الفهرس
لتصفح الصحيفة ب Flsh

لتحميل الصحيفة ك Pdf

العدد: ٢٣/ ربيع الثاني/ ١٤٣٢ه

المقالات هل المهدي قاتل سفاح؟

القسم القسم: العدد: ٢٣/ ربيع الثاني/ ١٤٣٢هـ الشخص الكاتب: الشيخ حسين الأسدي التاريخ التاريخ: ٢٠١٢/١٢/١٠ المشاهدات المشاهدات: ٥٥٩٥ التعليقات التعليقات: ٠

هل المهدي عليه السلام قاتل سفاح؟

الشيخ حسين الاسديمركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلام

من الأمور التي يروج لها بعض الجهلة – بقصد أو من دون قصد – أن المهدي ليس إلا قاتل سفاح ! وهم بهذا رسموا صورة مشوهة عن المهدي المنتظر عليه السلام ، زرعت في نفوس البعض كراهية خروجه في (لا شعورهم) الباطني وإن لم يصرحوا بهذا في ألسنتهم ! فما هي حقيقة الحال في هذا المجال ؟

إن قيام دولة الحق والعدل - على أطلال دولة الظلم والجور - هو بحاجة إلى أمور ثلاثة مهمة ، وهي :

١. تشريع أحكام وقوانين تحكم الدولة.

٢. تشريع الجزاءات المناسبة لموافقة أو مخالفة تلك القوانين . وهاتان الركيزتان توفرتا بفضل تشريعات القرآن والسنة الشريفة.

٣ . التدخلات الإجرائية والعملية عند حدوث خرق للقانون أو تطاول عليه ، من أجل إرجاع الأمور إلى نصابها . وقد تكفل الإسلام هذه الركيزة عندما جعل أحد أهم واجبات الدين هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث نعرف أن إحدى مراتبه هي التدخل العملي.

وهذه التدخلات العملية تمثل أهم الخطوات العملية التي يقوم بها (عجل الله تعالى فرجه) لنشر راية الحق وإقامة دولة العدل ، وتتمثل هذه الإجراءات بالحروب – القليلة نسبياً – مع الفئات الضالة ، وبقتل بعض الفئات مما عددته الروايات . وهذا يعني أن القتل الذي سيمارسه الإمام سيكون بحق فئة قليلة نسبياً ، فئة وصل أفرادها إلى مرحلة السرطانية الاجتماعية التي لا علاج لها سوى الاجتثاث من الأصول! والإنسان قد يضحي ببعض أجزاء بدنه ليحافظ على حياته ! وهكذا مجتمع التوحيد ، يجتث بعض الأفراد ليحيى المجتمع بسلام .

على ان القتل الذي سيمارسه الإمام ليس بهذه الصورة المشوهة التي حاول المخالفون رسمها ، وإنما هو بصورة مخففة جداً تتناسب مع وصفه (عجل الله تعالى فرجه) بأنه رحمة للعالمين كما كان جده المصطفى (صلى الله عليه وآله) ، ويشهد لذلك عدة شواهد ، منها أن فترة حروب الإمام كلها وعمليات التصفية الجسدية والسيطرة على الحكم ونشر الإسلام في ربوع الأرض لا تتعدى الثمانية أو التسعة أشهر ، كما صرحت به الروايات الشريفة، وهي فترة قياسية جداً بالقياس إلى حجم التغيير الهائل الذي سيحدثه الإمام ، كيف وقد رأينا الدول تختلف في تعيين رئيس لها لمدة طويلة تتجاوز التسعة أشهر ، وهو ليس إلا مجرد تعيين شخص لا أكثر!

أضف إليه أنه (عليه السلام) سيمارس عملية الفتح السلمي بصورة واسعة في جميع البلدان التي لم تشارك في الحرب ضده ، وهي الأعم الأغلب من البلدان ، ويشهد لهذا العديد من الروايات الشريفة ، مثل ما ورد في غيبة النعماني ص ٣٣٤ - ٣٣٥ الباب ٢١ ح٨  عن محمد بن جعفر بن محمد ، عن أبيه (عليهم السلام) ، قال : ... ويبعث جندا إلى القسطنطينية ، فإذا بلغوا الخليج كتبوا على أقدامهم شيئا ومشوا على الماء ، فإذا نظر إليهم الروم يمشون على الماء قالوا : هؤلاء أصحابه يمشون على الماء ، فكيف هو ؟ ! فعند ذلك يفتحون لهم أبواب المدينة ، فيدخلونها فيحكمون فيها ما يريدون.

على أن الإمام لا يبدأ أحداً بقتال حتى يلقي عليه الحجة قبل القتال ، فإذا قبل منه مقالته قبله الإمام بلا قتال ، وإن رد عليه مقالته فلا مناص من الحرب ، فقد جعل آخر الدواء الكي ! وهذا ما تشهد به الروايات التي تحكي إخراجه (عليه السلام) للكتب السماوية غير المحرفة وفتحه باب النقاش مع أهل الديانات بكتبهم الخاصة بهم ، وكذلك يشهد له مطالبة الحسني إياه بما يدل على صدق دعواه واستجابته (عليه السلام) له بقيامه ببعض الأفعال الإعجازية إثباتاً لصدق دعواه. ففي الملاحم والفتن للسيد ابن طاووس - ص ٢٩٥ – ٢٩٦ : ... ويلحقه الحسني في اثني عشر ألفا ، فيقول له : أنا أحق منك بهذا الامر ، فيقول له : هات علامة ، هات دلالة ، فيومئ إلى الطير فيسقط على كتفه ، ويغرس القضيب الذي بيده فيخضر ويعشوشب ، فيسلم إليه الحسني الجيش ، ويكون الحسني على مقدمته ...

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
التحقق اليدوي: *
إعادة التحميل
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم

ما ينشر في صحيفة صدى المهدي عليه السلام لا يعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة بل هي آثار الكتّاب والأدباء