الإمام المهدي عليه السلام والجهود النبوية
الشيخ حسان سويدان
لقد بعث الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم رحمة للعالمين, اذ بعث لتكميل النفوس الناقصة. وهو الانسان الكامل بكل ما لهذه الكلمة من معنى. و هو أحد أهم من تسنى له ان يحيي هذه السنن ويبلغها للناس وللبشرية ويعمل على تثبيت دعائم معارف القرآن الكريم في البشرية على وجه العموم ، وفي الامة الاسلامية على وجه الخصوص. وان تبقى رسالة تتناقلها الاجيال, لان هذا الدين سيظهره الله (سبحانه وتعالى) على الدين كله ولو كره الكافرون أو ولو كره المشركون.
ان اوج المعطيات العظيمة لولادة الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم ولبعثته ولبزوغ فجر الاسلام لا يعطي عطاءاته الكاملة إلا في ظل حفيده وسبطه الإمام المهدي المنتظر عليه السلام الذي وعد الله به في كتابه المجيد وعلى لسان رسوله العظيم صلى الله عليه وآله وسلم وعلى السنة آبائه الطاهرين الائمة المعصومين عليهم السلام,هذا الإمام العظيم المدخر لإقامة الامت والعوج والذي سيقيم حلم الانبياء، سيقيم دولة العدل الالهية، سيمكنه الله (سبحانه وتعالى) والصالحين الذين معه ليقيموا دين الله (عز وجل) في هذه الارض كما وعد (والله لا يخلف الميعاد), (وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا)،وسيتجلى بشكل كامل الوعد الالهي لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون أو ولو كره الكافرون سيتجلى في امتداده الطبيعي على يد هذا الحجة الالهية العظيمة الغائبة، التي نأمل من الله (سبحانه وتعالى) ونرجو ان تكون ولادة ظهوره قريبة لان المؤمنين والمسلمين والصالحين طال صبرهم.
أترى ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هذا الحكيم الذي وصفه الله (سبحانه وتعالى) بانه كان اهلاً لهذه الرسالة، وقد اصطفاه واختاره الله، يترك امته هكذا، لا يعيّن خلفاءه لا يعيّن اوصياءه، يقول انه سيولد لكم في آخر الزمان رجل وانتم عليكم ان تبحثوا عنه وان هذا الرجل الذي لا ندري من هو ابوه ومن هي امه, هذا الرجل الذي سيأتي عيسى عليه السلام روح الله وكلمته فيصلي خلفه اي خلف هذا الرجل المجهول، أيتناسب هذا مع حكمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحكمة خالقه وباعثه (سبحانه وتعالى)، اذن هذه الامور لابد من الوقفة عندها.
وهناك علامات حتمية اجتمعنا على صحتها وثبوتها،وعلائم عامة هي امتلاء الارض بالفساد، الى ان يصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً الى ما هنالك من هذه القضايا العامة التي اعبّر عنها عادة بالعلائم العامة، بمعنى تهيئة الظرف الزماني والمكاني في الكرة الارضية لظهور الإمام المهدي عليه السلام، فان سير الارض هو نحو امتلائها بالجور والظلم والعدوان والفساد حتى يأت عليه السلام ويملأها قسطاً وعدلاً، نعم ان العلامات كثيرة وكثيرة جداً على مستوى الرواية فيها روايات صحيحة، وفيها روايات غير صحيحة، فيها روايات كثيرة لم ترد من مصادر مدرسة اهل البيت عليهم السلام ووردت في مصادر الاخوة من اهل السنّة، وهناك روايات صحيحة ومعتبرة ومستفيضة الروايات حول العلامات الحتمية الخمس التي هي علائم ظهوره عليه السلام مثل الصيحة والسفياني والخسف بالبيداء واليماني وقتل النفس الزكية.
وهناك العديد من الكتب التي اعتنت بهذا التراث ومن قبل علمائنا ومذهبنا، وهناك ايضاً العديد من علماء السنّة صنفوا في هذا القبيل، وكتاب بشارة الاسلام في علامات المهدي عليه السلام من تأليف السيد مصطفى آل السيد حيدر الكاظمي قدس سره فانه اضافة الى عنايته بايراد ما ورد في الإمام المهدي عليه السلام يحفل بأبوابه الكثيرة من ابواب الفتن والملاحم مثل علامات الظهور واخبار الدجال، ونزول عيسى بن مريم عليه السلام وصلاته خلف الإمام وسيرته عليه السلام، والملاحم بين المسلمين والروم والترك والنار التي تسوق الناس وخروج الدابة الى غير ذلك من الاهوال التي تسبق قيامه عليه السلام.
لا شك ان انكار الائمة عليهم السلام او واحد منهم وبالاخص إمام الزمان عليه السلام يلزم منه الكفر كما جاء في مدرسة اهل البيت عليهم السلام وباجماع من علمائها, فانهم لايقولون بكفر أحد ممن يتشهد الشهادتين من المسلمين، إلا اذا كان نصب العداء لأهل البيت عليهم السلام او كان من الخوارج.