قصة قصيرة
سبعة ايام برفقة صاحب الزمان عليه السلام
محمد حسن عبد
انفق السيد عزيز الله جل اوقاته خلال زيارته الى كربلاء في الحرم الحسيني المطهر .. وفي اثناء الزيارة دعا ربه بقلب مخلص ان يوفقه لحج بيت الله الحرام.. وبعد خروجه مرة من الحرم المطهر لسيد الشهداء سأله جمع من اصدقائه ان كان بامكانه مرافقتهم في رجوعه الى النجف الاشرف فاجابهم انه عازم على الذهاب الى حرم الله في مكة المكرمة.
فما كان من هؤلاء الاصدقاء الا ان توجهوا له بالتعنيف واللوم واتهامه بالجنون ان هو ذهب الى الحج لوحده وهو على هذه الحال من البنية الضعيفة والبدن العليل . . خاصة وان الامر يستدعي اختراق الصحراء العريضة المليئة باعراب البادية الذين لا يتورعون عن سلبه، او ان تكون على ايديهم نهايته.
تضايق السيد كثيراً من تعنيف اصدقائه، وخرج من المكان باكيا، ومن فوره رجع الى حرم جده سيد الشهداء عليه السلام ثم انتبذ مكاناً عند الرأس المقدس وراح يدعو بدعاء التوسل ... وفي هذه الاثناء احس بكف تستقر على كتفه، فالتفت واذا برجل تبدو عليه سيماء الهيبة والوقار يشع من محياه النور .. ابتسم الرجل وقال للسيد اترغب بالذهاب معي الى بيت الله الحرام. فقال السيد من فوره وبلهفة: نعم .
فقال الرجل : اذن هيء مقداراً من الخبز الجاف وبما يكفيك مدة اسبوع .. وخذ معك ثياب الاحرام. وكن مستعداً في يوم كذا، ساعة كذا.
فرح السيد كثيراً فترافقا حتى ذهبا خارج كربلاء. مشيا ساعة .. ولم تبدر من الرجل كلمة .. ولا كان السيد قادراً على ان يحدثه .. وهكذا حتى بلغا موضع ماء .. عندها خط الرجل خطاً على الارض وقال: هذه القبلة .. فصليا .. ثم غادره .. ليعود اليه عصراً.
واصلا رحلتهما .. وعند الغروب وصلا موضعاً آخر للماء فصليا ثم غادره ليعود له صبيحة اليوم التالي .. واستمر الحال على هذه الشاكلة مدة اسبوع، وفي اليوم السابع وقرب موضع للماء، قال الرجل للسيد اغتسل هنا وارتد ثياب الاحرام، ولبّ كما البّي، فهذا ميقات, ثم سار قليلاً .. فصارا على مقربة من جبل.
اشار الرجل للسيد ان اصعد الجبل، فبانت امامهما مدينة فقال له ادخل المدينة ثم غاب عنه.
اتخذ السيد طريقه نحو المدينة وعندما وصل، سأل رجلاً ما اسم هذه المدينة ، قال : هذه مكة، وهذا بيت الله.