

يستدل بها جماعة المدعو احمد الحسن على أنه ابن الإمام المهدي عليه السلام  مستندين إلى هذا المقطع (ولكني فكرت في مولود يكون من ظهري الحادي عشر من ولدي) والرواية التي يستدلون بها تروى بطريقين وبثلاثة متون، أما الطريقان فينتهي كل منهما إلى ثعلبة بن ميمون عن مالك الجهني عن الحارث بن المغيرة النصري عن الاصبغ بن نباتة عن امير المؤمنين عليه السلام.

اولاً:- المتن الاول وروي بلفظ (ولكن فكرت في مولود يكون من ظهري,الحادي عشر من ولدي هو المهدي يملأها عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً تكون له حيرة وغيبة يضل فيها اقوام ويهتدي فيها آخرون) وقد  روى هذا المتن كل من:-

١ _ ابن بابويه القمي، في (الامامة والتبصرة)  في باب الغيبة ص١٢٠.

٢ _ الشيخ الكليني، في (الكافي)  في الجزء الاول في باب الغيبة ص٢٣٨.

٣ _ الشيخ الصدوق، في كتاب (كمال الدين)  في ص٢٨٩ باب ما اخبر به امير المؤمنين عليه السلام  من وقوع الغيبة، الحديث الاول.

٤ _ الشيخ محمد بن ابراهيم النعماني، في كتاب الغيبة، الباب الرابع، الحديث الرابع، باب ما روي في أن الائمة اثنا عشر إماماً.

ثانياً: المتن الثاني وروي بلفظ (ولكن فكرت في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي هو المهدي عليه السلام الذي يملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلما وجورا تكون له حيرة وغيبة يضل فيها اقوام ويهتدي فيها آخرون) وروى الحديث بهذا المتن كل من:

١ _ الشيخ المفيد، في الاختصاص ص٢٠٩ باب اثبات امامة الاثني عشر.

٢ _ الشيخ الطوسي، في ص٦٥ تحت الرقم ١٢٧ وفي ص٣٣٦ تحت الرقم ٢٨٢، وكذلك في الهداية الكبرى.

ثالثاً:  المتن الثالث وروى بلفظ (فكرت في مولود يكون من ظهر الحادي عشر هو المهدي عليه السلام يملأها عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً تكون له حيرة وغيبة يضل فيها اقوام ويهتدي بها آخرون), ورواه:- محمد بن جرير الطبري في (دلائل الامامة) ص٥٣٠ الحديث ٥٠٤/١٠٨ باب معرفة ما ورد من الاخبار في وجوب الغيبة.

وحول هذا الحديث ابحاث هي:

البحث الاول:  البحث السندي.

البحث الثاني: الزيادة والنقصان عند اختلاف النسخ وما هو الاصل المعتمد في هذه المسألة.

البحث الثالث: البحث الدلالي.

البحث الاول: حيث أن المراد اثباته من خلال هذا الحديث حسب ما يدعي هؤلاء هو انتساب احمد الحسن إلى الإمام المهدي عليه السلام مباشرةً أي انه من صلبه فلابد ان تكون الادلة التي يعتمدها هؤلاء ادلة من سنخ ما يعتمد في اصول الدين (لانهم يقولون ان هذه المفردة من اصول الدين)

http://www.m-mahdi.com/alyamani/٠٠٢٠.htm

بمعنى ان تكون الادلة قطعية لا ظنية لان (الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا).

وهذا الحديث فضلاً عن انه ليس متواتراً أي ليس قطعي الصدور فهو ضعيف سنداً إذ ان في طريقه مالك الجهني ولم تثبت وثاقته.

البحث الثاني: الزيادة والنقصان عند اختلاف النسخ وما هو الاصل المعتمد؟

الاصل في الكلام الواصل الينا ان من كتبه ودونه ملتفت إلى ما يكتب ويدون وانه لا يسهو ولا يغفل ولا ينسى بناء على اصالة العقلاء القاضية بان الاصل عدم الغفلة والخطأ والنسيان, فجريان العقلاء على الاخذ بما ينقل اليهم  مبتنين فيه على ان الناقل عندما ينقل أو يكتب ما نقل اليه يكتب ذلك وينقله لا عن غفلة ولا عن خطأ ولا عن نسيان،والحكم بأن الكلام الزائد هو من اصل الرواية وليس زيادة من الراوي لانه بعيد غاية البعد ان يزيد الراوي من عند نفسه على ما سمعه من المعصوم، وهذا بخلاف سقوط الحرف أو الكلمة فانه ليس بتلك المثابة من البعد.

وفي كلامنا فان الاصل يكون هو رواية (من ظهري) حيث انه من البعيد ان تكون الياء قد جيء بها زائدة من قبل النساخ، لان هذا نادر الوقوع جداً بخلاف ما لو سقطت الياء من بعض النساخ فانه في مقام التعارض بين الاخذ برواية (من ظهري) أو برواية (من ظهر) علينا ان نأخذ بما اشتمل على الزيادة دون النقيصة وهذا ما جرت عليه سيرة العقلاء.

البحث الثالث: البحث الدلالي.

ويقع الكلام فيه حول هذه الرواية ضمن محاور:

المحور الاول: والحديث فيه مبني على اعتمادنا لرواية (من ظهري) فبناءً على هذه الرواية يكون المعنى هكذا فكّرت (أي يقول امير المؤمنين عليه السلام ) في مولود يكون من ظهري وهو الحادي عشر من ولدي وهو الامام المهدي عليه السلام وحيث ان اولاد امير المؤمنين من المعصومين عليه السلام هم احد عشر فيكون المقصود بالحديث مباشرة هو الامام المهدي عليه السلام، والقرينة الخاصة المتصلة بذلك من نفس الحديث قوله عليه السلام هو المهدي عليه السلام، فهذه القرينة المتصلة تبين ما هو المراد من هذا المولود الذي فكر فيه امير المؤمنين، وهي تدل بصراحة على ان فكر امير المؤمنين عليه السلام في هذا المولود وهو المهدي الذي يتحقق على يده الوعد الالهي.

وعلى هذا الوجه لا نحتاج الى كثير مؤونة في بيان ان الذي فكر فيه امير المؤمنين عليه السلام والذي يكون من ظهره هو الامام المهدي عليه السلام خاصةً لا غير.

المحور الثاني: والحديث فيه مبنيٌ على ما اذا اعتمدنا رواية (من ظهر) وبناءً على هذا الوجه نرى ان الحديث لا يُقصد به الا الامام المهدي عليه السلام لوجوه عديدة منها:

١- ان الحديث صريح في ان امير المؤمنين عليه السلام يتحدث عن غيبة الامام المهدي عليه السلام  اذ يقول امير المؤمنين عليه السلام (ولكني تفكرت في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي هو المهدي الذي يملؤها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً تكون له حيرة وغيبة تضل فيها اقوام ويهتدي فيها آخرون) فأمير المؤمنين عليه السلام لا يتحدث في هذا المقطع عن ولد يكون للامام المهدي عليه السلام تكون لهذا الولد حيرة وغيبة وانه يملأ الارض عدلاً وقسطاً اذ ان ما لا ريب فيه ان من يملأ الارض عدلاً وقسطاً وان الذي له غيبة هو خصوص المهدي عليه السلام فقط. وهذا أمرٌ اوضح من أن يقام عليه دليل.

٢- ان قوله عليه السلام (من ولدي) تكون صفةً لـ(مولود) لا انه متعلق بالحادي عشر، بمعنى مولود من ولدي من ظهر الحادي عشر من الائمة عليهم السلام أي من ظهر الامام الحسن العسكري الذي هو حادي عشر ائمة اهل البيت عليهم السلام.

٣- ان مرجع كلمة (الحادي عشر) في الحديث هو الامام الحسن العسكري عليه السلام اذ ان روايات الاثني عشر ومن الفريقين منصرفة الى خصوص الائمة الاثني عشر عليهم السلام.

المحور الثالث: الكلام المتقدم كله مبتنٍ على ما اذا اعتمدنا واحداً من المتنين الاوليين اما اذا اعتمدنا المتن الثالث المروي عن دلائل الامامة بلفظ (فكّرت في مولود يكون من ظهر الحادي عشر هو المهدي عليه السلام) فان دلالة النص في هذا الخبر على ان المراد من الحادي عشر هو الامام الحسن العسكري عليه السلام وان المولود الذي يكون من ظهره هو المهدي عليه السلام لا يختلجها ريب ولا شك ولا يحتاج معها الى زيادة بيان.

ان مما ينبغي ان يلتفت اليه ان هؤلاء يدعون عصمة احمد السلمي ويعتقدون ان الابحاث التي ترتبط حول ما يدعي لا بد ان تثبت من سنخ ما تثبت به مسائل اصول الدين، وبدورنا نسأل منهم ما هو الموجب لترككم العشرات من الروايات التي تحصر الائمة بالاثني عشر وان الحادي عشر منهم هو الامام العسكري عليه السلام  والثاني عشر هو الامام المهدي عليه السلام الذي يملأها عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً وتمسككم برواية واحدة وان سلّمنا صحة سندها فهي تدل على ان هذا المولود هو المهدي عليه السلام والقرينة عليه متصلة وهي (هو المهدي عليه السلام) الا ان ما تقدم من بحث يثبت اجمالها من حيث تعدد متونها واجمال مداليل الفاظها.

فعليه على اقل تقدير تكون هذه الرواية من المتشابهات التي لا بد فيها من الرجوع الى محكمات الاحاديث والروايات والتي تنص على ان من يملأ الارض قسطاً وعدلاً هو الامام المهدي عليه السلام لا غير، ومعه لا نرى موجباً للتمسّك بالاستدلال بهذه الرواية على ما يدّعي هؤلاء الا اتباع الهوى والانجرار خلف ارادة الاستكبار الشيطاني في محاولة تشويه صورة مذهب اهل البيت عليهم السلام  من خلال العقيدة المهدوية بحيويتها وجاذبيتها.

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
التحقق اليدوي: *
إعادة التحميل
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم

ما ينشر في صحيفة صدى المهدي عليه السلام لا يعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة بل هي آثار الكتّاب والأدباء