الفهرس
لتصفح الصحيفة ب Flsh

لتحميل الصحيفة ك Pdf

الصفحة الرئيسية » العدد: ٤/ رمضان/١٤٣٠هـ » الحداثة... والحداثة المهدوية
العدد: ٤/ رمضان/١٤٣٠ه

المقالات الحداثة... والحداثة المهدوية

القسم القسم: العدد: ٤/ رمضان/١٤٣٠هـ التاريخ التاريخ: ٢٠١٢/١٢/٠٢ المشاهدات المشاهدات: ٤٤٥٢ التعليقات التعليقات: ٠

الحداثة... والحداثة المهدوية

تحدث الباحث أسد حيدر عن الفارق بين الحداثة والحداثة المهدوية فقال:

يذهب الكثير من المثقفين والكتاب والمؤلفين في الوقت الحاضر الى ان العصر الذي نعيش فيه هو عصر الحداثة، وياتي كلام هؤلاء على خلفية التطور والتقدم الكبير الذي شهدته البشرية في العصور المتاخرة، مما ادى الى قفزة نوعية في جميع مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها .

وهولاء يذهبون الى ان للحداثة جنبتين او شقين ، الجنبة الاولى وهو رأي الكثير من العامة, من ان ما نشهده من تطور تقني وتقدم حضاري في جميع المجالات العلمية كاكتشاف الفضاء وصناعة الطائرات والسيارات واجهزة الاتصال الحديثة والبناء الحديث وسبل العيش المرفه كل هذا يمثل الحداثة، فالعالم اليوم يختلف جذريا عن عالم الامس وكذلك سوف يختلف عن عالم الغد فهذا هو معنى الحداثة عندهم لذلك قلنا هو اطلاق عامّي (سطحي).

والتغيير الذي حصل واضح للعيان لا ينكره احدٌ فالماضي كان يسير بشكل بطيء جدا، فحركة التنقل والسفر من مدينة الى اخرى كانت تتطلب الكثير من الوقت، وحركة الناس في عملهم كانت تختلف باختلاف الاعمال التي كانوا يقومون بها، في حين ان الناس اليوم يعيشون عصر السرعة في جميع جوانب حياتهم اليومية وهم في سباق دائم مع الزمن والتاريخ, وكل يوم يمر يحسب له الف حساب.

اما الجنبة الاخرى وهي التي يركز عليها الكتاب والمؤلفون ويخصونها بالذكر وهي تمثل مدار البحث في قضية الحداثة وعصر الحداثة، وهي الحداثة في الافكار، اذ يقول هؤلاء ان الانسان المعاصر يختلف في تفكيره وفي سلوكه وتعامله مع الطبيعة والكون عن تعامل الانسان معها في العصور الماضية. فالانسان كان يتعامل مع (الاسطورة ) في الماضي اما اليوم فهو يتعامل مع الواقع، وهذا التعامل خرج من الغفلة الى العقل، فالانسان اصبح ينظر الى الحياة من منطلق عقلي واصبح يفكر بما يدور حوله ويشعر به ويحاول ان يسيطر عليه لا ان يسير وفق ما تريده القوى الغيبية التي تدير الكون.

وهنا فهذا التغير في كيفية التفكير لدى الانسان اوجد انسانا جديدا في تفكيره، وهذا الانسان الجديد هو نتاج الحداثة، فالحداثة في الافكار وما نتج عنها من حداثة في المستوى المادي للبشرية انتج في النهاية انسانا حداثويا، يختلف عمّن مضى.

بمعنى اخر ان الحداثة جعلت من الانسان يفكر في كيفية السيطرة على الكون وعلى الطبيعة المحيطة به ،ويتمرد على القوى الغيبية التي تسيطر على الكون ويرفض الانقياد لها او الانصياع لأوامرها، اما في الماضي فكان الانسان يساير الكون ويعيش فيه بدون محاولة للسيطرة ، بل انّه يكيف نفسه معه من خلال ما تاتي به القوى الغيبية، ويترك شؤون الادارة والتدبير لهذه القوى.

وهنا نسأل سؤالاً لابد منه : وهو هل يستطيع الانسان ان يسيطر على الكون وان يسيره وفق ما يريد كما يدعي هؤلاء، وان يكون بمعزل وبمنأى عن القوى الغيبية وادارتها للحياة ؟؟؟

وهل يستطيع الانسان ان يتمرد على خالقه ؟؟؟

وهل يستطيع الانسان من خلال عقله فقط من ان ينشيء حياة سعيدة مسالمة من دون ارادة الغيب وتدخله ؟؟؟

ان الحداثة اذا اريد بها التجديد في الحياة المادية وما يشهده العالم من تطور فان هذا الامر يعد من الامور الجيدة، إذ أنّ الانسان يحاول منذ قرون عديدة السير نحو التكامل والوصول الى الكمال بجوانبه كافة، أما إذا أريد بها التنكر والتمرد على السلطة الغيبية، ومحاولة التشبث بالعقل فقط لادارة الكون فان, هذا الامر مرفوض, إذ أنه لا يمكن للانسان ان يقوم بعقله فقط من إدارة الكون بمعزل عن التدخل الغيبي, ومصير هذا التفكير غير المستقيم الفشل حتما.

فالربط بين القديم والجديد امر لابد منه، وعملية الاعتراف بالقوى الغيبية امر لابد منه، فلا يستطيع الانسان أن ينسلخ عن أصله ويتنكر لاصل وجوده وسبب نشأته ، كما أن التطور والتقدم امر لابد منه وهوحق مشروع للبشرية جمعاء.

وإذا صح أن نقول بـ (الحداثة المهدوية)، فاننا نستطيع أن نشير إلى أنها تختلف اختلافا عظيما عن الحداثة الغربية ، فالحداثة المهدوية إذا صح أن تكون لها جنبتان مادية ومعنوية ، فان الجنبة المادية لها لايمكن تصورها بالعقل الانساني اذ لايمكن ان نقارن بين ما يملكه الانسان الان من علوم وتقدم تكنلوجي والذي يمثل حرفين فقط من العلم ،وبهذين الحرفين وصل الانسان الى اكتشاف القمر والصعود الى الفضاء واكتشاف المجرات البعيدة والكشف عن اصغر الفايروسات ومعالجة الامراض واستخدام اجهزة التنقل السريعة والاتصالات المتطورة وغيرها، نقول ان كل هذا سوف لايمكن ان يكون في قبال ما ستصل اليه الحداثة المهدوية في جنبتها المادية، اذا ما اخذنا بالاعتبار ان المهدي عليه السلام سيضيف خمسة وعشرين حرفا الى حروف العلم الاثنين السابقين فيصبح لدى الانسان سبعة وعشرون حرفا ، فانظر الى ما سيصل اليه العلم في عصر الامام ارواحنا له الفدى ، اعتقد اننا لن نستطيع ان نتصور ما يمكن ان يصل اليه العلم في تلك الفترة !!!!!

اما الجنبة المعنوية للحداثة المهدوية، فانها سوف تؤدي الى تكامل عقول البشرية ونضجها ببركة دعاء الامام عليه السلام ، فجاء في الروايات انه يضع يده الشريفة على عقول العباد فتتكامل به احلامهم ، وقد اشار بعض الكتاب والمفسرين الى ان تكامل العقول هو ترك المعاصي والذنوب ، وهنا نصل الى قمة التكامل المادي والمعنوي وقمة الحداثة وهي حداثة متاصلة في عمق التاريخ البشري وليست شيئا طارئا نتيجة بعض العلوم والتكنلوجيا الحديثة .

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
التحقق اليدوي: *
إعادة التحميل
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم

ما ينشر في صحيفة صدى المهدي عليه السلام لا يعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة بل هي آثار الكتّاب والأدباء