الأسئلة والأجوبة
أدلة انقطاع السفارة
السؤال:
ما هي أدلة انقطاع السفارة؟
الجواب:
هنالك أدلّة عدّة على انقطاع السّفارة منها:
أوّلاً: إن انقطاع النيابة والسّفارة من أوّليّات وبديهيات وضروريات مذهـب أهل البيت عليهم السلام.
ثانياً: إجماع الفقهاء على انقطاع النّيابة وإجماعهم على كفر وضلال مدعي السّفارة والنّيابة.
ثالثاً: التوّاتر، وحاصله أن للإمام المهدي عليه السلام غيبتين, غيبة صغرى وغيبة كبرى, وأن الفارق بينهما أن الغيبة الصّغرى الخفاء فيها ليس تاماً لوجود تمثيل رسمي للإمام عليه السلام من خلال السّفراء والنواب الخاصين، وأن الغيبة الكبرى يكون الخفاء فيها تاماً أي الانقطاع تاماً كما أن انتهاء الغيبة الصغرى يكون بانقطاع السفارة والنيابة الخاصة في حين أن انتهاء الغيبة الكبرى يكون بالبيعة للإمام عليه السلام وظهوره وإقامة دولته وبروز جهاز إدارته.
رابعاً: إن دعوى النّيابة الخاصّة أو السفارة تنافي ضرورة عنوان الظّهور فإن ظهور دولته وجهازها الرسمي ليس إلاّ بعد عقد البيعة.
خامساً: التوقيع المبارك المروي بتوسط النائب الرابع (علي بن محمّد السمري رضي الله عنه) حيث إن المشاهدة المنفية في نصّ الإمام لا تخلو من أحد معنيين:
الأوّل: نفي مطلق المشاهدة.
الثاني: نفي بعض المشاهدة.
أما الأوّل فباطل بالوجدان لحدوث المشاهدة من عدّة من أساطين الفقهاء والعلماء وتشرّفهم بلقائه عليه السلام (حتّى إنّ ثلّة منهم نقل عنه عليه السلام) بعض الأدعية المسطّرة في كتب الشيعة, مع عدم دعواهم للسفارة.
فلا بدَّ من أن ينحصر الكلام بالمعنى الثاني (أي نفي بعض مصاديق المشاهدة) وهذا البعض المنفي لا بدَّ أن يكون المراد منه المشاهدة مع ادعاء الوساطة والارتباط المباشر بالإمام عليه السلام بقرينة أن التّوقيع صدر قرب وفاة السمري, حيث إن في أوّله تعزية الإمام عليه السلام المؤمنين بموت السمري ما بينه وبين ستة أيام ثمّ أمره عليه السلام السمري بعدم الوصاية إلى أحد يقوم مقامه بعد وفاته, إذ قد وقعت الغيبة التّامة وأنه لا ظهور حتّى يأذن الله تعالى به.
وهذه كلها قرائن على أن سياق الكلام دال على تكذيب المشاهدة مع دعوى النيابة والسفارة بعد السمري رضي الله عنه. إذن إن المشاهدة بمعنى السفارة من المحكمات.
مقارنة دور المرأة مع دور الرجل
السؤال:
لماذا كان دور المرأة ضعيفاً في عملية التمهيد المبارك بالمقارنة مع دور الرجل وهل السبب في ذلك هو البناء الذاتي للمرأة أم هي الظروف الموضوعية...؟
الجواب:
إن دور المرأة يساوي دور الرجل في عملية التمهيد المبارك, وليس دورها أضعف من دور الرجل, فإن مسؤوليتنا جميعاً رجالاً ونساءً في عصر الغيبة الكبرى هو التمهيد للظهور المبارك من خلال الانتظار الإيجابي والاستعداد والتهيؤ والسّعي لنشر مفاهيم الدّين والخير والصلاح والابتعاد عن كل محرم ومبغض, إلاّ أن كل دور يحسب طبيعة القائم به, فإنّ المرأة أبرز أدوارها هو بناء جيل المنتظرين انطلاقاً من بيتها, والرجل انطلاقاً ممّا يحيط بالبيت.
السؤال:
١. هناك روايات كثيرة تؤكّد على أن الإمام المنتظر عليه السلام يستخدم السيف بشكل كبير فهل ينافي ذلك كون الإسلام يدعو إلى السلام...؟
٢. هل يجب الردّ والتصدي على مدعي المهدوية أو أحد فروعها كالنيابة أم يجب استحصال فتوى المجتهدفي ذلك؟
الجواب:
١. أوّلاً: لا منافاة بين استخدام الإمام عليه السلام السيف بشكل كبير وبين أنّ الإسلام يدعو إلى السلام لأنّ السلام لا يقوم إلاّ بإحقاق الحق ودحض الباطل من خلال إقامة حدود الله والقصاص العادل لما تصل إليه البشرية من فساد فتحتاج إلى إقامتها بالسيف ليعم السلام، هذا لو سلمنا بأن الإمام يستعمل السيف بشكل كبير.
ثانياً: لا نسلّم بأن الإمام يستعمل السيف بشكل كبير, فلو نظرنا ـ وكما تقول الروايات ـ إلى المعارك من جهة جغرافية تارة, وتارة أخرى من جهة عددية بالمقايسة إلى فتح العالم لوجدنا أن الإمام عليه السلام يفتح العالم من دون أن تكون هنالك حروب عالمية وإنما تكون بعض المعارك في بلاد الشام والعراق وعددها قليل, وباقي العالم يدخل في دولة الإمام طوعاً وسلماً فلا يكون هناك استعمال للسيف بشكل كبير.
وكذلك لو نظرنا إلى المعارك ـ وفق هذه الروايات ـ من جهة زمنية, فإن أطول فترة لها هي ثمانية أشهر، فبالقياس إلى مدة دولة القائم عليه السلام التي تعمر طويلاً فإن مدّتها قصيرة جداً.
٢. إن كان الردّ على مستوى الكلمة الطيبة ودحض الشبه وبيان الحق هو مسؤولية كلّ من يستطيع القيام بذلك من دون الرجوع إلى فتوى المجتهد لأنّه من أوضح الأمور, أما إذا كان الردّ على مستوى اليد فلا بدَّ من مراجعة الحاكم الشرعي.