نسب الامام المهدي عليه السلام في الشعر العربي
غفران الهاشمي
شغل نسب الامام المهدي عليه السلام جزءا كبيرا من اشعار المسلمين فقد بين كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي وهو من شعراء أهل السنة ذلك في شعره، كما جاء في (كشف الغمة) لابن ابي الفتح الاربلي :
فهذا الخَلَفُ الحجةُ قد أيّده اللهُ
هدانا منهجَ الحقِّ وآتاهُ سجاياهُ
وأعلى في ذرى العَلياء بالتّأييد مَرْقاهُ
وآتاهُ حِلى فضْلٍ عظيمٍ فتحلاّهُ
وقد قالَ رسول الله قولاً قد رويناهُ
وذو العلمِ بما قالَ إذا أدركَ مَعْناهُ
يرى الأخبارَ بالمهدي جاءتْ بمسمّاهُ
وقد أبداه بالنسبة والوصف وسمّاه
ويكفي قوله مني لإشراق محياهُ
ومِنْ بضعته الزهراء مجراه ومَرْساهُ
ولم يتصل الإمام عليه السلام بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالنسب فحسب، بل ورّثه حكمته وحُسْنَ سريرته، يقول الشاعر محمد صالح جعفر الظالمي في العدد الثاني من مجلة (الانتظار) :
هو ابنُ رسولِ اللهِ وهو وصيّه
ووارثُهُ في الحُكْمِ والعِلْم والزّهدِ
هو ابنُ عليّ الطّهر من آل هاشمٍ
وأكرمُ حيٍّ من بني شيبةِ الحمد
وقد ذكر نسب الإمام عليه السلام المؤرخ شمس الدين بن طولون الحنفي كما في كتاب (المهدي المنتظر عليه السلام في الفكر الاسلامي) وهو من أهل السنة بذكر تسلسل آبائه في القصيدة التي يقول فيها:
عليك بالأئمة الاثنـي عشــــر
من ال بيت المصطفى خير البشر
أبو تــراب حســن وحســـين
وبغــض زين العابـــدين شــــين
محمد الباقر كم علـــــم درى
والصادق ادع جعفرا بين الورى
موسى هو الكاظم وابنه علي
لقبـــه الرضــــا وقـــدره علـــي
محمد التقي قلــبه معمــــــور
علـــــي التقـــي دره منــــــثور
والعسكري الحسن المطهـر
محمد المهـــدي سوف يظهــــر
طاب نسب الامام المهدي عليه السلام وامتد بامتداد الأنبياء والأوصياء حتى آدم عليه السلام يقول الشاعر جعفر الخطي، كما في (اعيان الشيعة) للسيد محسن الامين العاملي :
إمامُ هدىً طهرٌ نقيٌ إذ انتمى
إلى سادةٍ غرِ الشمائلِ أطهارِ
وبرٍّ لبرٍّ ما نسبت فصاعـــداً
إلى آدم لم ينمه غيرُ أبرار
يقول السيد الحميري معتذراً لإمام عصره الإمام الصادق عليه السلام مقراً بأن الحق ما أقروه، وهو أن المهدي عليه السلام لا يمكن أن يكون من غير النسب السالف، كما جاء في كتاب (عصر الظهور) للشيخ علي الكوراني :
اليك رددتُ الأمــرَ غيرَ مخــــالفٍ
وفِئتُ إلى الرحمنِ من كُلِّ مذهبِ
سوى ما تراه يا ابنَ بنـــتِ محمّـــدٍ
فإنّ به عقـــدي وزُلفـــى تقرّبي
وما كان قولي في ابن خولةَ مُبطناً
معــاندةً مني لنســـلِ المطــــيَّبِ