قصة قصيرة
ورأت العلامتين
محمد حسن عبد
في عصر يوم من ايام الخميس ذهبت فاطمة لزيارة قبر أخيها في المقبرة وجلست عنده.
بكت كثيراً حتى أظلم ما حولها، قامت متوجهة لزيارة المقام الذي يقع بالقرب من المقبرة، وعندما كانت تسير باتجاه ذلك المقام رأت عن بعد انواراً لم تر مثلها من قبل, تنزل من السماء وتصعد إليها فتوجهت نحوها لكنها عندما وصلت الى محلها لم تجد إلا رجلاً ساجداً، فقالت في نفسها :إنه ولا شك من كبار أولياء الله !فوقفت عنده حتى أنهى صلاته ثم سلمت عليه, فرد التحية بأحسن منها، ثم سألته : من أنت؟ فلم يجب.
عاودت السؤال بإلحاح وأقسمت عليه بالعترة الطاهرة عليهم السلام أن يعرفها باسمه وسبب مجيئه إلى هذه المنطقة؟ فأجابها:
انا عبد الحميد وقد جئت لزيارة مقام الخضر وأشار الى بقعةٍ فيها قبر يعرف عند أهل المنطقة بمحل قدم خضر النبي, يزورها الناس ليالي الأربعاء ويوقدون عندها الشموع.
عندها قالت في نفسها: إنه عبد صالح من الأولياء وغريب عن المنطقة، ينبغي أن أقنعه بأن يحل ضيفاً على عائلتنا.
وإثر هذه الخاطرة قام الرجل وشفتاه تتحركان بالدعاء فوقع في قلبها فجأةً أنه مولاها الحجة بن الحسن عليه السلام وقد عرفت ان من علائمه ان في خده الأيمن خال وانه أفرق الثنايا (أي ثمة فاصلة محببة بين أسنانه الأمامية)، فأرادت أن تتأكد من وجودها فيه, فنظرت الى وجهه الكريم فأخفى خده الأيمن بكفه فقالت له:يا سيدي أريد أن أرى العلامة .
وعندها أزاح كفه الأيمن عليه السلام عن خده ثم ابتسم فرأت كلا العلامتين, الخال في خده الأيمن والفاصلة بين الثنايا من أسنانه طبق ما سمعت به من قبل .
وعندما أيقنت انه إمام العصر عليه السلام، ظنت أنه موعد ظهوره قد حان ، فقالت:
فديتك يا مولاي، هل عرف أحدٌ بظهورك؟
أجاب: لا، لم يحن موعد ظهوري بعد.
ثم قام فدخل عليه السلام المرقد، وقد منعتها هيبته من الدخول معه، فوقفت تنتظره عند باب المرقد الوحيدة …
تأخر خروجه وعندها جاءت إمرأة لزيارة المرقد فدخلت فاطمة معها لرؤيته لكنها لم تجده رغم أن للمرقد باباً واحدةً لا اكثر .