تمام الكلام في إسلام أم الإمام عليها السلام
الشيخ حميد عبد الجليل لطيف الوائلي/ قسم التبليغ في مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد:
اثناء تجوالنا في عدد من المنتديات الوهابية وجدنا شبهة تتردد على السنتهم كثيراً وهي أن السيدة نرجس أم الإمام المهدي عليه السلام ماتت على غير ملة الإسلام، ولاحظنا أنهم لايقدمون دليلاً على ذلك سوى ما هو مشتهر على السن الشيعة من أن السيدة نرجس نصرانية وبعضهم ذكر قريباً من هذا كشاهد له على كونها كتابية أنها من أصل رومي.
يحاول الوهابيون من خلال طرح هذه الشبهة التغطية على اتهامهم للسيدة آمنة بنت وهب أم الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بالكفر، إذ يجاهرون بكفر آباء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكذلك أمه ويحاولون من خلال هذه الشبهة التقليل من أهمية ما يجاهرون به من كفر آباء النبي وأمه فمن يقول لهم ذلك يردون عليه أن الشيعة يعتقدون بكفر أو شرك أم الإمام المهدي عليه السلام.
وإلا في الحقيقة فهم لا يعيرون أي أهمية للإمام المهدي عليه السلام فضلاً عن أمه ودينها إذ لا يعتقدون بولادته، بل يذهب بعض منهم إلى إنكاره كما تردد على السنة بعض المتأخرين منهم.
إذاً فالشبهة التي تدور الهدف الرئيس من ورائها التغطية على ما يجاهرون به من كفر أم النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، ونحن في هذه العجالة نقدم مجموعة من الأدلة والشواهد على إثبات إسلام أم الإمام المهدي عليها السلام ونؤكد على أن البعض مما سنقدمه ليس دليلاً مستقلاً ويمكن أن يساق كشاهد، لذلك قلنا أدلة وشواهد:
بيان اجمالي للادلة:-
الادلة التي تذكر لاثبات إسلام أم الامام عليها السلام
١. الروايات التي نصت على اسلامها وهي كثيرة فما من رواية ذكرت انها كانت أسيرة ويمكن استفادة عدم اسلامها منها الا وفي نفس المتن يوجد تصريح باسلامها,هذا بغض النظر عن الروايات التي تصرح أن لها مكانة مرموقة فضلا عن اسلامها كما ستطلع عليه في تفصيل الكلام.
٢. الوضوح القائم عند الشيعة الامامية على إسلامها فلم يثبت عند الشيعة ان هناك مخالف في هذه المسألة.
٣.تسالم الشيعة على طهارة أرحام أمهات الائمة صلى الله عليه وآله وسلم وإجماعهم على ذلك.
٤. تفسير قوله تعالى وتقلبك في الساجدين الدال على طهارة أصلاب الائمة صلى الله عليه وآله وسلم بتقريب يأتي في محله من تفصيل الكلام.
٥. إرضاع السيدة نرجس للامام المهدي,ومما لاينبغي أن يرضع الامام من المشركة.
٦. إن أم الامام دفنت بين معصومين، ومن المتفق عليه أن الكافر لايدفن في مقابر المسلمين فضلا عن مقابر تحوي قبور أئمة.
٧. إن من يدعي أنها كافرة يجب عليه إثبات ذلك بدليل صحيح,حتى نثبت له اسلامها بنفس دليل ادعائه انه مثبت لكفرها، وهذا الدليل نذكره تماشيا مع ما يذكره الوهابيون من ضرورة أن يكون ثبوت اسلامها بدليل صحيح، فنحن نطلب منهم اثبات خلاف ذلك بنفس قوة الدليل السندية.
٨. هناك اقوال بل وروايات دلت على انها ولدت في بيت حكيمة، فبالتالي هي ليست أسيرة حتى يقال بشركها أو كفرها، فبناء على هذه الروايات تتنتفي الشبهة من رأس .
٩. هناك أقوال تذهب الى أن اسمها مريم بنت زيد العلوية، ومن يرجح الاخذ بهذا القول يكون الاشكال منتف من الاصل لكونها تكون علوية فضلا عن كونها مسلمة.
١٠. انها عاشت في بيت الامام العسكري وقبله في بيت الامام الهادي ثم في بيت الامام المهدي صلى الله عليه وآله وسلم جميعا,ومن البعيد جدا ان لايؤثر هولاء الائمة الثلاثة عليها ويجعلوها تدخل الاسلام خصوصا مع الاعتقاد ان وظيفة الامام هي الهداية.
وتفصيل الكلام في هذه الادلة على النحو التالي:
الدليل الاول:- استفاضت روايات تذكر اسلامها وهي مروية في الغيبة والكمال وغيرهما من المصادر الاخرى منها:_
الاول:- اخبار الشيخ الطوسي في الغيبة(١):
الشيخ الطوسي بسنده عن أبي عبد الله المطهري(٢)، عن حكيمة بنت محمد بن علي الرضا
قالت:
بعث إلي أبو محمد عليه السلام سنة خمس وخمسين ومائتين في النصف من شعبان وقال: يا عمة اجعلي الليلة إفطارك عندي فإن الله عز وجل سيسرك بوليه وحجته على خلقه خليفتي من بعدي. قالت حكيمة: فتداخلني لذلك سرور شديد وأخذت ثيابي علي وخرجت من ساعتي حتى انتهيت إلى أبي محمد عليه السلام، وهو جالس في صحن داره، وجواريه حوله فقلت: جعلت فداك يا سيدي ! الخلف ممن هو ؟ قال: من سوسن، فأدرت طرفي فيهن فلم أر جارية عليها أثر غير سوسن. قالت حكيمة: فلما أن صليت المغرب والعشاء الآخرة أتيت بالمائدة، فأفطرت أنا وسوسن وبايتها في بيت واحد، فغفوت غفوة ثم استيقظت، فلم أزل مفكرة فيما وعدني أبو محمد عليه السلام من أمر ولي الله عليه السلام فقمت قبل الوقت الذي كنت أقوم في كل ليلة للصلاة، فصليت صلاة الليل حتى بلغت إلى الوتر، فوثبت سوسن فزعة وخرجت (فزعة) وأسبغت الوضوء ثم عادت فصلت صلاة الليل وبلغت إلى الوتر، فوقع في قلبي أن الفجر ( قد ) قرب فقمت لأنظر فإذا بالفجر الأول قد طلع، فتداخل قلبي الشك من وعد أبي محمد عليه السلام، فناداني من حجرته:
لا تشكي وكأنك بالامر الساعة قد رأيته إن شاء الله تعالى....الحديث.
ففي هذا الحديث تصريح على انها تصلي صلاة الليل فضلا عن الواجب فهل يعقل عدم اسلامها !!!.
ثانيا: اخبارات الشيخ الصدوق في كمال الدين:- وهي على نحوين:-
النحو الاول من الاخبار الذي افرد لها بابا خاص(٣) ذكر فيه حديثاً واحداً فلو كان يرى عدم صحة الحديث وهو واحد فكيف يفرد له باباً هذا غير معقول من الشيخ الصدوق الا اذا كان يرى بحجية هذا الخبر لقرائن وإن خفيت علينا الا انها كانت عنده حاضرة وهذا يقوي أرجحية قبول الخبر بل هناك أخبار اخرى(وهي التي سنذكرها في النحو الثاني ) دلت على اسلامها، ومجموعها يوجب الاستفاضة إن لم نقل بالتواتر.
ففي كمال الدين ص ٤٢٢ قال الشيخ الصدوق بسنده الى من نقل عن بشر النخاس مباشرة في حديث طويل اخذنا منه محل الشاهد:-
وهو اعتراف الامام باسلامها قال: فقال أبو الحسن عليه السلام:
يا كافور ادع لي أختي حكيمة، فلما دخلت عليه قال عليه السلام لها: هاهيه فاعتنقتها طويلا وسرت بها كثيرا، فقال لها مولانا: يا بنت رسول الله أخرجيها إلى منزلك وعلميها الفرائض والسنن فإنها زوجة أبي محمد وأم القائم عليه السلام....الخبر.
النحو الثاني من الاخبار:
الذي جمعنا فيه اغلب ماروي عن السيدة نرجس في هذا الكتاب المبارك اذ جاء فيه:-
١- كمال الدين ص ٤٢٤,الشيخ الصدوق بسنده عن حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلى الله عليه وآله وسلم، قالت: بعث إلي أبو محمد الحسن بن علي عليهما السلام فقال: يا عمة اجعلي إفطارك (هذه) الليلة عندنا فإنها ليلة النصف من شعبان فإن الله تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجة وهو حجته في أرضه، قالت: فقلت له: ومن أمه ؟ قال لي: نرجس، قلت له: جعلني الله فداك ما بها أثر، فقال: هو ما أقول لك، قالت: فجئت، فلما سلمت وجلست جاءت تنزع خفي وقالت لي: يا سيدتي ( وسيدة أهلي) كيف أمسيت ؟ فقلت: بل أنت سيدتي وسيدة أهلي، قالت: فأنكرت قولي وقالت: ما هذا يا عمة ؟ قالت: فقلت لها: يا بنية إن الله تعالى سيهب لك في ليلتك هذه غلاما سيدا في الدنيا والآخرة قالت: فخجلت واستحيت. فلما أن فرغت من صلاة العشاء الآخرة أفطرت وأخذت مضجعي فرقدت، فلما أن كان في جوف الليل قمت إلى الصلاة ففرغت من صلاتي وهي نائمة ليس بها حادث ثم جلست معقبة، ثم اضطجعت ثم انتبهت فزعة وهي راقدة، ثم قامت فصلت ونامت...الخ الحديث.
وفي ص ٤٢٦ بسند الشيخ الصدوق الى محمد بن عبد الله الطهوي قال: قصدت حكيمة بنت محمد عليه السلام بعد مضي أبو محمد عليه السلام أسألها عن الحجة: فقلت: يا مولاتي هل كان للحسن عليه السلام ولد ؟ فتبسمت ثم قالت: إذا لم يكن للحسن عليه السلام عقب فمن الحجة من بعده وقد أخبرتك أنه لا إمامة لأخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام، فقلت: يا سيدتي حدثيني بولادة مولاي وغيبته عليه السلام قالت: نعم كانت لي جارية يقال لها: نرجس فزارني ابن أخي فأقبل يحدق النظر إليها، فقلت له: يا سيدي لعلك هويتها فأرسلها إليك ؟ فقال لها: لا يا عمة ولكني أتعجب منها فقلت: وما أعجبك (منها) ؟ فقال عليه السلام: سيخرج منها ولد كريم على الله عز وجل الذي يملأ الله به الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما، فقلت: فأرسلها إليك يا سيدي ؟ فقال: استأذني في ذلك أبي عليه السلام قالت: فلبست ثيابي وأتيت منزل أبي الحسن عليه السلام: فسلمت وجلست فبدأني عليه السلام وقال: يا حكيمة ابعثي نرجس إلى ابني أبي محمد قالت: فقلت: يا سيدي على هذا قصدتك على أن أستأذنك في ذلك، فقال لي: يا مباركة إن الله تبارك وتعالى أحب أن يشركك ؟ ؟ الاجر ويجعل لك في الخير نصيبا، قالت حكيمة: فلم ألبث أن رجعت إلى منزلي وزينتها ووهبتها لأبي محمد عليه السلام وجمعت بينه وبينها في منزلي فأقام عندي أياما، ثم مضى إلى والده عليهما السلام ووجهت بها معه. قالت حكيمة: فمضى أبو الحسن عليه السلام وجلس أبو محمد عليه السلام مكان والده وكنت أزوره كما كنت أزور والده فجاءتني نرجس يوما تخلع خفي، فقالت: يا مولاتي ناوليني خفك، فقلت: بل أنت سيدتي ومولاتي والله لا أدفع إليك خفي لتخلعيه ولا لتخدميني بل أنا أخدمك على بصري، فسمع أبو محمد عليه السلام ذلك فقال: جزاك الله يا عمة خير(٤)...
الدليل الثاني: الوضوح القائم عند الشيعة الامامية على اسلامها فلم يثبت عن الشيعة ان هناك مخالف في هذه المسالة.
فالشيعة الامامية لم يعهد عنهم على مستوى العلماء او على مستوى الطبقات الاخرى ان ام الامام المهدي بقيت على نصرانيتها او انها مشركة ولو كان هذا الامر معروفا ومعهودا وكا ئنا لبان.
الدليل الثالث:
تسالم الشيعة على طهارة أرحام امهات الائمة صلى الله عليه وآله وسلم وإجماعهم على ذلك، ومما دل على ذلك ماجاء في البرهان ج ١: ٥٣٤. الصافي ج ١: ٥٢٥.
ثم لا يخفى انه قد انعقد الإجماع من الفرقة المحقة على ان أجداد نبينا صلى الله عليه وآله كانوا مسلمين موحدين وما كان أحد من آبائه وأجداده كافرا وقد تواتر عن الأئمة عليه السلام نحن من أصلاب المطهرين وأرحام المطهرات، وانه لم تدنسهم الجاهلية بأنجاسها إلى غير ذلك من الروايات المستفيضة بل المتواترة على إسلام آباء النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ومما يؤيد ويشهد على وجود هذا التسالم علاوة على التصريح المتقدم ما تلهج به ألسنة الشيعة الامامية في زيارات الائمة صلى الله عليه وآله وسلم بكرة واصيلاً ومن النصوص التي تصرح بطهارة ارحام امهات الائمة صلى الله عليه وآله وسلم هذا النص (عن أبي محمد عليه السلام وعنه، عن سلمة، عن عبد الله بن أحمد، عن بكر بن صالح، عن عمرو بن هشام، عن بعض أصحابنا، عن أحدهماL، قال: إذا اتيت قبور الأئمة بالبقيع فقف عندهم واجعل القبلة خلفك والقبر بين يديك، ثم تقول: السلام عليكم أئمة الهدى، السلام عليكم أهل البر والتقوى، السلام عليكم أيها الحجج على أهل الدنيا، السلام عليكم أيها القوامون في البرية بالقسط. السلام عليكم أهل الصفوة، السلام عليكم يا آل رسول الله صلى الله عليه وآله، السلام عليكم أهل النجوى. اشهد انكم قد بلغتم ونصحتم وصبرتم في ذات الله، وكذبتم واسيء إليكم فغفرتم، وأشهد أنكم الأئمة الراشدون المهديون، وان طاعتكم مفروضة، وأن قولكم الصدق، وانكم دعوتم فلم تجابوا، وأمرتم فلم تطاعوا، وانكم دعائم الدين، وأركان الأرض. لم تزالوا بعين الله ينسخكم في أصلاب كل مطهر، وينقلكم من أرحام المطهرات، لم تدنسكم الجاهلية الجهلاء، وقد روي هذا النص في اهم المصادر الشيعية منها:-
كامل الزيارات لجعفر بن محمد بن قولويه - ص ١١٨ -١٢٠،الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد ص ٧١٣، المهذب للقاضي ابن البراج - ج ١ - ص ٢٧٩، الحدائق الناضرة للمحقق البحراني - ج ١٧ - ص ٤٣١،الكافي للشيخ الكليني - ج ٤ - ص ٥٥٩،من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق - ج ٢ - ص ٥٧٥،تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي - ج ٦ - ص ٧٩.
الدليل الرابع:
تفسير قوله تعالى وتقلبك في الساجدين الدال على طهارةاصلاب الانبياء والائمة صلى الله عليه وآله وسلم.
إعتقادنا نحن الشيعة الامامية في آباء النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم أنه ليس فيهم كافر ولا مشرك ولا في أمهاته زانية من أبيه عبد الله إلى آدم عليه السلام ومن أمه آمنة إلى حواءL وكذلك ائمة الهدى.
دليلنا على ذلك، قوله تعالى: (الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) فإن المروي في تفسير الاية هو انتقاله صلى الله عليه وآله وسلم من أصلاب الموحدين الساجدين إلى أرحام الموحدات الساجدات وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: نقلنا من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام الزكية.
وهو المراد أن آباءه كانوا مسلمين بدليل قوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ).
والائمة من اهل البيت صلى الله عليه وآله وسلم كذلك كما دلت على ذلك نصوص كثيرة في تفسير الاية و شرح هذه المفردة العقدية اليك منها:-
في تفسير القمي ج ٢ - ص ١٢٥: قوله: (الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) قال: حدثني محمد بن الوليد عن محمد بن الفرات عن أبي جعفر عليه السلام قال: (الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) قال في أصلاب النبيين.
وذكر نص ذلك في التفسير الصافي للفيض الكاشاني - ج ٤ - ص ٥٤، وفي تفسير نور الثقلين للشيخ الحويزي - ج ٤ - ص٦٩،وجاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي - ج ١٥ - ص ٣٣٦بعد نقله لما في القمي،(أقول: ورواه غيره من رواة الشيعة، ورواه في الدر المنثور عن ابن أبي حا تم وابن مردويه وأبي نعيم وغيرهم عن ابن عباس وغيرهم ).
وفي أوائل المقالات للشيخ المفيد - ص ٤٥ - ٤٦: واتفقت الإمامية على أن آباء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من لدن آدم إلى عبد الله بن عبد المطلب مؤمنون بالله - عز وجل - موحدون له. واحتجوا في ذلك بالقرآن والأخبار، قال الله - عز وجل: (الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ). و قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( لم يزل ينقلني من أصلاب الطاهرين، إلى أرحام المطهرات حتى أخرجني في عالمكم هذا ). وأجمعوا على أن عمه أبا طالب - رحمه الله - مات مؤمنا، وأن آمنة بنت وهب كانت على التوحيد، وأنها تحشر في جملة المؤمنين. وخالفهم على هذا القول جميع الفرق ممن سميناه بدء.
وفي تصحيح اعتقادات الإمامية للشيخ المفيد - ص ١٣٩: قال الله تعالى: (الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) يريد به: تنقله في أصلاب الموحدين. وقال نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ( ما زلت أتنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهرات(٥)، حتى أخرجني الله تعالى في عالمكم هذا ) فدل على أن آباءه كلهم كانوا مؤمنين، إذ لو كان فيهم كافر لما استحق الوصف بالطهارة، لقول الله تعالى: ( إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ) فحكم على الكفار بالنجاسة، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بطهارة آبائه كلهم ووصفهم بذلك، دل على أنهم كانوا مؤمنين.
وفي حلية الأبرار للسيد هاشم البحراني - ج ١ - ص ١٣ - ١٧: محمد بن خالد الطيالسي، ومحمد بن عيسى بن عبيد، بإسنادهما عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام: كان الله ولا شئ غيره، ولا معلوم ولا مجهول، فأول ما ابتدأ من خلق خلقه أن خلق محمدا صلى الله عليه وآله، وخلقنا أهل البيت معه من نور عظمته.... الى ان يقول:- فرسول الله صلى الله عليه وآله أول من عبد الله، وأول من أنكر أن يكون له ولد أو شريك، ثم نحن بعد رسول الله صلى الله عليه وآله. ثم أودعنا بعد ذلك صلب آدم عليه السلام فما زال ذلك النور ينتقل من الأصلاب والأرحام، من صلب إلى صلب، ولا استقر في صلب إلا تبين عن الذي انتقل منه انتقاله، وشرف الذي استقر فيه، حتى صار في عبد المطلب، فوقع بأم عبد الله فاطمة، فافترق النور جزئين: جزء في عبد الله، وجزء في أبي طالب عليه السلام، فذلك قوله تعالى: ( وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) يعني في أصلاب النبيين وأرحام نسائهم، فعلى هذا أجرانا الله تعالى في الأصلاب والأرحام، حتى أخرجنا في أوان عصرنا وزماننا، فمن زعم أنا لسنا ممن جرى في الأصلاب والأرحام، وولدنا الآباء والأمهات فقد كذب.
وفي بحار الأنوار للعلامة المجلسي - ج ١٠٨ - ص ١٩٨: تفسير قوله تعالى: (الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) في أن الله تبارك وتعالى خلق نور محمد صلى الله عليه وآله قبل أن يخلق السماوات والأرض والعرش والكرسي واللوح والقلم الجنة والنار وقبل أن يخلق آدم ونوحا وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وموسى وعيسى وداود وسليمان صلى الله عليه وآله وسلم وقبل أن يخلق الأنبياء كلهم بأربع مأة ألف سنة وأربع وعشرين ألف سنة.... الى ان يقول في أن الأئمة صلى الله عليه وآله وسلم كانوا أشباح نور حول العرش قبل أن يخلق آدم عليه السلام بخمسة عشر ألف عام في قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله خلقني وعليا وفاطمة والحسن والحسين من قبل أن يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام، وكنا أشباح نور قدام العرش، ونسبح الله ونحمده ونقدسه ونمجده، ثم قذفنا في صلب آدم، ثم أخرجنا إلى أصلاب الاباء وأرحام الأمهات، ولا يصيبنا نجس الشرك، ولا سفاح الكفر.
في روضة الواعظين للفتال النيسابوري - ص ١٣٨ - ١٣٩: قال الله تعالى: ( الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ). اعلم أن الطائفة المحقة قد اجتمعت على أن أبا طالب وعبد الله بن عبد المطلب وآمنة بنت وهب كانوا مؤمنين، واجماعهم حجة على ما ذكر في غير موضع.
وتتميماً للكلام نأخذ ماجاء في الامثل ج ٤ - ص ٣٤٦ _ ٣٤٩: هل الرجل الذي تشير إليه الآية ( آزر ) هو والد إبراهيم ؟
أيجوز أن يكون عابد الأصنام وصانعها والد نبي من أولي العزم ؟
ألا يكون للوراثة من هذا الوالد تأثير سيء في أبنائه ؟(٦)
بعض مفسري أهل السنة يجيب بالإيجاب على السؤال الأول، ويعتبر آزر والد إبراهيم الحقيقي، أما المفسرون الشيعة فيجمعون على أن آزر ليس والد إبراهيم، بل قال بعضهم: إنه كان جده لأمه، وقال أكثرهم: إنه كان عمه، وهم في ذلك يستندون إلى القرائن التالية: (اخذنا منها محل الشاهد ).
وهناك روايات إسلامية مختلفة تؤكد هذا الأمر، فقد جاء في حديث معروف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (لم يزل ينقلني الله من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهرات حتى أخرجني في عالمكم هذا لم يدنسني بدنس الجاهلية). ولا شك أن أقبح أدناس الجاهلية هو الشرك وعبادة الأوثان.
في كتابه (مسالك الحنفاء) عن أسرار التنزيل للفخر الرازي أن والدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأجداده لم يكونوا مشركين أبدا. مستدلا على ذلك بالحديث الذي نقلنا آنفا، ثم يستند السيوطي نفسه إلى مجموعتين من الروايات. الأولى: تقول إن آباء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأجداده حتى آدم كان كل واحد منهم أفضل أهل زمانه ( وينقل أمثال هذه الروايات عن (صحيح البخاري) و (دلائل النبوة) للبيهقي وغيرهما من المصادر).
والثانية: هي التي تقول: إنه في كل عصر وزمان كان هناك أناس من الموحدين الذين يعبدون الله، ثم يجمع بين هاتين المجموعتين من الروايات ويستنتج أن أجداد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بما فيهم والد إبراهيم، كانوا حتما من الموحدين.
وفي تفسير السمرقندي لأبو الليث السمرقندي - ج ٢ - ص ٥٧٠: (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) يعني تقلبك في أصلاب الآباء وأرحام الأمهات من آدم إلى نوح وإلى إبراهيم وإلى من بعده صلوات الله عليهم قوله عز وجل * (إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) يعني بآبائهم وبأعمالهم.
الدليل الخامس:-
دليل اثبات اسلامها من خلال رضاعتها للإمام عليه السلام.
اصل الدليل:-
لم يثبت لدينا ولو على نحو الاشارة التاريخية أن للامام المهدي عليه السلام مرضة غير أمه رضوان الله عليها وحيث أن إرضاع غير المسلمة لاينبغي في الشريعة الاسلامية كما نصت على ذلك روايات كثيرة وأفتى به علماء الطائفة وفقهاؤها على طول خط الفتوى فاننا نستبعد أن تكون أم الامام عليه السلام حين إرضاعها له ليست بمسلمة فان هذا لاينبغي في غير المعصوم من الناس فكيف بك والامر مع المعصوم عليه السلام المنزه ارتكاب المكروه واجتناب المستحب,فيكون محصل هذه المقدمات أن أم الامام عليه السلام حيث انه نصت الروايات على انحصار رضاعة الامام المهدي منها (كما جاء في رواية:- فبكت نرجس فقال لها اي الإمام: اسكتي فإن الرضاع محرم عليه إلا من ثديك وسيعاد إليك كما رد موسى إلى أمه وذلك قول الله عز وجل: (فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن)(كمال الدين),وحيث ان المرضعة ينبغي أن تكون مسلمة فتكون النتيجة انها عليها السلام مسلمة.
ومن أحب الخوض في التفصيل اكثر فليراجع كلمات الفقهاء في باب الرضاع وشروط المرضعة.
الدليل السادس:-
عنوان الدليل:
دفنها رضوان الله عليها بين قبور المسلمين وبين قبرين لمعصومين دليل على إسلامها:-
تقريب الدليل:
إن من المتفق عليه بين أهل الاسلام عدم جواز دفن الكافر في قبور المسلمين وبالعكس، دل على ذلك الكثير من النصوص الفتوائية لعلماء الفريقين من بينها:-
ماجاء في منهاج الصالحين للسيد السيستاني ج ١ ص ١١٢: مسألة ٣١٧: لا يجوز دفن المسلم في مقبرة الكافرين، وكذا العكس.
وفي كتاب الطهارة للسيد الخوئي ج ٩ شرح ص ١٧٨: ( ١ ): لأنه توهين للمسلم، وفي العكس الأمر كذلك لأن الكافر رجس ودفن الرجس في مقابر المسلمين وهن لهم - واحترام المؤمن ميتا كحرمته حيا.
وفي الفتاوى الواضحة للسيد محمد باقر الصدر ص ١٨٢: ثالثا: لا يسوغ دفن المسلم في مقابر الكفار، كما لا يسوغ لغير المسلم أن يدفن في مقابر أهل الاسلام.
وفي مستمسك العروة للسيد محسن الحكيم ج ٤ص ٢٥٢: ( مسألة ١٠ ): لا يجوز دفن المسلم في مقبرة الكفار، كما لا يجوز العكس أيضا. نعم إذا اشتبه المسلم والكافر يجوز دفنهما في مقبرة المسلمين، وإذا دفن أحدهما في مقبرة الآخرين يجوز النبش، أما الكافر فلعدم الحرمة له، وأما المسلم فلأن مقتضى احترامه عدم كونه مع الكفار.
وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء جمع أحمد بن عبد الرزاق الدويش ج ٨ - ص ٥٤٥: دفن الكافر في مقابر المسلمين،الفتوى رقم ( ٣٣٥ ) الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على خطاب جلالة الملك - حفظه الله - رقم ٢٤٧٨٦ وتاريخ ١٩ / ١٢ / ١٣٩٢ ه، الموجه إلى فضيلة رئيس إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، بخصوص نظام المقابر وتغسيل الموتى ودفنهم، والذي أعدته وزارة الصحة، وعن الاستفتاء عن موضوع دفن غير المسلمين في مقابر المسلمين، ورغبة جلالته - حفظه الله - في معرفة وجهة النظر الشرعية ؛ هل يمكن دفنه في مقابر المسلمين أو يرحل لبلاده، كما جرى الاطلاع على صورة من خطاب جلالته - حفظه الله - السري الموجه لفضيلة نائب المفتي برقم ١٠١١٨ وتاريخ ٨ / ٥ / ١٣٩١ ه، والذي جاء فيه ما نصه: وحيث أن من المشاهد الآن أن من يتوفى من هؤلاء الناس يرحل لبلاده باعتباره أجنبيا سواء كان صغيرا أم كبيرا فإن هذا شيء يحسن السكوت عنه وعدم الإعلان عنه، كما اطلعت اللجنة على شرح فضيلة رئيس إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد لإحالة ذلك إلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء للإفادة بمرئياتها حول ما استوضح عنه جلالته. وبدراسة اللجنة الدائمة لذلك ظهر لها ما يلي: لا يجوز أن يدفن غير المسلم مع المسلمين في مقابرهم، بل يدفن بعيدا عنهم؛ لأنهم يتأذون بمجاورته إياهم، وهذا ما نص عليه العلماء رحمهم الله في كتبهم، بل لقد ذكروا مسألة يتضح منها موقفهم رحمهم الله من موتى غير المسلمين، وتعين إبعادهم عن مقابر المسلمين، فقد جاء في المقنع: وإن ماتت ذمية حاملاً من مسلم دفنت وحدها ويجعل ظهرها إلى القبلة، وقال في حاشيته تعليلا لذلك، لأنها كافرة فلا تدفن في مقبرة المسلمين، وولدها محكوم بإسلامه، فلا يدفن بين الكفار، ونظرا إلى أن بلادنا - حماها الله ومكن لولاتها - ليس فيها مستوطنون بجنسية حكومتها غير مسلمين فإن من مصلحتها وتقليل مشاكلها مع الآخرين عدم تخصيص مقبرة فيها لغير المسلمين، فمن مات منهم وطلب أولياؤه نقل جثته إلى بلاده فتحسن إجابتهم لذلك. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس عبد الله بن مينع عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي إبراهيم بن محمد آل الشيخ، تم بحمد الله تعالى المجلد الثامن من فتاوى اللجنة الدائمة.
ودلالة الكلام السابق على عدم جواز دفن الكافر مع المسلم وحرمته لا إشكال فيها وحيث أن من الثابت تاريخيا أن السيدة نرجس رضوان الله عليها قد دفنت ليس بين مقابر أهل الاسلام وحسب بل بين قبرين لمعصومين هما الامام الهادي والعسكري عليهما السلام,وإليك النص التاريخي الذي ينص على دفنها في مقبرة أهل الاسلام في سامراء.
في أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين ج ٢ص ٥٨٨: وكان سرداب الغيبة هو سرداب تلك الدار سكنه الهادي والعسكري وصاحب الزمان عليه السلام فكان القبران الشريفان والسرداب في دار واحدة وكان طريق السرداب ودرجه من داخل حرم العسكريين عليه السلام قريبا من قبر نرجس أم المهدي عليه السلام وكان يذهب إلى السرداب في دهليز مظلم.
وفي مستدرك سفينة البحار ج ٨ ص ٣٨٩
كان على قبر نرجس بسامراء لوح عليه مكتوب: هذا قبر أم محمد عليه السلام.
وفي الكشكول المبوب - الحاج حسين الشاكري - ص ١١٤: وفي سنة ( ٢٦٠ ه / ٨٧٣ م ) توفي الإمام الحسن العسكري عليه السلام فدفن إلى جوار والده. وفي نفس العام توفيت السيدة نرجس والدة الإمام المهدي عليه السلام ودفنت خلف قبر الإمامين بمسافة قليلة.
فتكون النتيجة أن أم الامام رضوان الله عليها لم دفنت فقط في قبور أهل الاسلام بل بين قبرين لمعصومين.
الكلام في بقية الادلة:
أما الادلة الاربعة الاخيرة فان السابع منها لايحتاج الى بيان أكثر مما في المتن المتقدم وأما الثامن والتاسع فهما لا يحتاجان الى مزيد كلام واطناب فنكتفي بوضع اليد على النصوص الدالة على مضمون الدليلين وأما الدليل الاخير فهو بيّن تماما خصوصا بعد إيراد أغلب النصوص المتعلقة بالسيدة نرجس سلام الله عليها.
ففي ما يخص روايات الدليل الثامن نذكر منها:
في عيون المعجزات - حسين بن عبد الوهاب - ص ١٢٧: ( الخلف المهدي القائم الحجة المنتظر ) ( صاحب الزمان عليه السلام ) قرأت في كتب كثيرة بروايات كثيرة صحيحة انه كان لحكيمة بنت أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام جارية ولدت(٧) في بيتها وربتها وكانت تسمي نرجس فلما كبرت دخل أبو محمد فنظر إليها فقالت له عمته حكيمة أراك يا سيدي تنظر إليها فقال عليه السلام اني ما نظرت إليها متعجبا اما ان المولود الكريم على الله يكون منها، ثم أمرها ان تستأذن أبا الحسن أباه عليه السلام في دفعها إليه.
وفي أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين - ج ٢ - ص ٤٦: قال علي بن الحسين المسعودي في كتاب إثبات الوصية لعلي بن أبي طالب عليه السلام روى لنا الثقات من مشايخنا أن بعض أخوات أبي الحسن علي بن محمد الهادي عليه السلام كانت لها جارية ولدت في بيتها وربتها تسمى نرجس فلما كبرت وعبلت دخل أبو محمد الحسن العسكري عليه السلام فنظر إليها فأعجبته فقالت له عمته أراك تنظر إليها فقال عليه السلام إني ما نظرت إليها إلا متعجبا أما أن المولود الكريم على الله جل وعلا يكون منها ثم امرها أن تستأذن أبا الحسن في دفعها إليه ففعلت فأمرها بذلك.
وفي الغيبة - الشيخ الطوسي - ص ٢٤٤: وروي أن بعض أخوات أبي الحسن عليه السلام كانت لها جارية ربتها تسمى نرجس فلما كبرت دخل أبو محمد عليه السلام فنظر إليها فقالت له: أراك يا سيدي تنظر إليها ؟ فقال: إني ما نظرت إليها إلا متعجبا. أما إن المولود الكريم على الله تعالى يكون منها ثم أمرها أن تستأذن أبا الحسن عليه السلام في دفعها إليه ففعلت فأمرها بذلك.
أما مايخص أقوال ونصوص الدليل التاسع فنذكر منها:
ففي الينابيع الفقهية - علي أصغر مرواريد - ج ٣٠ - ص ٤٩٦: الإمام المهدي الحجة، صاحب الزمان أبو القاسم محمد بن الإمام أبي محمد بن الحسن العسكري عليه السلام، ولد بسر من رأى يوم الجمعة ليلا، وقيل ضحى خامس عشر شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، أمه صقيل، وقيل: نرجس، وقيل: مريم بنت زيد العلوية.
وفي جواهر الكلام - الشيخ الجواهري - ج ٢٠ - ص ١٠٠: وكذا يستحب مؤكدا زيارة الإمام المهدي الحجة صاحب الزمان أبي القاسم محمد بن الحسن عليه السلام عجل الله فرجه وسهل الله مخرجه، ولد بسر من رأى ليلة الجمعة، وقيل ضحى خامس عشر شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، أمه صقيل، وقيل نرجس، وقيل مريم بنت زيد العلوية.
وفي الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - ص ٣٢٨: روي أن له كنى الأحد عشر اماما من آبائه إلى عمه الحسن بن علي عليه السلام. وأمه: صقيل، وقيل: نرجس. ويقال: سوسن، ويقال: مريم ابنة زيد أخت حسن، ومحمد بن زيد الحسيني الداعي بطبرستان وان التشبيه وقع على الجواري أمهات الأولاد، والمشهور والصحيح: نرجس فهذا من دلائله عليه السلام.
وفي بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥١ - ص ٢٨: أقول: وقال الشهيد رحمه الله في الدروس: ولد عليه السلام بسر من رأى يوم الجمعة ليلا خامس عشر شعبان سنة خمس وخمسين ومأتين وأمه صقيل وقيل نرجس وقيل مريم بنت زيد العلوية.
وفي رسائل في دراية الحديث - أبو الفضل حافظيان البابلي - ج ١ - ص ٣٥٠: الإمام المهدي، صاحب الزمان، الحجة على أهله، أبو القاسم محمد بن الحسن العسكري عليه السلام. ولد بسر من رأى يوم الجمعة ليلا، خامس عشر شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين. أمه نرجس، وقيل: مريم بنت زيد العلوية. وهو المتيقن ظهوره وتملكه بإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي وصول الأخيار إلى أصول الأخبار - والد البهائي العاملي - ص ٤٤: الإمام المهدي صاحب الزمان الحجة على أهله أبو القاسم محمد ابن الحسن العسكري عليه السلام، ولد بسر من رأى يوم الجمعة ليلا خامس عشر شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، وأمه نرجس وقيل مريم بنت زيد العلوية، وهو المتقين ظهوره وتملكه باخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
هذا تمام الكلام مما وقع في أيدينا مما دل وشهد على إسلام السيدة نرجس أم الامام المهدي عليه السلام رضوان الله عليها,نسأل الله العلي القدير أن يجعله في ميزان القبول عند ولدها وأن ينفع به المؤمنين في دفع شبه الحاقدين والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين.
الهوامش:
(١) الغيبة للشيخ الطوسي ص ٢٣٤.
(٢) والحديث فيه توقف سندي من جهة الطهوي(او المطهري,وهما شخص واحد ) عند البعض, ولكن دل على تحسينه او توثيقه جملة من كلمات الاعلام من بينهم مافي مستدركات الوسائل الذي قال عنه انه من اصحاب السر كما في ج ٧ ص ١٩٠ وكما في اعيان الشيعة الذي قال عنه انه القيم على امور ابي محمد وهذا كاشف عما فوق العدالة وقال ان العلامة في الخلاصة صحح سنداً هو فيه,كمافي الاعيان ج٣ص١٥٣ وكذلك في معجم السيد الخوئي ج٣ص١١٣ الذي قال طريق الصدوق اليه صحيح وانه القيم على امور ابي محمد الا انه لايدل عندي على التوثيق وكذلك راجع تعليقة على منهج المقال ونقد الرجال في ص ٧٨ وفي ج٥ ص٣٤٨.
(٣) الباب (٤١)المعنون ب(ماروي في نرجس ام القائم عليهما السلام واسمها مليكة بنت يشوعا بن قيصر الملك.
(٤) وفي هذا المقطع دلالة واضحة على علو مكانة السيدة نرجس ورفعة مقامها اذ ان السيدة حكيمة تخاطبها بالقول انتي سيدتي ومولاتي,بل ان السيدة حكيمة تعتبر خدمة السيدة نرجس شرفاً وعلى حد عبارتها وهي تخاطب السيدة نرجس (بل انا اخدمك على بصري) وهذه الرفعة في المقام لاتدل على الاسلام فقط بل على ماهو ارفع منه كما هو جلي.
(٥) فتصريح العلماء بشمول امهات النبي لحكم الاية جلي لاغبار عليه,فلايقال هي خاصة بالاباء,ولايقال هي خاصة بالنبي الاكرم دون اهل بيته الكرام عليهم جميعا الصلاة والسلام,اذ ان المناط في هذا التطهير هو العصمة والامامة وهي فيهم كماهي فيه,بل ورد في الخبر ان الائمة يجرون في الامر والطاعة مجرى واحد,وليس ذلك الاللعصمة والامامة كما هو جلي.
(٦) ومما ينبغي التنبيه عليه انه لاخصوصية للاب من هذه الجهة فتاثير الام من هذا الجانب اعظم وابلغ,فاذا لم يكن اب النبي والمعصوم والامام لهذا الامر مشركا فكذلك امه ,هذا وفي تنصيص الروايات المتقدمة في بعض الادلة التي ذكرت هنا,بل وهنا على شمول لزوم الطهارة في المعصومين الى امهاتهم دلالة واضحة على عدم الخصوصية بالاب.
(٧) لايقال ان الجارية محكومة بحكم ابويها وبالتالي لايمكن الحكم باسلامها.
فانا نقول ان هذه الجارية ولدت في بيت السيدة حكيمة عليها السلام وربيت من قبلها ومن البعيد ان لاتكون مسلمة فان تنزلنا عن هذا فان أهل السنة نفسهم يحكمون باسلامها كذلك اذ نص احمد بن حنبل على ان الجارية التي مات ابواها على الكفر يحكم باسلامها واستدل على ذلك بحديث الباب.راجع فتح الباري في شرح صحيح البخاري ج٣ في باب ما قيل في اولاد المشركين ص ١٩٥.