الفهرس
لتصفح الصحيفة ب Flsh

لتحميل الصحيفة ك Pdf

الصفحة الرئيسية » العدد: ٢٦/ رجب/ ١٤٣٢هـ » المهدي في التصور الإسلامي الواعي
العدد: ٢٦/ رجب/ ١٤٣٢ه

المقالات المهدي في التصور الإسلامي الواعي

القسم القسم: العدد: ٢٦/ رجب/ ١٤٣٢هـ الشخص الكاتب: الشيخ مهدي حمد الفتلاوي التاريخ التاريخ: ٢٠١٢/١٢/١١ المشاهدات المشاهدات: ٤٧٤٢ التعليقات التعليقات: ٠

المهدي عليه السلام في التصور الإسلامي الواعي

الشيخ مهدي حمد الفتلاوي

لم يطرح الإسلام قضية الإمام المهدي عليه السلام مجرد فكرة خيالية , تبشر بقائد مبهم سيظهر في المستقبل المجهول لإنقاذ البشرية  من الظلم والجور , بل طرحها قضية عقائدية , ذات معالم واضحة ثابتة في التصور الإسلامي ,  حاضرة في ضمير الأمة ووجدانها , وحاضرة في حياتها  السياسية والجهادية  ، وهي تصارع  واقعها الاجتماعي  والمنحرف  وتسعى للتغير نحو الإسلام , وتواجه رموز الكفر والضلال في معاركها  الجهادية مع أعدائها.

كل ذلك من اجل تهيئة  الارضية الايمانية والرسالية  والملائمة  لاستقبال  قائدها المرتقب , لانها على موعد مفاجئ لاستقباله والمشاركة في حركته  العالمية .

 والموعد لاستقبال الثائر العالمي - حينما  يكون – فهو غير محدد التاريخ, مما يعني الاستعداد  الدائم  والتهيؤ المستمر  لاستقباله , والمشاركة في حركته الثورية العالمية , لاننا نتوقع ظهوره في كل يوم.

ان فكرة  الثائر  العالمي  المنتقم  من اعداء  الله , هي بحد ذاتها تحد لعالم ملئ بالظلم الجور, زاخر بالفساد والضلال, عالم تحكمه  المنافع المادية  ويسيطر على مقدّراته الطاغوت  وجبروت  القوة  الظالمة, والمهدي المنتظر عليه السلام ثورة شاملة, على جميع جوانب الحياة  المنحرفة  التي تسود المعمورة وتسيطر عليها بجبروتها , وتملؤ  الارض ظلما وجورا.

 ومن الطبيعي ان تبعث هذه  الفكرة الغيبية  الروح  الثورية  والمشاعر الجهادية في الوجدان الاسلامي, لانها تجسد في ضمير المنتظرين الثورة على الظلم الجور, وعلى  الكفر والشرك,  والرفض المطلق لجميع  اشكال الانحراف  والتحدي العقائدي  لائمة الكفر  والطاغوت مهما تفرعنت قواه وتعملقت سطوته وامتد سلطانه .

 وفي الوقت الذي  تمثل فيه الفكرة المهدوية , صرخة مدوية  بوجه طواغيت الارض, ورفضا  مطلقا لكل اشكال الانحراف عن القيم الالهية , فهي ايضا دعوة مفتوحة تحث المسلمين على الالتزام الصحيح بالاسلام  ، عقيدة وشريعة , لان ثورة الامام المهدي عليه السلام ونقمته لاتنطلق  من المجتمعات  الاوربية , بل تنطلق من داخل المجتمعات الاسلامية , لتبدأ بتصفيتها  من المسلمين  المنحرفين  عن الاسلام  ممن لم يفيقوا للتوبة واصلاح انفسهم  قبل  ظهور المهدي عليه السلام.

 وهكذا نرى ان قضية المهدي المنتظر عليه السلام قد تحولت – في التفكير  الاسلامي  الواعي , الى عملية  انتظار  حركية جهادية  واعية , تقود المنتظرين لخوض معركة  تربوية ذاتية ,  وهي معركة  الجهاد الاكبر مع الشيطان  والنفس  الامارة بالسوء , بهدف الانتصار عليهما  وتطهير الباطن من عوامل الانحراف  التي تمنع  المسلم  من التشرف برؤية المهدي المنتظر عليه السلام وتصده عن السير على منهاجه  والالتحاق بكتائبه  الجهادية

 وفي نفس الوقت يدعو الاسلام كل مسلم للدخول في ساحة  المواجهة  العقائدية  والسياسية  ضد اعدائه اينما وجدوا , ليشارك  في عملية التمهيد  لظهور قائده المنتظر عليه السلام وليكون على اتم الاستعداد  لاستقباله  وخوض معارك الفتوحات  العالمية  بقيادته , والمشاركة في تأسيس دولة العدل الربانية في ظل خلافته العالمية.

التقييم التقييم:
  ٢ / ٢.٥
التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
التحقق اليدوي: *
إعادة التحميل
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم

ما ينشر في صحيفة صدى المهدي عليه السلام لا يعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة بل هي آثار الكتّاب والأدباء