تمهيدنا
كيف يسحق المظلوم الظالم؟
يطالعنا التاريخ ،ويؤكد الواقع ان الكثير من الهزائم قد تحولت انتصارات وان المظلوم سحق الظالم.
ومن هنا تبدأ قصة للمفكر والمثقف في تحليل هذه المفردة التاريخية والوقوف على هذه الوقائع بعين المتفحص.
فهل يا ترى ان ذلك وليد الانفجار نتيجة للقهر والاستبداد؟ ام ان هذا التحول وصيرورة المظلوم منتصراً حالة طبيعية تكوينية قهرية لابدّ منها وان اختلفت في بعض الاحيان وقفزت من بعض الافراد إلى آخرين.
ثم نسأل سؤالاً آخر على لسان المتفحص والباحث وهو هل ان لنا دخلاً في تحقق هذا الانتصار؟ وهل يقع بايدينا شيء يمكن ان يكون دافعاً لتحققه أو مانعاً من حصوله، ام انه شيء خارج عن وسعنا وطاقتنا, سعينا ام لم نسع، فكرنا ام لم نفكر فهو حاصل لا محالة.
اذن فكيف تتحول الهزائم انتصارات وكيف يسحق المظلوم الظالم.
تحدثنا السنن ان للحياة معايير، وانها تسير وفق هذه المعايير وان خروجها عن موازينها بسبب الظلم لا يعني انها تغيرت وتحولت من حياة الموازين والضوابط إلى حياة الفوضى والانفلات, فما ان تحصل الحلقة الاخيرة في سلسلة الخروج عن الموازين إلا وتسير الاسباب الطبيعية والمسببات التي وضعت في ايدينا لتحقق سبل الرجوع إلى حياة النظام والانضباط وهذه الدورة تتكرر وستبقى تتكرر.
والمفروض بنا تبعاً لما نعتقده من اسس فكرية ودينية ان نستثمر حالة الغليان السنني ووصول الدورة إلى حلقتها الاخيرة بارجاعها إلى وضعها على يد ولي الله الاعظم عليه السلام وذلك بتهيئة اسباب خروجه واستثمار كل شيء يمكن استثماره في هذا المضمار ليصب في بوتقة الظهور المبارك حتى يكون الرجوع على يديه عليه السلام إلى سبيل حياة النظام والانضباط، وان لا ندخل في دورة جديدة تتكرر معها عملية الظلم وسحق المظلوم ونفقد الامل في ان نكون انصاراً له وشهداء بين يديه، لاننا لا نجزم بان نكون افراداً من الدورة الجديدة.
هذا هو ما ينبغي ان يكون سبيلنا الاول واول اولويات وجودنا في هذه الدنيا.
يبقى سؤال مصيري ومهم وهو كيف نكون ادوات لتهيئة هذه الاسباب وهل يا ترى انّ بأيدينا ذلك؟
وتدل الآيات والروايات المتعددة على ان الاختيار بأيدينا وان ما من عمل كان قرينه الاخلاص والسعي الجاد ابتداء ووسطا وانتهاء إلا وحقق نتائجه المرجوة منه.
فعلى هذا الاساس لا يوجد عذر للمتخلف، كما لم يعذر من قبل من تخلف عن مسيرات الإصلاح باسباب ظن انها عاذرة له.
رئيس التحرير