موقف أهل الحجاز من الإمام عليه السلام وقت الظهور
مجتبى السادة
يتضح موقف ساكني مكة المكرمة والمدينة المنورةوردات افعالهم بالنسبة لظهور الإمام عليه السلام وبداية تحركه من منطقة الحجاز بعدة تصرفات يقدمون عليها ، فبسبب الفراغ السياسي والصراع الداخلي على السلطة في منطقة الحجاز في فترة قبيل الظهور، تنشط القوى المعادية لأتباع أهل البيت عليهم السلام لعدم وجود منافس قوي لهم في المنطقة.. فتقوم هذه القوى بعدة أعمال بمساعدة بقايا شرطة النظام الحاكم آنذاك، وتبين لنا هذه الإعمال مدى كرههم وعدائهم للإمام عليه السلام واتباعه، ومن تلك التصرفات:
-بعد النداء السماوي في رمضان وخروج السفياني في رجب, قبل الظهور بعدة أشهر، يقوم المؤمنون بالتوافد إلى مكة رغبة واشتياقا في مناصرة الإمام عليه السلام، فيدخل أهل مكة الشك والريبة من هؤلاء المؤمنين والأنصار، فيهمون بالقضاء عليهم ويتآمرون عليهم، كما توضح لنا رواية أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام وحينها يتم القبض على كثير من المؤمنين وإيداعهم السجون .
-ارتكاب بقايا النظام الحاكم آنذاك والجماعات التكفيرية جريمة بشعة في مدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وذلك بقتل فتى هاشمي وشقيقته (محمد وأخته فاطمة) وصلبهما على باب مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم .. وكل ذلك إظهارا لحقدهم على أتباع وأعوان الإمام المنتظر عليه السلام .
-في الخامس والعشرين من ذي الحجة, قبل الظهور بـ ١٥ يوما يقوم الإمام عليه السلام بإرسال رجل هاشمي مندوب عنه للناس في مكة المكرمة في عملية اختبار وجس نبض وتهيئة للثورة المباركة ، فيدخل سفير الإمام محمد بن الحسن (ذو النفس الزكية) الحرم المكي ويقف بين الركن والمقام ، ويبلّغ الناس المتواجدين في الحرم المكي رسالة شفوية من الإمام عليه السلام، فيقوم بقايا شرطة النظام الحاكم في الحجاز بارتكاب جريمة شنعاء لا تقل عن سابقتها، وذلك بقتل رسول الإمام عليه السلام في الحال بين الركن والمقام في المسجد الحرام في يوم حرام .
من هذه الإحداث وغيرها نجد أن أهل الحجاز في تلك الفترة لا يرغبون في ظهور الإمام عليه السلام، ولا تخفى تلك الرغبة على القائد العظيم، ولذا نجده يعبر عن ذلك بصراحة, كما صرحت به الرواية عن الإمام الباقر عليه السلام: في حديث طويل .. ( يقول القائم لأصحابه: ياقوم ، إن أهل مكة لا يريدونني ، ولكنني مرسل إليهم لأحتج عليهم .. بما ينبغي لمثلي أن يحتج عليهم).