قصة قصيرة
مولانا عندنا ونحن لا ندري
محمد حسن عبد
انهكهما السفر وأعياهما التعب-فالرحلة من المدائن إلى الديار المقدسة ليست بالامر الهين- كبرا الله وحمداه ولبيا دعوته تعالى حيث الموقف.
بين كل هذا الزحام-وهذا العدد الغفير من ضيوف الرحمن لفت نظرهما مشهد يبدو لهما غريبا في تلك الساعة..
انه شاب قاعد هناك عليه ازار ورداء, وفي رجليه نعل صفراء. أخذا يتساءلان.. انه يرتدي حلة ثمينة.
رباه انها تقدر الان بمئة وخمسين دينارا, انه مبلغ كبير.
ومما زاد في دهشتهما أن الشاب لم يظهر عليه آثار السفر فكيف ولماذا؟ وفي هذه الاثناء دنا منهما سائل فرداه.. اما لانشغالهما أو لقلة ما في اليد..
ذهب السائل نحو الشاب الانيق-فما كان منه إلا أن اخذ شيئا من الارض فناوله السائل-دعا له السائل, واجتهد بالدعاء وأطال.
ثم قام الشاب وغاب..فما كان منهما إلا أن اقتربا من السائل وقالا له, ويحك ماذا أعطاك..فكشف لهما عن حصاة ذهب مضرسة, تقدر بعشرين مثقالا.. فقال احدهما للآخر, مولانا عندنا ونحن لا ندري.
ذهبا في طلبه ولكن دون جدوى.. سألا من حولهما من اهل مكة, فقيل لهما: أنه شاب علوي يحج في كل سنة ماشيا. فاعادا القول: مولانا عندنا ونحن لا ندري.