المهدي المنتظر في غيبته
السيدة ام مهدي
متى وكيف واين غاب الإمام المهدي عليه السلام؟
الواقع الذي لا ريب فيه ان الامام عليه السلام كان محجوباً عن اعين الناس منذ ولادته، وقد حصل اختفاؤه عن اعينهم نهائياً بعد وفاة ابيه العسكري عليه السلام، وذلك عندما رؤي يصلي على جثمان ابيه في بيت ابيه الماثل للعيان حتى اليوم، ثم انتفل من الصلاة وتولى دفنه، ودخل بيته ولم ير بعدها رؤية عامة.
وبيته هذا كسائر بيوت شرفاء الناس في العراق يتألف من حجرة للرجال وثانية للنساء، ومن سرداب تحت البيت نفسه، والسرداب_، بكسر السين_ بناء تحت الارض يلجأ اليه من حر الصيف.
وكان السرداب، يأوى اليه ايام اشتداد الحر.
والسرداب لا يزال موجوداً في جوار مرقد الامامين الهادي والعسكري عليهما السلام، ومن الطبيعي ان بناءه تجدد خلال هذه القرون، ولكنه المكان نفسه لم يتغير والزوار يحترمون هذا السرداب، لشرافته وقداسته لانه كان مسكناً لثلاثة من ائمة اهل البيت عليهم السلام.
ولان امامهم المهدي عليه السلام كان ينزله ويتعبد فيه لانه بيته، ومن هنا اخذ اعداؤهم يشنعون عليهم ويقولون: غاب الإمام في السرداب ويقولون ان الشيعة يأتون كل جمعة بالسلاح إلى باب السرداب، ويصرخون وينادون: يامولانا اخرج الينا. ويعتقدون انه باق إلى يوم الخروج.
الواقع ان الإمام المهدي عليه السلام ليس في السرداب ولا يسكن فيه ولا يظهر منه، بل هو سائح يحل بقاع الارض، ويحضر المواسم الدينية، ويشاهد من يحيا ويموت.
واصدق القول في زيارة الشيعة للسرداب انهم يزورونه كجزء من اجزاء بيت مقدّس، سكنه ثلاثة من الائمة الميامين، وليس في السرداب سر يتفرد به عن غيره من اطراف المنزل وإن كانت الغرفة التي حصلت فيها ولادتهُ هي الاجدر بالتقديس لانها حين ولادته عليه السلام وطفولته تضمخت بعبير انفاسه الشريفة، ومازالت تضم نفحات قدسه عليه السلام إلى اليوم في مناسبة موسم كل زيارة مستحبة لا بد ان يدخل اثناءها منزله الخاص به فيزور جده وابويه وعمته.
فلم يلام الشيعة اذا وقفوا خاشعين لله في منزل امامهم ثم عبدوا الله فيه باجلال لانه يذكرهم بصفوة الخلق وسيدهم المنتظر، ولا يلام العلماء العصريون والسياح والهواة حين يقفون عشرات ومئات المرات امام تمثال منحوت اصم ابكم، أو امام لوحة زيتية من حبر وورق، أو امام غار مهجور فيه عظام نخرة، أو نصب تذكاري.
اترى ان هؤلاء يتأملون عظمة الفن، ويمجدون التمثال والرسام، والشيعة يرمون بالبهتان اذا وقفوا امام اضرحة كريمة فيها عبق النبوة، وروح الرسالة، يقدسون باحترامها عظمة الله في خلقه في مكان مبارك طاهر.
واما الرواية التي ذكر فيها السرداب : فالسرداب مكان طبيعي للاختفاء من الهجوم ونحو ذلك، وليس امراً خاصاً بالمهدي عليه السلام.