الفهرس
لتصفح الصحيفة ب Flsh

لتحميل الصحيفة ك Pdf

الصفحة الرئيسية » العدد: ٢٦/ رجب/ ١٤٣٢هـ » المؤمن والمهدي الوظيفة والتكليف
العدد: ٢٦/ رجب/ ١٤٣٢ه

المقالات المؤمن والمهدي الوظيفة والتكليف

القسم القسم: العدد: ٢٦/ رجب/ ١٤٣٢هـ الشخص الكاتب: مرتضى علي الحلي التاريخ التاريخ: ٢٠١٢/١٢/١١ المشاهدات المشاهدات: ٤٦٧١ التعليقات التعليقات: ٠

الانسان المؤمن والامام المهدي عليه السلام الوظيفة والتكليف

مرتضى علي الحليمركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلام

ان المتتبع والمتفحص في ما ترك المعصومون علیهم السلام لنا من ارث عقدي وديني يجد حلولا شافية وعقلانية مقبولة في صورة التعاطي مع فاصلة الغيبة الكبرى ومحنة خفاء الإمام المهدي عليه السلام ظاهراً لا واقعاً.

وتلك الحلول هي عبارة عن وظائف وتكاليف تجعل الفرد المؤمن في نقطة الحدث والمسؤولية, وترفده بوعي مميز يمكنه من تغطية وقته باعمال ترضي الله تعالى وتدخل في صلب موضوعة تعجيل الفرج والظهور للإمام المهدي عليه السلام.

وابرز تلك الوظائف هي:

١. وجوب معرفة الإمام المهدي عليه السلام وهويته الشخصية والاخلاقية والمنهجية قدوة وإمام زمان للبشرية في زمننا هذا معرفة تشدنا روحيا وسلوكيا لحقيقته الحقة عليه السلام وتمكننا من الاستلهام القيمي من بركة وجوده الشريف.

جاء في الكافي الدعاء (اللهم عرفني حجتك فإنك ان لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني).

فمعرفة امام الزمان هي اصل ديني عقدي يأتي بعد وجوب معرفة الله تعالى وتوحيده والاعتقاد بنبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

فيجب على كل انسان مسلم ومؤمن ان يسلم به ايمانيا وذهنيا.

فإن معرفة امام الزمان, أي الإمام المهدي عليه السلام والاعتقاد به تجعل الانسان المؤمن في وضع ايماني مستقر ومتزن وثابت من جهة قيام الحجة عليه بوجوده عليه السلام في زمننا هذا.

٢. ضرورة التسليم والانقياد لحقيقة وجوده عليه السلام الواقعية والثبوتية وان كانت تلك الحقيقة غير محسوسة ولكنها قد تحققت يقينا في عالمنا هذا مذ ولد عليه السلام وغاب الغيبتين الصغرى والكبرى والى يوم ظهوره الشريف عليه السلام.

لذا فقد اوصى الائمة المعصومون علیهم السلام بضرورة التسليم بهذه الحقيقة الالهية والمتمثلة بوجود الإمام المهدي عليه السلام وبصورة الخفاء الظاهري حفظا لشريعة الله الخالدة الاسلام العزيز وقياما للحجة على البشرية.

جاء في كمال الدين للشيخ الصدوق انه ورد عن الإمام محمد الجواد انه قال عليه السلام: (ان الإمام بعدي ابني علي الهادي عليه السلام امره امري وقوله قولي وطاعته طاعتي والامام بعده ابنه الحسن العسكري عليه السلام امره امر ابيه وقوله قول ابيه وطاعته طاعة ابيه, ثم سكت عليه السلام فقلت له (الراوي): يا ابن رسول الله فمن بعد الحسن العسكري عليه السلام؟ فبكى عليه السلام بكاءً شديداً ثم قال عليه السلام ان من بعد الحسن العسكري عليه السلام ابنه القائم عليه السلام بالحق المنتظر, فقلت (الراوي): يا ابن رسول الله لم سمي القائم؟ قال عليه السلام: لانه يقوم بعد موت ذكره وارتداد اكثر القائلين بامامته, فقلت (الراوي): لم سمي المنتظر؟ قال عليه السلام: لان له غيبة يكثر ايامها ويطول امدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزيء بذكرهها الجاحدون ويكذب به الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون).

فلاحظوا تفاصيل الرواية وقرائتها لمستقبل البشرية وصورة تعاطيها مع الغيبة فالبعض ينكرها والآخر يهزأ بها, وآخرون مرتابون, والباقون القليلون ثابتون بتوفيق الله (وينجو فيها المسلمون) وهذه مفردة قوية القيمة والمعنى فانه فعلا لا ينجو من الامر إلا اهله, وهم اهل الاسلام الحقيقي والمؤمنون بتسليم الامر لله تعالى والصبر عليه توقا لرضاه تعالى.

٣. التعاطف الوجداني والانساني مع مظلومية الإمام المهدي عليه السلام والتي تمثل ظلامة آل محمد علیهم السلام كلهم جميعا ففي التفريق بيننا وبين امامنا المهدي عليه السلام يتجلى معنى الظلامة التي الحقتها انظمة وسلوكيات ومناهج المفسدين والظالمين بمنهج الإمام عليه السلام ودفعه عن مرتبته التدبيرية للبشرية ومقام الوجودي الظاهر.

فالطغاة وفي وقته عليه السلام عملوا على الاسهام في ضرورة اخفاء امر ولادته عليه السلام وبسط نفوذه وتحويل مسار الظهور العلني الى حركة الخفاء الظاهري واعلان الغيبة الصغرى ومن بعدها الكبرى اضطرارا ولاجل ادامة بقاء الحجة والمنهج الالهي في هذه الحياة.

ونقصد بالتعاطف الوجداني هنا هو ما اراده المعصومون لنا من التوجع لفراقه عليه السلام والاغتمام لغيبته كغياب اي عزيز وهو اعز علينا عليه السلام.

جاء في الكافي عن الإمام الصادق عليه السلام انه قال: (نفس المهموم لنا المغتم لظلمنا تسبيح).

فوعي محنة الفراق بيننا وبين امامنا المهدي عليه السلام والاهتمام بها من جهة طلب الفرج له من الله تعالى ورفع حجاب الغيبة الكبرى عنا بظهوره الشريف عليه السلام يمثل خزينا عباديا لنا (تسبيح) فأي قيمة كهذه؟

٤. انتظار فرجه وظهوره الشريف عليه السلام:

جاء في تحف العقول عن الإمام علي عليه السلام انه قال: (افضل العبادة الصبر وانتظار الفرج).

والمقصود بالصبر هنا يقينا هو الثبات على امامته ومقاومة الفساد والظلم ورفض انكاره لا الركود والخضوع في الحياة, اذ ان الصبر هو فاتحة الفرج والظهور وهذا هو معنى افضلية العبادة (افضل العبادة الصبر) والانتظار يتحقق وبحسب الامكان باعداد الذات ايمانيا وسلوكيا صالحا يجعل صاحبه مؤهلا لتقبل اطروحة التغيير المهدوي القادم وامكانية المشاركة فيه, هذا ان بقي الانسان المؤمن حيا الى يوم ظهوره عليه السلام واما إذا مات فلا اقل من انه قد ادى ما عليه من وظيفة دينية حقة بذمته, والانتظار هو ابراء للذمة امام الله تعالى لاننا مطالبون بالايمان بالامام المهدي عليه السلام والعمل على الصبر مع غيبته الكبرى.

التقييم التقييم:
  ١ / ١.٠
التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
التحقق اليدوي: *
إعادة التحميل
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم

ما ينشر في صحيفة صدى المهدي عليه السلام لا يعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة بل هي آثار الكتّاب والأدباء