صدى المهدي في منزل الإمام القائم عليه السلام
(مسجد السهلة المعظم)
تشرفت هيأة تحرير صدى المهدي بزيارة مسجد السهلة المعظم وقد استقبلت من قبل السيد مضر السيد علي خان المدني امين المسجد المعظم يرافقه السادن عباس السهلاوي احد سدنة المقام المقدس.
وقد اجرت هيأة التحرير لقاءً مع السيد الامين و السادن, كان الحديث فيه أولاً للسادن وعن تاريخ تشرفه بخدمة المكان المطهر.
السادن: نحن اسرة تشرف جدها بخدمة صاحب العصر والزمان عليه السلام ونحن نخدم المقام لستة اجيال توالت.. ومنذ ان كان المسجد قائماً لوحده في منطقة شبه صحراوية، وكانت عائلتنا تسكن في الصحن خارج المسجد على جهة اليمين.. إلى ان امرتنا البلدية في الستينات من القرن الماضي بأن نرحل, واوعدتنا بقطع اراض سكنية.. ولكننا لم نر اية قطعة.
وعن سؤال هيأة التحرير عن تأسيس المسجد المشّرف.. وشرافة هذا المكان المقدس, والمقامات الطاهرة, وهل هي من ضمنه أو خارجة عنه؟
قال السادن: ان تأسيس مسجد السهلة كان قبل خلافة الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام, كما يدل حديث الإمام عليه السلام عنه.
اما شرافته فهي تأتي وكما ورد في الاخبار من ان انبياء الله ادريس وابراهيم.. والخضر عليهم السلام قد سكنوه وتعبدوا به, وان مقاماتهم ضمن المسجد وليست خارجة عنه.. كذلك قد صلى فيه اولياء الله عليهم السلام والائمة الطاهرون الإمام زين العابدين والامام الصادق وحجة الله الإمام المهدي عليهم السلام.. وهذا ما زاد في شرافة هذا المكان الطاهر.. اما الآن ونحن في زمن الانتظار.. فإن القضية اخذت منحاً جديداً.. والناس قد توجهوا إلى هذا المسجد, فهو الآن يسمى بمسجد الإمام المهدي عليه السلام ويزار على هذا الاساس.. لاننا في زمن ننتظر فيه المهدي عليه السلام.
وعن سؤال الصحيفة عن مواقف حدثت مع السادن خلال سدانته للمقام الطاهر وهل من اعتكاف فيه كما كان معتاداً ومعروفاً.
اجاب السادن: جئت صباح يوم من الايام ودخلت المسجد على عادتي, حيث يمنع الدخول إلا للمنتسبين ومن باب خاص رأيت داخل المقام شيخاً في عمر الثلاثين يصلي فأثار وجوده دهشتي, ومما زاد في ذلك هو طول سجود الشيخ وكثرة دعائه, وعندما قدمت له استعدادي لخدمته, قال لي: ومن اخبرك بأني محتاج إلى خدمة؟ بعدها سألت السيد الامين هل انه رأى هذا الشيخ أو سمح له بالدخول؟ فأكد لي عدم حصول ذلك.
وعن الاعتكاف في المسجد قال السادن: نعم الاعتكاف ما زال موجوداً في المسجد, وهذه مقامات الانبياءK تشهد بذلك, والى عهد قريب كانت هناك غرف للاعتكاف إلا انها ازيلت بعد التغيير.
وقد توجهت _صدى المهدي عليه السلام_ بسؤال للسيد الامين عن ارتباطه بالمسجد وعن سبب اختياره لهذا المنصب, فاجاب مشكوراً:
ان ارتباطنا بالمسجد هو ارتباط البيوت النجفية به, حيث الزيارة والاعمال المترتبة عليها في ليلة الاربعاء بوجه الخصوص, وهذا ما دأب عليه آباؤنا ونحن على دربهم سائرون.
اما كيف وقع عليّ الاختيار للاشراف على المشروع, فإني على علاقة حميمة باسرة سماحة آية الله السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله, باعتبارنا ننحدر من اسرة دينية أيضاً, وهم يعرفون قدرتي في العمل والتزامي.
وعن مشروع ترميم المسجد, أو بالاحرى تجديده بل تطويره توجهت الصحيفة إلى السيد امين المسجد مستفسرة عن البداية بالمشروع, كيف كانت, وكيف تطورت, فاجاب السيد بالقول:
كانت البداية سنة ١٩٩٨, وعندما كان الجدار الجنوبي للمسجد آيلا للسقوط, تتخلله الشقوق التي وصلت إلى حد ان الحيوانات السائبة تتسرب منها إلى داخل المسجد المعظم, فكان المشروع, حيث تفضل سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله فامر بالمباشرة بالعمل في الجهة الجنوبية, واعادة بنائها.
وبرغم قلة الامكانيات, وضغط السلطة الحاكمة _آنذاك_,كان سماحة آية الله العظمى السيد الحكيم دام ظله مصمماً على البدء بالعمل وكان في حديثه معنا رغم وجود المعاناة يقول: اننا مسددون في عملنا بالامام المهدي عليه السلام في كل خطوة من الخطوات ما دام مشروعنا قائماً على الاخلاص, حيث انه وفي بداية العمل لم نكن نملك ما يؤهلنا لاكمال ضلع واحد إلا اننا باشرنا بالعمل وبرغم ما مررنا به من فترات التباطؤ والتلكؤ, إلا ان ارادة الله عز وجل شاءت ان تخلد عظمة هذا المكان, فجاءت الحلة الجديدة للمسجد كأبهى ما تكون من الجانب الفني بشكل يلمسه كل زائر, وهو امر يعود إلى رعاية صاحب الامر عليه السلام وتسديده لخطوات المتشرفين بأداء العمل فيه.
أما ما انجز من المشروع:
فبالرعاية المباشرة من قبل سماحة آية الله العظمى السيد الحكيم دام ظله وتكفله بتمويله, فقد انجزت مراحل متقدمة من بناء الاواوين من الجهات الاربع للمسجد وباعمدة ذات ابعاد ٩٠ في٦٠ سم غلفت بطابوق خاص وبزخرفة فنية, بضمنها بناء مقامات (ابراهيم, ادريس, الخضر, والصالحين عليهم السلام), كذلك تم تأهيل الصحن الملحق في مقدمة المسجد, باكساء ارضيته بالرخام وزرع الحدائق والعناية بدورات المياه الملحقة, واستحداث حوض واسع للوضوء ونافورة كبيرة جميلة.
كذلك تم اعادة بناء مقام الإمام الصادق عليه السلام في باحة المسجد, كما يتوجه الاهتمام لاعادة بناء القبة المشرفة لمقام الإمام الحجة عليه السلام والتي آلت إلى التداعي, حيث تبين انها اقيمت على فراغ, وليس على بناء, مما حدا بازالتها ووضع هذه القبة الموجودة للدلالة وبشكل مؤقت, ريثما ننتهي من بناء المقام بصورته وحلته الجديدة.
التصميم المستقبلي للمقام المشرف:
عن سؤال الصحيفة عما يرتبط بالمقام المشرف وتطويره ليتسع للزائرين مستقبلاً باعدادهم المتزايدة ببركات الامام عليه السلام وتوسع ثقافة الانتظار,اجاب السيد الامين:
توزعت أعمال الاعمار في مسجد السهلة المعظم على أجزاء مختلفة و في فترات متفاوتة ,نذكر منها ما يلي :
١. قبل عام ( ٧٥٠ هـ ) شيدت الجهة القبلية , أي الرواق الجنوبي للمسجد, على ما ذكره السيد محمد تقي الأصفهاني , من أنه وجد كتابا أو أثرا يشير إلى ذلك .
٢. في عام ١١٨١ هـ , بنى المقدس السيد محمد مهدي بحر العلوم قدس سره بناية لمقام الإمام الحجة عليه السلام, و ثبّت المقام, و أقام عليه قبة من الكاشي الأزرق, و كان بين المقام الذي عينه السيد رحمه الله , و بين مكانه السابق أكثر من عشرة أمتار.
٣. بين العام ١٢٠٠_١٢٦٠ هـ تم بتوجيه آية الله العظمى الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر قدس سره بناء البناية الملاصقة لمسجد السهلة من حيث الدخول من بابه, للمحافظة على قدسيّـة المسجد ولتكون مسكناً لخدّامه، وموضعاً لقضاء حاجات المصلين.
٤. في عام ١٣٢٦ هـ , تم إعادة بناء محراب الإمام الحجة عليه السلام و وضع شباك من البرونز عليه.
٥. في عام ١٣٤٩ هـ , تم وضع شباك من الخشب لمحراب الإمام الحجة عليه السلام.
٦. في عام ١٣٦٧ هـ , قام المغفور له الحاج عبد المحسن شلاش بترميم المسجد.
٧. في عام ١٣٧١ هـ , تبرع المرحوم الحاج عبد الله جعفر روجي من أهالي مومباسي في زنجبار بشباك برونزي لمحراب الإمام الحجة عليه السلام.
٨. في عام ١٣٧٩ هـ, قام المغفور له الحاج عبد الزهره فخر الدين بإعادة بناء مقام الحجة عليه السلام, و توسيعه , و تشييد الأروقة و الطارمة الأمامية و تثبيت العديد من الآيات الكريمة و النقوش على بعض الأجزاء.
٩. في عام ١٣٩٤ هـ , قام المغفور له الحاج عبد المنعم ناصر مرزه بتشييد بناية جديدة لمقام الحجة عليه السلام بسعة ( ١٢٠ م٢ ) عليها قبة من الكاشي الأزرق.
١٠. في عام ١٤١٥ هـ , قام المغفور له الحاج محمد رشاد ناصر مرزه بتوسيع المقام من الجانبين و أعاد اعماره بمساحة ٣٩٠ م٢.
١١. في عام ١٤٢٠ هـ , تمت المباشرة بإعادة بناء المسجد باجزائه كافة بأمر من سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله.
اما الآن فقد قررنا ان نزيل الاعمدة, وقد لجأنا إلى مصممين عالميين ولم نحصل منهم على استشارة تسمح بمسافة ٥٠ متراً بدون اعمدة.
إلا اننا فوجئنا بتصميم لنجفي يحمل الدكتوراه في الهندسة المدنية حيث قدم تصميماً متكاملاً للمقام المعظم بالمساحة المطلوبة ومن غير اعمدة وسطية, وحقاً ان هذا التصميم المتكامل سيكون ان شاء الله مفخرة لكل نجفي ولكل شيعي موال ينتظر الإمام المهدي عليه السلام ويمهد لمقدمه الشريف.
وعن سؤال الصحيفة عن السقف الزمني الذي حدد لتنفيذ المشروع اجاب السيد مضر علي خان.
اننا نطمح بمدد الهي وهو اكثر من تحديد سقف زمني وببركات مولانا صاحب الامر عليه السلام لان نوفق في مسعانا ولتنفيذ ما نصبو اليه في هذا المشروع الجبار والذي يحتاج إلى مساحة حددت بـ ١٥٠٠ متراً مكعباً, تحتاج إلى اكثر من ٦٠٠ طن من الحديد, كذلك مساحة السقف فهي لوحدها حددت بـ ١٣٥٠ متراً مكعباً وتحتاج إلى ٥٥٠ طناً من الحديد أيضاً، اضافة إلى قضية تدريب كوادر العمل, والتبريد, وتجهيز الخباطة المركزية, وثمة قضية جديدة يتم ادخالها لاول مرة في تصميم هذا المقام المقدس وهي تجهيز المقام بمتحسسات الروائح تعمل على سحبها من جو المقام المطهر.
مشاريع اخرى بخدمة الزائرين:
عن هذا الموضوع توجهت صحيفة صدى المهدي بسؤال للسيد الامين فاجاب مشكوراً:
نطمح ان نهيء مساحة مسقفة امام جامع صعصعةJ وجامع زيدJ كما في النية بناء الصحن الجديد الشمالي المجاور للمسجد حيث تم بتوفيق من الله عز وجل فتح الباب الشمالي والذي كان مغلقاً لأكثر من مائة عام.
معاناة بيت الإمام الحجة عليه السلام:
وسألت صحيفة صدى المهدي عليه السلام عما يعانيه المسجد والمشرفون على المشروع, هذا المسجد الذي سيكون بيت الامام عليه السلام في عصر ظهوره عليه السلام الميمون ودار محاسبته, فقال السيد الامين:
ان معاناة المسجد تتمحور بثلاثة محاور:
١. المحور الاول: هي معاناتنا من البلدية ومضايقاتها على وجه الخصوص, وهي انه في الوقت الذي تسعى الامم إلى احترام مقدساتها ورعاية المشاهد المقدسة وتتوجه لتوسيعها, إلا اننا وعلى العكس من ذلك قد فوجئنا بيوم من الايام بجيش من الآليات والبلدوزرات موجه من قبل بلدية الكوفة والتهديد بازالة منشآت الصحن الشمالي بحجة التجاوز على المال العام, تصوروا ان الإمام الحجة بن الحسن عليه السلام الذي وضع الله الكون كله في خدمته يتجاوز على المال العام, وعلى كل فان الامر لم ينته إلا بتوسط السيد المحافظ في وقتها.
٢. المحور الثاني هو معاناتنا من ديوان الوقف الشيعي بحجة ان هذا المسجد لا يرتبط بهذا الوقف, وبهذا العذر لم نحصل من الوقف على شيء ولم يعين عندنا خادماً واحداً من قبل الوقف الشيعي, وان مرتبات خدمة المقام تدفع من مكتب السيد الحكيم دام ظله فقط, وان ما حصل عليه المسجد من قليل هو بجهود رئيس ديوان الوقف في النجف الاشرف جزاه الله خير الجزاء.
٣. اما المعاناة الاخرى فهي معاناتنا والتي ترجع أيضاً إلى الحكومة وعدم تعاونها معنا أيضاً ونهي التجاوز على حرمة المسجد, ففي الوقت الذي يتهم مسجد الإمام عليه السلام بالتجاوز, نرى ان هناك قرية متجاوزين تجاور المسجد من جهة الغرب, جل ساكنيها من مربي الحيوانات واصحاب الزرائب, والذين لا يتورعون عن ربط حيواناتهم بسياج المسجد, اضافة إلى ما ينبعث من زرائبهم من روائح نحو المسجد وخاصة عند هبوب _ريح الشمال_ في وقت اعتاد العباد ان يعطروا مساجدهم ويطيبوها.
وأخيراً نقول: وفق الله الجميع لخدمة قضية الإمام المهدي عليه السلام.
وجعلنا من الممهدين لظهوره المبارك.
الحضور المكثف لزوار المسجد وهم يؤدون فريضتي المغرب والعشاء ليلة الأربعاء
السيد الحكيم(دام ظله) اثناء تفقده المسجد الطاهر
مدير التحرير مع الأمين العام والسادن
طريقة البناء الرائع للمسجد
مقام النبي ابراهيم عليه السلام
المدخل الرئيس للمسجد
مقام الإمام الصادق عليه السلام
مقام الأنبياء الصالحين عليهم السلام
مقام النبي ادريس عليه السلام
شباك مقام الإمام المهدي عليه السلام
زوار مقام الامام عليه السلام
مؤسسة مسجد السهلة لاحياء تراث اهل البيت عليهم السلام
نافورة وحدائق تقع خارج بناء المسجد