سلسلة من المقالات تسلط الضوء على حياة الفقهاء النواب للإمام المهدي القائم عليه السلام
من فقهائنا
آية الله العظمى الامام السيد أبوالقاسم الموسوى الخوئي قدس سره
نسبه ومولده قدس سره
هو ابو القاسم بن علي اكبر بن هاشم بن تاج الدين. يصل نسبه إلى الإمام موسى الكاظم عليه السلام.
ولد السيد قدس سره في ليلة النصف من رجب ١٣١٧هــ في مدينة خوي من اقليم اذربيجان. كان ابوه السيد على اكبر بن هاشم عالما فاضلا ورعا من اهل مدينة خوي, درس في بلده المقدمات ثم هاجر إلى العراق سنة ١٣٠٧ هــ متنقلا بين النجف وسامراء ودرس على علماء فضلاء, ثم رجع إلى بلده حيث عين ونصب بمسؤوليته لتنظيف الضريح المقدس للامام الرضا عليه السلام من الغبار, وهو منصب يتلهف عليه ويتشرف به العلماء والاكابر.
دراسته واساتذته قدس سره
انضم قدس سره إلى المعاهد العلمية في النجف الاشرف وهو ابن الثالثة عشرة. تتلمذ قدس سره على كوكبة من اكابر علماء الفقه والاصول, ومراجع الدين العظام, ومن اشهر اساتذته:
-آية الله الشيخ فتح الله المعروف بشيخ الشريعة قدس سره.
-آيةالله الشيخ مهدي المازندراني قدس سره.
-آيةالله الشيخ ضياء الدين العراقي قدس سره.
-آيةالله الشيخ محمد حسين الغروي قدس سره.
-آيةالله الشيخ محمد حسين النائيني قدس سره.
كما حضر قدس سره الدرس، و لفترات محدودة عند كل من:
-آية الله السيد حسين البادكوبه آي قدس سره.
-آية الله الشيخ محمد جواد البلاغي قدس سره.
-آية الله السيد ميرزا علي آقا القاضي قدس سره.
تلامذته قدس سره
نال السيد الخوئي قدس سره درجة الاجتهاد في فترة مبكرة من عمره الشريف، و شغل منبر الدرس لفترة تمتد الى سبعين عاما، فقد تتلمذ على يدي سماحته عدد كبير من افاضل العلماء في العراق وانحاء العالم ومنهم:
- آية الله السيد علي البهشتي.
- آية الله السيد علي السيستاني.
- آية الله الشيخ محمد اسحاق الفياض. –
- آية الله الشيخ ميرزا علي الفلسفي.
- آية الله الشيخ ميرزا جواد التبريزي. –
- آية الله السيد محمدرضا الخلخالي. –
- آية الله الشيخ محمد آصف المحسني.
- آية الله السيد علي السيد حسين مكي.
- آية الله السيد تقي السيد حسين القمي.
- آية الله الشيخ حسين وحيد الخراساني.
- آية الله السيدعلاء الدين بحرالعلوم.
- آية الله المرحوم الشيخ ميرزا علي الغروي قدس سره.
- آية الله المرحوم السيد محمد الروحاني قدس سره.
- آية الله المرحوم الشيخ ميرزا يوسف الايرواني قدس سره.
– آية الله المرحوم السيد محي الدين الغريفي قدس سره.
- آية الله الشهيد السيد عبدالصاحب الحكيم قدس سره.
- آية الله الشهيد السيد محمد باقر الصدر قدس سره.
– و غيرهم من السادة العلماء وكبار المشايخ و أفاضل الأستاتذة.
علمه وفضله ومرجعيته قدس سره
تدرج سماحته في نبوغه طالبا للعلم فاستاذا ثم مجتهدا ومحققا.
التحق في عنفوان شبابه بدروس الخارج وتقرير بحوث اساتذته على زملائه وسرعان ما عقب شيوخه في اروقة العلم, بالتصدي لتدريس بحث الخارج, فانهالت عليه هجرة طالبي العلم من كل مكان, وقلدته المرجعية العليا جميع مسؤولياتها وشؤونها, حتى اصبح زعيمها دون منازع, ومرجعا اعلى للمسلمين الشيعة, يقلده ملايين المؤمنين من اتباع مذهب الامامية في مختلف بقاع العالم-بفضل نبوغه وتضلعه في مختلف العلوم الاسلامية, وكان بحق زعيمها الاوحد, حتى اصبح رمزا بارزا من رموز المرجعية الرشيدة, وعلما من اعلام الإسلام.
امتاز سماحة السيد الخوئي قدس سره بمنهج علمي متميز واسلوب خاص به في البحث والتدريس. وان المطالع لتأليفه يجد فيها تسلسلا للافكار وبيانا جميلا, مع الدقة في التحقيق والبحث, قد عرف بالتجديد بعلم الاصول. وكان الفارس المجلى في علم الرجال أو (الجرح والتعديل), وقد شيد صرحا علميا قويما لهذا العلم ومدخليته. كما بذل جهدا كبيرا في التفسير وعلوم القرآن. وغيرها من الحقول العلمية, وقد لقب بــ (استاذ العلماء والمجتهدين).
كتبه وتأليفاته قدس سره
ترك آية الله العظمى السيد الخوئي قدس سره أبحاثا قيمة كثيرة في حقلي الفقه و الاصول، و هي الدروس التي كان يلقيها سماحته خلال تسنمه قمة التدريس, وتعتبر ابحاثه اليوم من امهات المصادر الفقهية والاصولية للباحثين والعلماء, وهي مما لا يستغني عنها الاساتذة والطلاب معا, ومن تلك التأليفات:
- التنقيح في شرح العروة الوثقى.
- تحرير العروة الوثقى.
- دروس في فقه الشيعة ،ويقع في أربعة أجزاء .
- محاضرات في أصول الفقه : وهو في في أربعة مجلدات.
- المستند في شرح العروة الوثقى : ويقع في عشرة مجلدات.
- الدرر الغوالي في فروع العلم الاجمالي.
- مباني الاستنباط ، ويقع في أربعة أجزاء .
- مصباح الفقاهة.
- مصباح الأصول.
- المباني في شرح العروة الوثقى في مجلدين.
- دراسات في الاصول العملية.
- فقه العترة في زكاة الفطرة.
- الرأي السديد في الاجتهاد والتقليد.
- محاضرات في الفقه الجعفري ,في ثلاثة أجزاء.
- جواهر الأصول.
- رسالة في الأمر بين الأمرين.
- رسالة في الرضاع.
خدماته الجليلة قدس سره
تجاوزت رعاية السيد الراحل قدس سره للحوزات العلمية كل الحدود, فبعد ان كان الاهتمام قبله منصبا على رعاية الحوزة في النجف الاشرف وقم المقدسة, فقد توسع اهتمام الإمام الخوئي قدس سره ليشمل الحوزات في باكستان والهند, وتايلند وبنغلاديش, ثم افريقيا, فاوربا وامريكا.
وفي لبنان كان مشروعه الكبير المعروف باسم- مبرة الامام الخوئي قدس سره- دارا للايتام، تضم اليوم أكثر من الف و مائتي يتيم و يتيمة، يعيشون منعمين بوسائل الراحة و الرعاية، و قد شهدت بعض المنظمات الدولية المتخصصة لهذه المبرة، بأنها من أفضل دور رعاية الايتام في منطقة الشرق الاوسط.
كما يعد مشروعه بانشاء مجمع ثقافي ضخم, قرب مدينة مومبي في الهند على مساحة من الارض تقارب المليون قدم مربع, ويعد اكبر مشروع اسلامي شيعي في العالم على الاطلاق, ويشمل مدارس وثانويات وكليات اكاديمية ومدارس حوزوية ومعاهد مهنية, ومستشفى كبيرا, ومسجدا ضخما, وتوابع كثيرة, فهو مدينة متكاملة.
وله قدس سره مشاريع كبيرة في اسلام آباد في باكستان وفي نيويورك وغيرها من بلاد العالم.
ومن مواقفه التي لا تنسى بل سجلها التاريخ اغاثة المنكوبين في ايران وكشمير, وضحايا الجفاف في الهند, ومحنة المسلمين في افغانستان,ورعاية اهل الكويت بعد احتلالها من قبل النظام الصدامي.
ومن مشاريع عنايته الكريمة ان سماحته قدس سره قد امر بتأسيس مؤسسة خيرية عالمية مسجلة رسميا, وهي بادرة مباركة ترسي مشاريع الطائفة على اسس قوية وتكفل لها الاستمرار والتطور من أجل اعلاء كلمة الله تعالى ورفع راية محمد صلى الله عليه وآله وسلم وآله الطاهرين وخدمة المؤمنين.
وفاته ومدفنه قدس سره
توفى قدس سره في النجف الاشرف في ظروف غامضة ويحتمل بشكل كبير ان للنظام العفلقي يداً في وفاته وهناك قرآئن تدل على ضلوعهم في قتله قدس سره في شهر صفر من عام ١٤١٣هــ الموافق لشهر آب من عام ١٩٩٢م. وقد دفن قدس سره في الصحن الحيدري الشريف في مقبرة خاصة عند مدخل (مسجد الخضراء) من جانب الصحن الشريف.