القضية المهدوية في الشعر المنسوب للامام الصادق عليه السلام
- روى الشيخ الصدوق في كتاب (الآمالي) مسنداً عن الامام الصادق عليه السلام انه كان يقول ويكرر هذا البيت:
لكل اناس دولةٌ يرقبــــونها
ودولتنا هدى في آخر الدهرِ تظهرُ
- جاء عن سفيان الثوري قوله: ان الامام الصادق عليه السلام كان يردد هذه الابيات التي تبيّن استمرار خط الامامة في مدرسة اهل البيت عليهم السلام رغم كلّ حروب الابادة والتشريد التي تعرضوا لها.
لا اليسرُ يطرؤنا يوماً فيبطرنا
ولا لازمة دهر نظهر الجزعا
ان سرّنا الدهر،لم نبهج لصحته
أو ساءنا الدهر لم نظهر له الهلعا
مثل النجوم على مضمار اولنـــا
اذا تغيــــّب نجــــم، آخر طلعــــــا
- كما روت المصادر المعتبرة عنه عليه السلام ابياتاً تحذر من الجزع واليأس من رحمة الله ومن الفرج مهما طال الامدواشتدت الصعاب وارتباطها بالقضية المهدوية. يقول عليه السلام:
فلا تجزع وان أُعســرت يومـــاً
فقد ايسرت في زمن طويـــلِ
ولا تيــأس فان اليــــأس كفـــــرٌ
لعـل الله يغنــــي عن قليــــــلِ
ولا تظنـــن بربك ظـــنّ ســــوءٍ
فــــان الله اولــــى بالجميـــــلِ
- وجاء في مناقب آل ابي طالب والصراط المستقيم وغيرها أبيات اخرى عنه عليه السلام:
محالٌ وجودُ النارِ في بيت ظلمةٍ
وأن يهتدِ في ظل حيــران حائــــرِ
فلا تطموا في العدل من غير أهله
ولا في هدىً من غير أهل البصائرِ
ووجه أرتباط هذين البيتين بقضية الأمام المهدي عليه السلام هو التنبيه الى أن الأهداف المكلف بتحقيقها الامام المهدي عليه السلام وسائر أئمة اهل البيت عليهم السلام في دولتهم الالهية العادلة لا يمكن لغيرهم عليهم السلام تحقيقها لأن النور والعدل والهداية الألهية عندهم لا عند غيرهم ،ولذلك فلا يمكن ان يكون المهدي عليه السلام المنقذ من غيرهم.
وروى الصدوق في الآمال والحلبي في المناقب والمجلسي في البحار أنه عليه السلام كان يقول:
عَلَــمٌ المحجة واضح لمريـده
وأرى القلوب عن المحجة في عمى
ولقد عجبت لهالك ونجاتُه موجودةٌ
ولقـــــد عجبـــــت لمــــن نجــــــــا
كما روي عنه عليه السلام أنه كان يقول:
في الأصل كنا نجوماً يستضاء بنا
وللبرية نحن اليــــوم برهــــــان
نحن البحور التي فيها لغائصكــم
درٌ ثمين وياقـــــوت ومرجــــان
مساكن القدس والفردوس نملكها
ونحن للقدس والفردوس خُزان
مَنْ شذ عنا فبرهوت مساكنـــــه
ومن اتـــانا فجنـــات وولدان
ويشير الأمام الصادق عليه السلام بهذه الأبيات الشريفة الى أن كون الحق والهدى والعدل الالهي هو عند بيت اهل بيت النبوة عليهم السلام أمر واضح للعيان, ولكن المشكلة تكمن في عدم استعداد الأمة قلبياً لمتابعتهم في أقامة العدل الالهي ولذلك وقعت الأمة في اشكال الأنحراف عنهم والسكوت تجاه ما انزله بهم الطغاة من تقتيل وتشريد الأمر الذي اوجب غيبة خاتمهم المهدي عليه السلام وانتظاره لأمر الله عزّ وجل ولتحقق استعداد الأمة بكل وجودها قلبياً وعقلياً لمناصرته واتباعه بعد أن تمر بالتجارب المريرة التي تتيقن عبرها عملياً من حقيقة عجز جميع المدارس الأخرى اسلامية وغير اسلامية عن تحقيق العدل المنشود وتؤمن قلبياً أن النجاة ودولة العدل لا يمكن الفوز بها بغير اتباع مدرسة اهل البيت عليهم السلام ومناصرة مهديهم الموعود عليه السلام.