خواطر مهدوية
الشيخ اسعد البصري
يا نور بصري وبصيرتي... هل يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بافواههم ولم تؤمن قلوبهم, كما كان ذلك يحزن جدك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟؟
انه يا مولاي لامر يحزنني, انا الانسان التافه البسيط العاجز عن ادراك عمق التجاوز البشري على مقام الالوهية العالي والابدي...!! انا -يا ايها العزيز- أحزن.. ولا أملك إلا أن أحزن بل ان الحزن يقض مضجعي ويحرمني لذيذ النوم اذا هدأت العيون.. وسكنت النفوس..
دلني انت يا ايها الطبيب.. كيف امتص باسفنجة الصبر سم النفاق الذي يجري في عروق مجتمعاتنا المسلمة غير المؤمنة؟
كيف -يا ايها المعلم-.. استطيع أن أسكب نور العمل الذي لا يأتي إلا من عمق اليقين في تلك الارواح التي علمت جميع الحقائق المنجية ثم حولتها مباشرة إلى مواد معلبة داخل صفيحة القسوة؟
فاذا تكلمت عن شيء قالوا علمنا...! واذا نظرت إلى العمل لم اجد سوى الجهل المركب, فاي علم هذا الذي لا ينجي صاحبه ويأخذ بيده إلى ما فيه خير الدنيا والآخرة.. وكيف لي يا سيدي ان اشكر نعمة انا متقلب فيها إذ اخترتني من دون الاف المسلمين إلى الايمان... ومن دون آلاف المؤمنين إلى اليقين والتصديق, الذي يجعلني احترق بلظى المعاصي التي ارتكبها أو يرتكبها المرتكبون امامي...؟
واية معصية اعظم من النفاق الذي ما ترك إلا عيونا لا تبصر, واسماعا لا تسمع, أو نفوسا لا تفقه, وقلوبا كأنها الحجارة لا تحسب حسابا للموت أو النشور.
مد يدك الرحيمة على قلبي الحزين بحق الله وبحق آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , فان الحزن اورثني السقم وافقدني حلاوة السكينة..
وساعد الله قلبك يا امام العصر وانت تنظر إلى اولئك الذين قالوا آمنا بأفواهم ولم تؤمن قلوبهم.