قصة: قد اقمناك مقام ابيك
محمّد حسن عبد
ذهب الإمام ابو محمّد الحسن العسكري عليه السلام, فهزت هذه الحادثة محمّد بن ابراهيم بن مهزيار حيث ساوره الشك في امر الامامة فظل يطيل الفكر في الامر, وشغله ذلك كثيرا.
وبينا هو كذلك اراد ابوه ان يغادر بلدته (الأحواز)- بما اجتمع لديه من مال جليل- إلى العراق ليسلمه هناك إلى صاحب العصر والزمان عليه السلام. فخرج من البلدة يشيعه ولده محمد إلى حيث يركب السفينة, ولكن الاب وعك في الطريق وعكا شديدا منعه من مواصلة الطريق.
ثم قال الاب لابنه: يا بني ردني فهو الموت.. واوصى اليه, وكان مما قاله له: اتق الله في هذا المال.
فقال محمّد في نفسه: لم يكن ابي ليوصي بشيء غير صحيح, سأحمل هذا المال إلى العراق (كما كان يريد ابي) ولا اخبر احدا بشيء, وان وضح لي شيء كوضوحه في ايام ابي محمّد عليه السلام انفذته..
وفعلا فقد ذهب ابن مهزيار إلى العراق واكترى في بغداد دارا على الشط.. وماهي الا ايام فاذا بورقة مع رسول مكتوب فيها: (يا محمّد معك كذا وكذا في جوف كذا وكذا) حتى قص عليه جميع ما معه مما لم يحط به علما..
قام محمّد بتسليم المال إلى الرسول..
ولكنه بقي اياما مغموما لم يرقد له جفن. حتى خرج اليه (التوقيع): (قد اقمناك مقام ابيك فاحمد الله).