تمهيدنا
بين تنمية الذات وتنمية البشر
يروج في الاوساط الثقافية وغيرها تداول افاق التنمية البشرية وماتعود به على المجتمع من تطور اقتصادي واجتماعي وفكري,وبغض النظر عن جذور مصطلح التنمية البشرية وهل هو خاص بالبعد الاقتصادي وتطويره للانسان ام انه اوسع من ذلك .
الا ان ماينبغي البدء به منهجيا هو تنمية الذات قبل تنمية المجتمع ,ولو احسنا الظن بما وراء التنمية البشرية فهي متاخرة عن تطوير الذات وتنميتها.
فالبدء لابد ان يكون من داخل نفوسنا، ولابد ان نبدأ باصلاحها لنتطلع بعد هذه التنمية والاصلاح الى تنمية المجتمع وتطويره.
تنقل بعض الروايات ان من اراد ان يعرف مقدار مكانته عند الله تعالى فلابد ان يعرف مكانة الله عنده ,وهذا العنصر يشكل منطلقاً حقيقياً وواقعياً للقيام بعملية تنمية الذات وتطويرها، اذ بمقدار هذا التطوير تتحصل المكانة .
ولو وسّعنا هذا المنطلق وفرضناه على نظام العلاقات ,فانه ينتج لامحالة تنمية شاملة داخل الذات على جميع المناحي الفكرية والسلوكية والعقائدية .
وهنا نود الاستفادة لاستكشاف مكانتنا عند الامام المهدي عليه السلام من خلال معرفة مكانته في نفوسنا فهل ياترى هو المقدم على كل شئ وهل ارادته نافذة ومهيمنة على ارادتنا وانه المذكور الاول ام انه متاخر وياتي اذا ما ذكر امامنا بالصدفة .
ان قضية كون المكانة عند الاخرين بمقدار مكانتهم عندنا قضية يساعد عليها الوجدان ,فلننطلق من هذا الوجدان لننمي ذاتنا ونصلح احوالنا ونقوي علاقتنا بالامام عليه السلام من خلال جعله الشاخص الابرز والميزان الاوحد في سيرنا مع الله تعالى وحركتنا مع انفسنا ومع المجتمع.
فالفرد الذي يكون حبه للامام عليه السلام واحترامه له بحيث لا يقدم على حبه حبا آخر في حالة تزاحمه معه, فلاشك ان حب الامام له وتقديمه من قبله سيكون بمقدار ذلك الحب.
اذن لنصلح ذاتنا وننميها قبل ان نسعى لتنمية البشر من حولنا.
(وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا).
رئيس التحرير