علماء يتحدثون عن المهدي عليه السلام والمهدوية
الشيخ عفيف النابلسي/ لبنان:
الانتظار لا يكون باننا نرضى بالمنكر أو لا نقبل به, بل هو ان نبدأ بمعالجة المنكر وازالة الجور والوقوف ضده ولو كان ذلك الجور كبيرا, وحتى اذا كان اصحاب المعروف ..اصحاب الحق مجموعة قليلة من الناس, فعندما يريد الله للحق ان ينتصر فسوف تتناغى وتتنادى وتتداعى كل الاجزاء المتفرقة في العالم ثم تأتي بقوة واحدة, وبالتالي حين يسمع اصحاب الامام صوت الحق, صوت الإمام, وصوت العدل عندئذ سوف يلتحقون به عليه السلام من كل حدب وصوب وبهذا الالتحاق تخر عروش الجبابرة وينفلت الناس من سلاطينهم ولا يبقى للجور أية كلمة.
الشيخ جعفر الهادي/ العراق:
الانتظار هو توقع غائب يعود, أو مسافر يقدم ويرجع من سفره, ومن الانتظار الانتظار الايجابي حيث يكون المسافر والغائب شخصية عظيمة محبوبة وموضع اهتمام المنتظر والمتوقع, فالذي يتوقع ظهوره حضوره ورجوعه ويترقب ذلك سيستعد لمجيئه ولرجوعه ولعودته بترتيب المكان بإعداد الطريق وزرعه بالورود ورشه بالماء, وكذلك فإنه يظهر توقعه وانتظاره في سلسلة من الاعمال التي تعكس معالم استقبال هذا الوافد القادم, وعدم الاكتفاء بالجلوس في عقر الدار ووضع اليد على اليد والانكفاء على النفس.
السيد حسين شرف الدين/ لبنان:
الإمام المهدي المنتظر عليه السلام هو والعدل توأمان, ولا يكون العدل إلا بظهوره المادي حسب الوعد الالهي الذي ننتظره طوال هذا الزمن باكمله, وهذا الوعد الالهي, النبوي,الامامي, هو الوعد الذي يأتينا مترادفا في قراءة لسور الكتاب الكريم, وفي الاحاديث النبوية الشريفة وفي روايات الائمة عليهم السلام, التي ترينا كيف يمكن ان نستقبل هذا الموعود الآتي الذي شكل وجودنا وثقافتنا وكياننا كله, وما يمكن ان نقدمه لوجه الله تعالى في هذا الخصوص كله هو حالة من حالات هذا الانتظار.
السيد محمد علي الحلو/ العراق:
الانتظار بمعناه الكامل هو ان يسعى الانسان المنتظِر لان يتكامل, وان ينضج فكره وان يرشد عمله, فالانتظار يعني التقوى بمعناه المتكامل الذي من خلاله يكون المنتظِر مستحقا لاستقبال المصلح العالمي, وان يتعاطى مع الدولة العالمية الالهية المستقبلية.
فالانتظار بحقيقته هو تكامل وبناء ورشد ونضج, وليس الانتظار ان ينتظر الانسان ليحسب وقتا لظهوره عليه السلام انما ان يستعد استعدادا كاملا, وان يكون ناضجا لاستقبال هذا التغيير الالهي العالمي الجديد.
الشيخ علي المحسن/ السعودية:
لعل اهمية الانتظار تكمن في ثلاثة امور, الأول هو رفع حالة اليأس في الخلاص من الظلم الذي قد يصيب بعض الشيعة على مر العصور, والثاني هو بعث الامر في النفوس, والتأكيد على ان الليل مهما طال فان الفجر سيطلع من جديد, والامر الثالث هو تعزيز الارتباط بين الشيعة وبين الإمام الغائب عليه السلام الذي سيملأ الارض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا.