تمهيدنا
لكل شيء ثمن إلا الزمن!
تتفاوت القيم بين الاشياء والوجودات وتخضع الاشياء إلى مؤثرات كثيرة لرفع قيمها بهدف الاستثمار الاكبر لها.
والذي ينبغي لنا ان نفهمه جيدا اننا ايُّ القيم هي التي نبذلها لنحصن نفوسنا ونقف امام الاغراءات, فأي قيمة دينية أو دنيوية تجعل من الانسان لا يأبه بالمغريات ويسعى من اجل الطموح الموزون والاهداف الواقعية.
اننا نعرف جيدا ان هناك اشياءً في وجودنا ندفع ثمنها، وتحرق من رصيدنا بارادتنا أو رغما عنا فهذا الزمن وساعاته وأيامه هو رأس مالنا في وجودنا هذا!
وهو يحترق وينفذ كلما مرت ساعة أو يوم أو شهر أو سنة سواء رضينا ام كرهنا، فإن الزمن لا يتوقف ،وان رصيدنا ينفذ فهل فكرنا بقيمة هذا الزمن؟
وهل اخضعناه إلى المؤثرات والى تفاوت القيم والسلع؟
وهل اجرينا يوماً ما مقارنة بين ثمن هذا الزمن وثمن السلع التي نحرق من اجل اقتنائها هذا الزمن؟
وهل تعاملنا معه كشيء فوق المثمنات وانه مقدس ولا ينبغي التفريط به مهما كانت المغريات؟
إذ كلّنا يعلم ان اللحظة الواحدة المفقودة لا ترجع ،ولو دفعنا الوجود باسره ثمنا وقيمة لها!
ونعلم جيدا مع ذلك اننا في كثير من الاحيان بل في اغلبها ندفع اثماناً من اجل ان نحرق من هذا الوجود النفيس مجاناً ليس إلا للاتلاف والهدر، مع ان هذا الشيء النفيس الذي هو قيمة القيم ينبغي ان يوضع في محله وان نحرص عليه اكثر من حرصنا على الدينار والدرهم, فهو الذي يقيمهما وليس هما اللذان يقيمانه.
ومن عجائب الامور ان الذي يطالع الآيات والروايات يُجد ان من يربط نفسه ويوثق عرى وجوده بالوجود المقدس المبارك فانه قد استثمر أوقات زمنه وساعات عمره بافضل استثمار يمكن ان يكون.
وحيث ان وجودنا المقدس وحقيقتنا الرابطة في هذا الزمان هو مهدي آخر الزمان عليه السلام, فلابد لنا ان نجعل رأس المال هذا بين يديه ونعرض بضاعتنا عليه ليقوم هو بانزال البركة عليها ويجعلها في محلها كي نحسن الاستثمار ونأمن من الاتجار الخاسر وعاقبة الخسران.
بقلم رئيس التحرير