سلسلة من المقالات تسلط الضوء على حياة الفقهاء النواب للإمام المهدي القائم عليه السلام
من فقهائنا: شيخ الاسلام النائيني قدس سره
ولادته ونسبه قدس سره:
هو محمد حسين بن الشيخ عبد الرحيم, الملقب بشيخ الاسلام النائيني النجفي.
ولد قدس سره في حدود سنة ١٢٧٣ هـ في (نائين), وهي بلدة من نواحي (اصفهان) بايران, كان ابوه يلقب بشيخ الاسلام في اصفهان, وهو لقب سلطاني, وكذلك اباؤه من قبله, اما هو قدس سره فكان شيخ الاسلام بحق, ولكن ليس بفرمان سلطاني.
قرأ شيخنا قدس سره اول مباديء العلوم في نائين, وفي سنة ١٢٩٣ هـ او ٩٥ هـ هاجر إلى اصفهان, وفي سنة ١٣٠٢ هـ هاجر إلى العراق ودخل سامراء ١٣٠٣ هـ.
ثم هاجر إلى كربلاء, وبقي فيها مدة, ثم هاجر إلى النجف الاشرف سنة ١٣١٤ هـ.
أساتذته قدس سره:
قرأ رحمه الله على شيوخ اجلاء وعلماء كبار ومنهم:
_ الشيخ محمّد كاظم الآخوند قدس سره.
_ محمد باقر قدس سره ابن الشيخ محمد تقي صاحب حاشية المعالم.
_ الميرزا محمد حسن النجفي قدس سره.
_ الميرزا أبي المعالي قدس سره.
_ الشيخ محمد تقي المعروف بأقا نجفي قدس سره.
_ السيد محمد حسن الشيرازي قدس سره.
_ السيد محمد الفشاركي الاصفهاني قدس سره.
_ المولى فتح علي جونابادي قدس سره.
_ الميرزا حسين النوري قدس سره.
تلامذته قدس سره:
تتلمذ على شيخ الاسلام النائيني كثير من العلماء الافاضل ومراجع عظام منهم:
_ السيد ابو القاسم الخوئي قدس سره.
_ الشيخ محمد علي الكاظمي الخراساني قدس سره صاحب (فوائد الأصول).
_ الشيخ موسى الخوانساري النجفي قدس سره صاحب (منية الطالب في شرح المكاسب).
وغيرهم الكثير.
مؤلفاته قدس سره:
للشيخ قدس سره الكثير من المؤلفات المهمة:
_ تنبيه الامة.
_ رسالة لعمل المقلدين.
_ حواشي العروة الوثقى.
_ رسالة في اللباس المشكوك.
_ رسالة في احكام الخلل في الصلاة.
_ رسالة في نفي الضرر.
_ رسالة في التعبدي والتوصلي.
_ اجوبة مسائل المستفتين, جمعها بعض تلامذته.
_ تقريرات بحثه في الاصول المسمى (اجود التقريرات) لتلميذه السيد (ابو القاسم الخوئي).
علمه ومرجعيته قدس سره:
كان رحمه الله عالماً جليلاً, فقيها أصولياً حكيما, عارفاً أدبياً, مدرساً مقلَّداً في الاقطار وانه وبعد وفاة الميرزا محمد تقي الشيرازي قدس سره راس وقلد في سائر الاقطار, هو والسيد الاصفهاني قدس سره, استقامت له الرئاسة العلمية في العراق, يعتبر من كبار علماء الاصول واليه تنسب مدرسة اصولية كبيرة اذ يعد رأيه الاصولي واحداً من اهم الآراء في علم الاصول الحديث.
الشيخ النائيني قدس سره وسامراء:
كيلا لا يتشتت شمل مدرسة سامراء ويتقوض بنيانها وحتى لا تتشتت الاهواء وتتشعب الآراء, ويبطل دسائس الدولة التركية واعوانها آنذاك, الذي ابتديء به من أواخر عهد الميرزا الشيرازي قدس سره.
فقد بقي الشيخ النائيني قدس سره في سامراء حتى بعد وفاة والده الشيخ عبد الرحيم, فمكث مدة فيها وحتى بعد وفاة الميرزا الشيرازي قدس سره ومع جماعة من تلامذة الميرزا كالسيد محمد الاصفهاني قدس سره والميرزا الشيخ محمد تقي الشيرازي قدس سره, والسيد اسماعيل صدر الدين العاملي قدس سره, والميرزا حسين النوري قدس سره.
مشاركته الفاعلة في الحياة للعامة:
لما احتل الانجليز العراق بعد الحرب العالمية الاولى, واريد تتويج الملك فيصل الاول ملكا على العراق, وتعيين وزراء وحكومة وتأسيس مجلس نيابي, فقد عارض الشيخ النائيني والسيد الاصفهاني هذا المشروع وطالب بتغيير الوضع بأفضل منه, الا انهما ابعدا إلى ايران في سنة ١٣٤١هـ وقد اقام في قم سنة كاملة, ولكنهما اعيدا بعد ذلك إلى العراق, فعاد إلى النجف الاشرف.
وفاته قدس سره:
توفي الشيخ النائيني قدس سره بالنجف الاشرف, ظهر السبت ٢٦ جمادي الاولى سنة ١٣٥٥ هـ عن عمر ناهز الثانية والثمانين.
ودفن في بعض حجرات الصحن الحيدري الشريف.
وقد رثاه الكثير, ومنهم الشيخ محمد علي اليعقوبي رحمه الله منها قوله:
بكى البلد الامين عليك شجــــــــواً فجاوب صوته البلد الحرام
وراع الخطب فارس فاستشاطت وشاطرت العراق به الشام
وعم بك الاسى شرقاً وغرباً كما عمت مواهبك الحسام
اهالوا الترب منك على محيا به في المحل يستسقى الغمام