تمهيدنا
التوحيد الانتظاري
الانتظار، وما تمثله هذه المفردة في الثقافة الإسلامية أو البشرية بشكل عام يختزن الكثير من المعاني، التي تشمل وتمثل دورة معرفية متكاملة تمتد بظلالها لتغطي جميع المساحات الفكرية والعملية.
فان الانتظار مفردة تمثل عقيدة الموحدين، ونبراس أهل الفناء, وطريقة الإلهيين, هذا في جانبها الروحي وما تلقيه بظلالها على هذا الجانب.
فالانتظار الذي يتقوم بالصبر والعمل، ولا نعني بالصبر هنا الصبر الذي يكون حالة ضمن الإطار المعاش في أجواء العمل والحياة العادية، بل نعني به ذلك الصبر الذي ضمن لصاحبه أن يحيا بصبره مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومع الضاربين في صف القائم عليه السلام وان لم يدرك ذلك واقعا, فلابد من أن يكون هذا الصبر الذي يمثل تلك النفسية القوية في مواجهة الصعاب والوقوف عندها بإرادة تحدت جميع الأهواء وأخضعتها للناموس الإلهي، من شخص عركته الدواهي ومرسته الحياة فجعلته اصلب عودا واقوى نفساً وروحاً, اذ مجرد ان يكظم الانسان غيظه، أو يتجرع غصص النوائب لا تجعل منه مصداقا لتلك (المعيّة).
والمطلوب ان يكون هذا الصبر مقرونا بالعمل، الذي يرقى به الانسان الى صف الاخوان الذي عجز عنه من كان في زمانه صلى الله عليه وآله وسلم من رجاله، كما في الحديث.
فلابد لنا من الابحار في ملكوت هذه المفردة العجيبة لنحيي بها نفوسا امرضها الدهر، لتقف على مشرعة التوحيد الانتظاري، وتامن به دخولا في حصن الله الذي من دخله امن عذاب الجسد والروح .
وكيف لا نعجب من ان تكون لمثل هذه المفردة خواص عجيبة، وقد تلبس بها الأنبياء والرسل (فَانْتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ).
فيا ترى ما هو واقعنا تجاهها، وما هو مقدار استفادتنا منها في تاصيل وجودنا الديني والثقافي والاجتماعي ....؟
رئيس التحرير