الصفحة الرئيسية » البحوث والمقالات المهدوية » (٦٧٧) أسباب استمرار غيبة الإمام (عجّل الله فرجه) في عصر ازدهار الحكومات الشيعية
 البحوث والمقالات المهدوية

المقالات (٦٧٧) أسباب استمرار غيبة الإمام (عجّل الله فرجه) في عصر ازدهار الحكومات الشيعية

القسم القسم: البحوث والمقالات المهدوية تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠٢١/٠٤/١١ المشاهدات المشاهدات: ٤٦٧٩ التعليقات التعليقات: ٠

أسباب استمرار غيبة الإمام (عجّل الله فرجه) في عصر ازدهار الحكومات الشيعية
تحقيق إجمالي حول الحكومات الشيعية
منذ النصف الثاني من القرن الهجري الثالث إلى نهاية القرن الهجري الرابع

نعمة الله صفري فروشاني(١) ومجيد أحمدي كجائي(٢)
ترجمة: حسن علي مطر


قبل كلِّ شيء لا بدَّ من التعرُّض إلى البداية والنهاية السياسية للحكومات الشيعية في ذلك العصر، مع بيان كيفية صعود هذه الحكومات وأُفولها.
١- حكومة العلويين في طبرستان (٢٥٠ - ٣١٦ هـ):
قامت هذه الحكومة في المنطقة الشمالية من إيران والتي يُطلَق عليها (طبرستان). حيث تقع إلى الجنوب والجنوب الشرقي من بحر قزوين، وتضمُّ الكثير من المدن. وكانت مدينة آمل عاصمتها، ومقرّ حكومة السلاطين فيها(٣).
وقد تمكَّن المسلمون العرب من فتح طبرستان في عصر الخليفة الثاني(٤). ومع ذلك لم يتمكَّنوا من السيطرة على تلك المنطقة أبداً. فبعد دخول المسلمين العرب تعرَّف سُكّان تلك المنطقة على الإسلام، الأمر الذي جعلهم يُرحِّبون بالعلويين منهم؛ لأنَّهم كانوا يُشكِّلون المعارضة للجهاز الحاكم والخلافة، والتحق بهم الناس في طبرستان والديلم.
قبل مجيء العلويين، كانت طبرستان تُدار من قِبَل حكومات محلّية مستقلَّة وشبه مستقلَّة(٥). وغالباً ما كانت هذه المنطقة خارج سيطرة جهاز الخلافة الأُموية والعبّاسية، وكانت تدفع للخلفاء خراجاً سنوياً.
إنَّ أوَّل شخص قام ثائراً في هذه المنطقة ضدَّ الخلافة العبّاسية هو يحيى بن عبد الله المحض (١٧٢هـ) حيث حظي بدعم الحكومات المحلّية في هذه المنطقة. وبطبيعة الحال فإنَّ ثورة يحيى بن عبد الله لم تبلغ حدَّ المواجهة المسلَّحة، فقد قبل بالصلح مع الخليفة هارون (١٣٩هـ) ليلقى حتفه بعد فترة في واحد من سجون هارون بشكل مريب(٦).
وبعد اشتداد وطأة الظلم على الناس في هذه المنطقة، لم يجدوا بدّاً من التوجُّه إلى رجل علوي اسمه (محمّد بن إبراهيم) للشكوى والتظلُّم عنده، ومطالبته بالثورة على العبّاسيين، بيد أنَّه رفض طلبهم وأحالهم إلى صهره (الحسن بن زيد)، فلبّى هذا دعوتهم(٧). حيث دعا الناس سنة (٢٥٠) للهجرة إلى المسجد الجامع في چالوس، وطلب منهم مبايعته على كتاب الله وسُنَّة رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، واشتهر بالداعي الكبير(٨).
وبعد ذلك عمد إلى تحرير الطرق الرابطة بين طبرستان والعالم الخارجي، وإخراجها من سيطرة القوّات العسكرية للطاهريين، واستولى على مدينة آمل(٩). كما تمكَّن الداعي من السيطرة حتَّى على الريِّ، ومضى في السيطرة على جرجان وما بعدها(١٠). ليندحر بعد ذلك على يد (يعقوب بن ليث الصفّار)، ولكنَّه تمكَّن بعد ذلك من السيطرة على طبرستان ثانيةً. وكانت وفاته سنة (٢٧٠) للهجرة(١١).
وبعد (الحسن بن زيد) بادر صهره (السيِّد أبو الحسن) إلى أخذ البيعة لنفسه من أهل آمل، واستولى على خزائن الداعي، إلَّا أنَّ محمّداً بن زيد (شقيق الحسن) تمكَّن من دحره، والجلوس مكان أخيه(١٢). وفي عام (٢٨٧) للهجرة اندحر محمّد بن زيد وقُتِلَ على يد الأُمراء الساسانيين. وبذلك انهارت أوَّل حكومة للعلويين في طبرستان، واستولى السامانيون على تلك المنطقة(١٣).
وبعد (محمّد بن زيد) قام رجل آخر من السادة الأشراف اسمه (الحسن بن علي (الأطروش) والذي يُعرَف بـ (الناصر الكبير) بقيادة عمليات وأنشطة تبليغية سرّية. فكان يعمل على إعداد بعض الأشخاص من تلاميذه وإرسالهم إلى مختلف المناطق، ليتمكَّن فيما بعد - أثناء فترة حكمه - من هداية الكثير من الزرادشتيين إلى الدين الإسلامي الحنيف(١٤). وبعد اشتهار أمر الناصر الكبير وارتفاع صيته بين الناس، تمَّ تشجيعه من قِبَل الناس - بسبب ما كانوا يعانونه من الظلم المجحف - إلى الثورة على الطغيان. فبادر إلى الاستعانة بقوّاته المجهَّزة لطرد العمّال السامانيين من طبرستان والاستيلاء والسيطرة عليها(١٥). وبعد مدَّة تمرَّد عليه (الحسن بن القاسم العلوي) (٣١٦ هـ) وألقاه في السجن(١٦)، بيد أنَّ الأوضاع تغيَّرت بعد ذلك لصالح الناصر الكبير واستولى على الحكم ثانيةً.
وبعد ذلك قام الناصر الأطروش بتفويض الحكم إلى (الحسن بن القاسم) الذي اشتهر بالداعي الصغير، ليتفرَّغ هو إلى متابعة الشؤون الدينية، وكانت وفاته عام (٣٠٤) للهجرة(١٧).
وفي هذه الأثناء تمرَّد (أبو القاسم جعفر) (نجل الناصر الأطروش) على أوامر الداعي الصغير(١٨). ثمّ توجَّه جعفر إلى حاكم الريِّ ليدعوه إلى الثورة على الداعي الصغير، وتعهَّد له بأن يقرأ الخطبة باسم الأمير الساماني، وأن يعيد إحياء شعار العبّاسيين(١٩).
فاستولى حاكم الريِّ على طبرستان، وهرب الداعي الصغير إلى جيلان. لم تستمرّ حكومة جعفر لأكثر من سبعة أشهر؛ فقد تمكَّن الداعي الصغير بمساعدة المعترضين من الناس من استعادة السيطرة على طبرستان مجدَّداً. ثمّ آلت الأُمور بالتدريج إلى تمرُّد أولاد الناصر الأطروش، حتَّى اضطرَّ الداعي الصغير إلى اللجوء إلى أحد الحُكّام المحليين، وقام هذا الحاكم بتسليم الداعي إلى حاكم الريِّ، إلَّا أنَّ الداعي أُطلق سراحه بعد ذلك ليتمكَّن من فتح طبرستان.
وعلى كلِّ حالٍ فإنَّ النزاعات الداخلية الشديدة بين العلويين من جهة، والضغط الخارجي على دولتهم من قِبَل السامانيين من جهة أُخرى، أدّى إلى إضعاف دولة الداعي الصغير وهروبه المتكرِّر من حين لآخر. وفي نهاية المطاف قُتِلَ الداعي الصغير في مواجهته مع أسفار بن شيروية عام (٣١٦) للهجرة، وكان في ذلك نهاية حكم العلويين في طبرستان.
٢- الإسماعيلية (الفاطميون):
الإسماعيلية من الفِرَق الشيعية، قالت بإمامة إسماعيل بعد الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) (١٤٨هـ) بوصفه أكبر أبنائه. هذه على الرغم من أنَّ إسماعيل (١٤٥هـ) قد فارق الحياة قبل رحيل الإمام الصادق (عليه السلام). ولكن حيث ذهب بعض الشيعة إلى الاعتقاد بأنَّ الإمامة من حقِّ أكبر أولاد الإمام السابق لم يعرضوا عن القول بإمامته(٢٠).
وقد انقسم الإسماعيلة إلى فرقتين؛ فرقة أنكرت موته وذهبت إلى الاعتقاد بأنَّ إسماعيل هو القائم والمهدي الموعود. وقد عُرِفَت هذه الفرقة بالإسماعيلية الخالصة. والفرقة الأُخرى أقرَّت بموت إسماعيل وذهبت إلى إمامة وغيبة ولده محمّد، وقد عُرِفَت هذه الفرقة بالمباركية(٢١).
وقد كانت فرقة الإسماعيلية في مصر من الإسماعيلية المباركية، حيث مارسوا دعوتهم بشكل سرّي، حتَّى تمكَّن (عبيد الله المهدي) من إقامة دولته في شمال أفريقيا سنة (٢٩٧) للهجرة(٢٢).
قام (أبو عبد الله الشيعي) أحد الدعاة إلى الفاطميين بالقضاء على دولة الأغالبة -التي كانت تحكم المغرب تحت الوصاية العبّاسية- ودعا عبيد الله المهدي إلى المغرب(٢٣). فشدَّ الرحال هو وابنه، وتمَّ إلقاء القبض عليه في سجلماسة على يد حاكمها، وأُلقي به في السجن(٢٤). وفي عام (٢٩٦) للهجرة توجَّه أبو عبد الله الشيعي إلى تلك المدينة، وأسقط حكومة بني مدرار. وأخذ أبا عبيد الله إلى المغرب حيث أقام فيها حكومة الفاطميين. وبعد ذلك بسنوات تمَّ ضمُّ مصر إلى أعمال الدولة الفاطمية(٢٥).
وفي عهد عبيد الله المهدي احتدم الخلاف بين القرامطة والفاطميين، وقد اغتنم العبّاسيون هذا الخلاف وشنّوا هجوماً واسعاً على الفاطميين(٢٦).
وقد انقسمت هذه الدولة بعد الانشقاق العقائدي بين الإسماعيلة في نهايات القرن الهجري الخامس إلى قسمين: المستعلية، والنزارية. وقد أدَّى الشرخ العقائدي بين الفاطميين بالإضافة إلى النزاعات السياسية الداخلية إلى تسلُّل الوهن إليهم، حتَّى تمَّ القضاء عليهم في عام (٥٦٥) للهجرة على يد صلاح الدين الأيّوبي(٢٧).
٣- القرامطة (٢٨٦ - ٤٣٩ هـ):
يُعتَقد أنَّ الحسين الأهوازي هو مؤسِّس ثورة القرامطة.
إنَّ أوَّل مواجهة جادَّة حدثت بين جهاز الخلافة مع القرامطة تمَّ رصدها في سنة (٢٨٤) للهجرة في عهد المعتضد العبّاسي (٢٧٩ - ٢٨٩هـ). وفي هذه الفترة شهدت حركة القرامطة نموّاً وتوسُّعاً ملحوظاً في كلٍّ من البحرين وإيران وشمال أفريقيا(٢٨). وقد قيل: إنَّ العنصر الرئيس الذي أدّى إلى دخول القرامطة إلى البحرين هو أبو سعيد الجنابي، رغم وجود روايات أُخرى في هذا الشأن أيضاً(٢٩).
في تاريخ قرامطة البحرين - الذي تعود منعطفاته إلى الخصائص الفردية لقادتهم - لم يكن هناك من بين قيادات القرامطة من أثار الجدل والصخب سوى ثلاثة منهم، وهم: أبو سعيد (٣٠١هـ)، وأبو طاهر (٣٣٢هـ)، وابن أخيه حسن الأعصم (٣٦٦هـ)، وقد احتلَّ هؤلاء الثلاثة ما مجموعه ثلاثون سنة فقط من تاريخ القرامطة الطويل، وأمَّا سائر القادة الآخرين فأمضوا حياتهم السياسية والقيادة على نحو هامشي(٣٠). وفيما يتعلَّق بسقوط هذه الدولة هناك الكثير من الروايات، وفي الوقت نفسه فقد تمَّ القضاء على هذا السلالة في القرن الهجري الخامس على يد العيونيين(٣١).
٤- الحمدانيون (٢٩٣ - ٣٩٤ هـ):
يعود نسب الحمدانيين إلى بني تغلب -من القبائل العربية الكبرى- التي استوطنت منطقة الجزيرة في الموصل(٣٢) شمال العراق(٣٣). كان الحمدانيون في بداية أمرهم متحالفين مع الخوارج، ودخلوا في حرب ضدَّ الخلافة العبّاسية، وبعد أن وقع والد الحسين بن حمدان في قبضة المعتضد العبّاسي، ثار الخوارج ضدَّ العبّاسيين(٣٤). وقد تعهَّد الحسين بن حمدان (٣٠٦هـ) للخليفة العبّاسي بإلقاء القبض على هارون بن عبد الله الخارجي -حليف والده- وتسليمه للعبّاسيين(٣٥). ثمّ أُرسل من قِبَل الخليفة العبّاسي إلى ديار جبل لمحاربة بني دُلَف(٣٦). وقام بمواجهة القرامطة بأمر من الخليفة، وبعد ذلك صادف صاحب الشامة -أحد قادة القرامطة- وقضى عليه(٣٧). كما كانت له فيما بعد الكثير من المواجهات مع القرامطة الإسماعيليين بأمر من الخليفة العبّاسي(٣٨). وفي عام (٢٩٢) للهجرة تمَّ إرساله إلى مصر لمحاربة بني طولون، رغم أنَّه رفض مقترح الحكومة بقبول ولايتها(٣٩).
وبعد موت المكتفي (٢٨٩ - ٢٩٥هـ) اعترض الحسين بن حمدان على خلافة المقتدر (٢٩٥ - ٣٢٠هـ)، وسعى إلى إيصال عبد الله بن المعتزّ إلى الخلافة. ومن هنا عمل على التآمر واغتيال بعض الأشخاص. وقتل حتَّى الوزير العبّاس بن الحسن (٣١٦هـ)، وحاول قتل المقتدر العبّاسي أيضاً(٤٠).
وفي بداية القرن الهجري الرابع ثار أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان (٣١٧هـ) - أخو الحسين بن حمدان - على الخليفة، ولكنَّه سرعان ما رفع راية الاستسلام(٤١)، كما سلَّم الحسين وابنه نفسيهما إلى مونس الخادم أيضاً(٤٢). وقد توفّي الحسين بن حمدان سنة (٣٥٦هـ) في السجن بشكل مريب(٤٣).
وبعد ذلك انقسم الحمدانيون إلى قسمين رئيسين:
أ- الحمدانيون في الموصل:

وقد استمرَّت سيطرتهم على الموصل من سنة (٢٩٣) للهجرة إلى سنة (٣٨٦) للهجرة. ففي عام (٢٩٣) للهجرة تمَّ تنصيب أبي الهيجاء لحكومة الموصل من قِبَل المكتفي العبّاسي(٤٤). وقد واصل حكمه على الموصل حتَّى بعد وفاة المكتفي، واستمرَّ على حكومة الموصل في عهد المقتدر (٢٩٥ - ٣٢٠هـ)، حتَّى شارك في مؤامرة ضدَّ المقتدر أدَّت إلى قتله. وبعد موته عمد العبّاسيون إلى تنصيب ابنه الحسين على حكم الموصل(٤٥).
وفي عام (٣٢٣) للهجرة بادر الحسين - الذي عُرِفَ بناصر الدولة - إلى قتل عمِّه(٤٦). وفي تواطؤ سرّي مع الخليفة قام بالقضاء على الوزير العبّاسي ابن رائق أيضاً(٤٧). وفي بادرة غريبة وغير متوقَّعة عمد الناصر في سعي منه لتقليص النفقات ودعم الميزانية إلى تصفية عدد من السجناء وسمل أعين بعضهم وإطلاق سراح آخرين(٤٨).
وبعد ظهور الدولة البويهية ومجيء معزِّ الدولة الديلمي (٣٥٧هـ) حصلت مواجهة شديدة بينهم وبين الحمدانيين(٤٩).
جدير بالذكر أنَّ الأوضاع بين آل بويه والحمدانيين شهدت الكثير من مواثيق الصلح، ولكن كلَّما أحسَّ ناصر الدولة (٣٥٨هـ) بضعف الدولة المركزية في بغداد، كان يتنكَّر للشروط المدرجة في بنود المعاهدة(٥٠). وبسبب تكرُّر نقض هذه العهود، عمد معزُّ الدولة إلى عزله من الحكم وتنصيب ابنه أبي تغلب (٣٦٩هـ) بدلاً منه(٥١). وبعد موته احتدم النزاع بين أبنائه، الأمر الذي سهَّل عملية إسقاط دولتهم على يد البويهيين سنة (٣٨٦هـ)(٥٢).
ب- الحمدانيون في حلب:
تمَّ تنصيب سيف الدولة الحمداني والياً على نصيبين من قِبَل أخيه ناصر الدولة، ولكنَّه لم يكن قانعاً بذلك(٥٣)، ثمّ سمح له أخوه بالهجوم على الشام. كما تمكَّن بمساعدة أخيه من السيطرة على حلب أيضاً(٥٤).
لقد حارب سيف الدولة الإخشيديين مراراً، ثمّ قام بعد ذلك بمواجهة القرامطة، حيث قام بعضهم بالتمرُّد في حدوده الجغرافية(٥٥). ليلقى حتفه سنة (٣٥٦) للهجرة بالموت الطبيعي، ويحلُّ محلَّه ابنه أبو المعالي (٣٨١هـ)(٥٦).
وقد اشتبك الحمدانيون مع الفاطميين مراراً، بل كانوا يُشجِّعون القرامطة على الاشتباك معهم أيضاً. إلَّا أنَّهم بسبب هذه العداوة تحوَّلوا إلى مبلِّغين للقرامطة(٥٧). وفي نهاية المطاف تمَّ القضاء على هذه الدولة الشيعية سنة (٤١٤) للهجرة على يد الفاطميين(٥٨).
٥- آل بويه:
كانت مناطق الأدغال المحيطة ببحر قزوين تُسمّى گيلان. وكانت المناطق الجبلية منها تُدعى الديلم(٥٩). في حدود هذه المنطقة أقام العلويون أوَّل حكومة شيعية، وصارت سبباً في انتشار التشيُّع في هذه المنطقة(٦٠). كان آل بويه من أبناء أبي شجاع(٦١) الذي كان يكسب رزقه وقوت يومه عن طريق صيد السمك. وقد كان لأبي شجاع ثلاثة أبناء قاموا فيما بعد بتأسيس الدولة البويهية، وهم: عليّ وحسن وأحمد، وقد اشتهروا فيما بعد على الترتيب بـ: عماد الدولة، وركن الدولة، ومعزِّ الدولة.
في عام (٣٣٤) للهجرة أعلن عليُّ بن أبي الشجاع عن تأسيس الدولة البويهية - في كرج وأَرجّان وشيراز -، ليموت بعد ذلك بأربع سنوات، وذلك في عام (٣٣٨) للهجرة(٦٢).
وقد تمكَّن أخوه الآخر وهو حسن (ركن الدولة) من الاستيلاء على أصفهان وإخضاعها لسيطرته(٦٣). وقد تمَّ ذلك لآل بويه وركن الدولة -بطبيعة الحال- بعد مواجهات شديدة ضدَّ السامانيين وآل زيار. كما قام بتهدئة أوضاع العراق التي اضطربت بسبب مطامع ابنه عضد الدولة، وكانت وفاته سنة (٣٦٦) للهجرة(٦٤).
وأمَّا أحمد معزُّ الدولة الابن الثالث والأصغر لأبي الشجاع (صائد السمك) من آل بويه فقد تمكَّن بمساعدة أخويه الكبيرين من الاستيلاء على سيرجان، وفي عام (٣٣٤) للهجرة هجم أحمد على بغداد بمساعدة أخيه ليتمكَّن من فتحها بعد جولات من الهزيمة والانتصار(٦٥). فلم يجد المستكفي (الخليفة العباسي) بدّاً من إظهار الطاعة، وخلع على أحمد لقب (معزّ الدولة)(٦٦).
وبعد فترة قصيرة قام أحمد (معزّ الدولة) بعزل المستكفي عن الخلافة، وأودعه السجن، ثمّ سمل عينيه، ليموت بعد ذلك بثلاثة أيّام(٦٧). وبعد ذلك قام أحمد بالهجوم على ناصر الدولة الحمداني الشيعي، وتمكَّن من التغلُّب عليه(٦٨). كما كانت له مواجهات مع القرامطة الإسماعيليين أيضاً(٦٩). وقد حصلت هذه المواجهات على مدى سنوات طويلة(٧٠). وبعد المواجهة مع القرامطة أقعده المرض ليموت سنة (٣٥٧) للهجرة.
وبعد الإخوة الثلاثة من آل بويه أصبح (عضد الدولة) الحاكم المطلق من آل بويه. حيث يُعَدُّ من أعظم حُكّام هذه الأُسرة كما سُجِّل في تاريخها، حيث تمكَّن من الوصول إلى السلطة بعد عمِّه (عماد الدولة)(٧١). فقد تمكَّن من عزل ابن عمِّه (عزّ الدولة) وقتله بعد مدَّة، ليكون هو الحاكم المطلق على العراق وشيراز(٧٢). وقد كان هذا السلوك منه بداية تفشّي النزاعات الداخلية بين البويهيين أنفسهم، والتي استمرَّت لفترات طويلة. ومات عضد الدولة سنة (٣٧٢) للهجرة(٧٣).
بعد موت الإخوة الثلاثة الأوائل المؤسِّسين للدولة البويهية، اتَّسمت العلاقة بين أبناء الأعمام بالنزاع والحروب ونزف الدماء المستمرِّ، حتَّى انتهى الأمر في عام (٤٤٧) للهجرة بانتصار السلاجقة واستيلائهم على بغداد وطيِّهم صفحة البويهيين نهائياً(٧٤).
والذي يبدو هامّاً في هذا الشأن هو الانتماء المذهبي للبويهيين، فمن أيِّ أقسام الشيعة كانوا؟ لا شكَّ في أنَّ البويهيين -بالنظر إلى منشئهم الذي يعود إلى منطقة الديلم التي كانت مسرحاً لنفوذ الأشراف من الزيدية- كانوا من المتأثِّرين بمنظومتهم الإعلامية، وقد كان لهم فيما بعد دور كبير في دعم التشيُّع.
وكما تقدَّم نقله فإنَّ معزَّ الدولة كان ينوي التخلّي عن الحكم لصالح أحد العلويين من الزيدية(٧٥). كما قيل: إنَّه كان يرى إمامة أحد العلويين المعاصرين له(٧٦).
وعلى الرغم من كون البويهيين من الشيعة الزيدية في بداية أمرهم، إلَّا أنَّ القرائن المتوفِّرة تثبت انتقالهم بعد ذلك إلى التشيُّع الإمامي، وإن كنّا لا نعلم الفترة الدقيقة التي حصل فيها هذا الانتقال(٧٧).
والسؤال الهامّ الذي يطرح نفسه هنا: لماذا لم يقم البويهيون بالتخلّي عن الحكم لصالح أحد العلويين من الزيدية أو أحد فقهاء الشيعة؟
توجد هنا نظريتان:
النظرية الأُولى: حيث كان الاتِّجاه الغالب في العالم الإسلامي يميل إلى حكومات أهل السُّنَّة والإذعان للسلطة المطلقة للعبّاسيين، لم يكن هناك مجال للقبول بحكم الشيعة، وقد نُقِلَ أنَّ رفع بعض الشعارات ذات الطابع الخاصّ على جدران مساجد أهل السُّنَّة كان يثير من الفتن والفوضى بحيث يضطرُّ الأمر معزَّ الدولة إلى إعادة صياغة تلك الشعارات للتخفيف من غلوائها(٧٨). كما عمد السامانيون بحجَّة الانتماء الشيعي للبويهيين إلى إدخال هذا العنصر في الخلافات السياسية بين القوَّتين، وحوَّلوا النزاع إلى خلاف مذهبي (شيعي - سُنّي)(٧٩).
النظرية الثانية: أنَّ آل بويه كانوا ينشدون الوصول إلى السلطة بشتّى الذرائع، ولم يتوانوا عن استعمال جميع وسائل - الحقّ والباطل - من أجل تحقيق هذه الغاية، ولا يبعد أن يكون انتقالهم من المذهب الزيدي إلى الإمامي وارداً في هذا السياق، بمعنى أنَّ تغيير انتمائهم المذهبي كان يصبُّ في مصالح الدولة، فلم يكن بوسعهم التخلّي عن سلطة تمكَّنوا من الحصول عليها بشقِّ الأنفس.
جولة على الأوضاع السياسية والاجتماعية للشيعة:
بعد بيان كيفية ظهور وأُفول الحكومات الشيعية في تلك العصور، سوف ننتقل في هذا القسم من البحث إلى بيان الظروف الاجتماعية للشيعة والفِرَق الشيعية في ظلِّ الحكومات الشيعية، مع بيان الواقع الفكري والعقائدي الذي كان الشيعة يعيشون ضمن إطاره.
١- الكيسانية:
إنَّ أوَّل فرقة شيعية ظهرت بعد ثورة عاشوراء وفي إطار ثورة المختار هي الفرقة الكيسانية(٨٠). وقد كان لهذه الفرقة النفوذ الأكبر في مدينة الكوفة. وعلى الرغم من وجود الكثير من الكلام بشأن ظهور الكيسانية، إلَّا أنَّ الظاهر أنَّ هذه الفرقة قد ظهرت بعد ثورة المختار في الكوفة، وفشل هذه الثورة، وقد كان لمتبنّيات هذه العقيدة دور رئيس في استمرارها. وبالتدريج تحوَّلت عقائد الكيسانية إلى مختلف الفِرَق الغالية(٨١).
ويعود أكبر تأثير لهذه الفرقة إلى منتصف القرن الهجري الثالث في العراق، ولاسيّما في الكوفة، وبعد هذه المرحلة أخذت هذه الفرقة بالانقراض تدريجياً(٨٢). وبالتالي فإنَّ الكيسانية لم يكن هناك من يهفو إليها في عصر الحكومات الشيعية أبداً، ولم يكن لها من وجود أو تأثير في تلك الحكومات.
٢- الزيدية:
يعود تبلور هذا المذهب إلى القرن الهجري الثاني وعصر الإمام الصادق (عليه السلام)، حيث تزامن مع ثورات العلويين ضدَّ الأُمويين وبعدهم العبّاسيين. وقد ورد في أكثر مصادر أهل السُّنَّة ومصادر الزيدية أنفسهم أنَّ زيد بن عليٍّ (عليه السلام) هو المؤسِّس للمذهب الزيدي، ويرون في ثورته جهداً في إطار تشكيل الحكومة. كما ينسبون إلى زيد بعض الآراء والعقائد أيضاً(٨٣).
لقد انقسم الزيدية بعد ثورة زيد بن عليٍّ إلى عدَّة فِرَق، وكان منها ما يحصل إثر وفاة كلِّ إمام من أئمَّة الزيدية والسعي وراء تعيين خَلَفه. ومنها ما ظهر إثر الأفهام المختلفة للعقائد الكلامية. وقد ذكرت المصادر المتقدِّمة فِرَق متنوِّعة للزيدية، وبطبيعة الحال فإنَّ بعض هذه الانقسامات لم يكن بمعنى الفِرَق، بل يعود في الغالب إلى الانتشار الجغرافي(٨٤).
وفي العصر القريب من بداية غيبة الإمام المهدي (عليه السلام)، ارتفعت وتيرة الانتفاضات الزيدية ضدَّ الخلافة العبّاسية. وقد أدَّت هذه الانتفاضات من جهة إلى إضعاف الخلافة العبّاسية، بيد أنَّ هذه الانتفاضات حيث كانت تفتقر إلى الدعامة والاستعداد الكافي كانت تُمنى بالفشل.
إنَّ بعض هذه الانتفاضات على النحو التالي:
١- ثورة يحيى بن عمر العلوي في الكوفة، في خلافة المستعين، سنة (٢٥٠هـ)(٨٥)، والتي تمَّ القضاء عليها من قِبَل عامل الكوفة.
٢- ثورة الحسين بن محمّد حمزة الطالبي، سنة (٢٥١هـ)، وقد تمَّ القضاء عليها أيضاً(٨٦).
٣- ثورة الحسين بن زيد - من أحفاد الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) - في الديلم، سنة (٢٥٠) للهجرة، التي أدَّت إلى تأسيس الدولة الزيدية(٨٧).
٤- ثورة إسماعيل بن يوسف - من أحفاد الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) - في الحجاز، سنة (٢٥١) للهجرة(٨٨).
٥- ثورة صاحب الزنج، سنة (٢٥٥) للهجرة في البصرة، وقد كان يُعرِّف عن نفسه بوصفه من أحفاد زيد الشهيد(٨٩).
٦- ثورة عليِّ بن زيد العلوي في الكوفة سنة (٢٥٦) للهجرة، الذي تمكَّن من إشغال الجيش الكبير للخليفة بنفسه.
إلَّا أنَّ هذه الحكومات لم تتمكَّن أبداً من تحقيق الأهداف التي ينشدها المسلمون.
٣- الإسماعيلية:
كما سبق أن ذكرنا فإنَّ الفرقة الإسماعيلية قد ظهرت في منتصف القرن الهجري الثاني بعد احتدام الجدل بشأن من له الحقُّ في الإمامة بعد رحيل الإمام الصادق (عليه السلام). وقد انقسمت هذه الجماعة بشأن الإمامة على نفسها إلى قسمين، ولكن لم تمض مدَّة حتَّى بادت إحدى الفرقتين الرئيستين من الإسماعيلية، لتواصل الفرقة الأُخرى حياتها في إطار الأئمَّة المستورين.
وبالتزامن مع الظهور التدريجي للحكومات الشيعية، كانت الفرقة الإسماعيلية تسعى إلى الوصول إلى بناء الدولة بكلِّ طاقتها. وقد عمدت هذه الجماعة من الشيعة إلى فصل نفسها منذ فترات طويلة عن سائر الفِرَق الشيعية الأُخرى بشكل كامل، بل عمدوا إلى نقل حتَّى الرقعة الجغرافية السياسية لهم -لشتّى الأسباب- بعيداً عن الجغرافية الطبيعية للشيعة، حيث عمدوا إلى نقلها إلى شمال أفريقيا. ولا شكَّ - بالالتفات إلى تعاليم الإسماعيلية - في أنَّه لم يكن باستطاعتهم القبول بإمام من غيرهم؛ لأنَّهم كانوا يعتقدون بانتقال الإمامة من الابن إلى نجله دون انقطاع، وأنَّ الإمامة قد انتقلت من محمّد بن إسماعيل إلى عبيد الله. كما أنَّ هذه الجماعة في هذه الفترة قد أضافت دعوى المهدوية إلى الإمامة عندها أيضاً، وقالت بأنَّه هو المهدي المنتظر. بل إنَّ هذه الفرقة أبدعت حتَّى في هذا الادِّعاء أيضاً، وقالت بوجود سلسلة من المهديين، وقالوا بأنَّ كلَّ واحدٍ منهم مهدي، وأنَّ الأرض لا تُملَأ بالعدل والقسط من قِبَل مهديٍّ واحدٍ، بل هناك مهدي يأتي إثر مهدي ليقوموا بأجمعهم بهذا المهمَّة(٩٠). وهكذا تمَّ تأسيس دولة القرامطة، وبعدها دولة الفاطميين الكبرى.
٤- الإماميَّة:
لقد واجه أتباع الإماميَّة مشكلتين رئيستين في عصر الغيبة الصغرى، التي تزامنت تقريباً مع تأسيس الحكومات الشيعية، ويمكن بيان تلكما المشكلتين على النحو التالي:
١- أجواء الكبت السياسي الحادِّ الذي فرضته سلطة الخلافة العبّاسية على الإماميَّة. فإنَّ دراسة الفضاء السياسي المتَّصل بعصر غيبة الإمام المهدي (عليه السلام) يُثبِت أنَّ بني العبّاس كان قد شدَّدوا القبضة على أئمَّة الشيعة وأتباعهم.
فبعد خلافة المتوكِّل العبّاسي سنة (٢٣٢) للهجرة، أصبحت أوضاع الشيعة في غاية القسوة؛ إذ أنَّه من جهة عمل -من خلال حبس الإمام الهادي والعسكري (عليهما السلام)- على منع حصول التواصل بين الشيعة وبينهما، ومن جهة أُخرى كان يعامل وكلاء الإمام الهادي (عليه السلام) بكلِّ قسوة. وقد عمد في سياق تضييقه على الأئمَّة (عليهم السلام) وشيعتهم إلى حبس عدد من وكلاء الإمام (عليه السلام) وقتلهم في السجن(٩١).
العنصر الآخر الذي أثار حفيظة المؤسِّسة الحاكمة ضدَّ الشيعة هو قيام بعض الدول التي تحمل توجُّهات شيعية كما تقدَّم.
٢- أمَّا المشكلة الأُخرى التي فاقمت من أزمة الإماميَّة آنذاك، فتكمن في عدم وجود الإمام الحاضر. وربَّما كانت غيبة الإمام نتيجة لتلك الأجواء الملبدة بتكميم الأفواه وقمع الحرّيات والتي تقدَّم بيان جانبٍ منها. وفي هذه المرحلة واجه الشيعة ظاهرة لم يسبق لهم تجربتها. الأمر الذي أدّى إلى حدوث بعض الانشقاقات في صفوف الشيعة الإماميَّة. حتَّى بلغ الأمر ببعضهم إلى إنكار الإمام الثاني عشر(٩٢).
هذا في حين أنَّ الظروف السياسية الخطيرة كانت قد اضطرَّت الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) إلى عدم إظهار ابنه إلَّا لعدد قليل من الأفراد لا يتجاوزون أصابع اليدين(٩٣). الأمر الذي فاقم من هذه الشكوك والأوهام. والذي زاد من اشتداد الأزمة في عصر الغيبة الصغرى، خيانة بعض الوكلاء. وقد أدّى ذلك - من خلال تسلُّل هؤلاء إلى داخل بعض القبائل الشيعية - إلى التمهيد لانحراف بعضها فكرياً. حيث بلغت شدَّتها في حادثة الشلمغاني، إذ تمكَّن من اجتذاب قبيلة بني بسطام إلى آرائه الغالية(٩٤).
وقد عبَّر العلماء عن الشرائط والظروف التي صبغت تلك المرحلة بعصر الحيرة والضياع، حتَّى قال النعماني (٣٤٣هـ) ما معناه: (كان أكثر الشيعة الإماميَّة في شكٍّ بشأن صاحب العصر وغيبته)(٩٥). كما ذكر الشيخ الصدوق في مقدّمة كتابه (كمال الدين وتمام النعمة) أنَّ السبب من تأليفه يعود إلى ما ظهر على بعض الشيعة من الشكِّ في إمامهم(٩٦).
دراسة الأسباب الدينية والسياسية للحُكّام الشيعة:
بعد البحث الإجمالي في الوضع الاجتماعي للشيعة، تجدر بنا الإشارة إلى الدوافع والخصائص الرئيسة لقادة الدول والحكومات الشيعية على أعتاب غيبة الإمام المهدي (عليه السلام).
١- العلويون في طبرستان:
لقد مثَّل الدافع الديني واحداً من الدوافع الرئيسة في ثورة الأشراف الزيدية بمن فيهم الحسن بن زيد. حيث يمكن ملاحظة هذا الدافع في شعاراتهم وحتَّى في تصرُّفاتهم أيضاً. فقد بادر الحسن بن زيد منذ البداية إلى أخذ البيعة من الناس على أساس العمل بكتاب الله وسُنَّة النبيِّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، إلَّا أنَّه وفي أثناء مسيرة هذه الثورة نشب النزاع بين القادة العلويين في طبرستان، بحيث لم تمض فترة على رحيل الحسن بن زيد حتَّى ثار صهره السيِّد أبو الحسن على خليفته محمّد، وأخذ البيعة لنفسه من أهل آمل، ونهب خزائن الداعي الكبير(٩٧). كما تمَّ إيداع الناصر الكبير في السجن من قِبَل قائد آخر من الأشراف الزيدية اسمه الحسن بن القاسم أيضاً(٩٨). وثار أبناء الناصر الأطروش على الداعي الصغير. بل لجأ بعضهم إلى الحاكم السُّنّي وتعهَّد له بقراءة الخطبة باسم الأمير الساساني.
وبالتالي فإنَّ العنصر الديني وإن كان له الدور التأسيسي في الدولة الشيعية العلوية، إلَّا أنَّه -وفي نهاية المطاف- كان للدوافع غير الدينية الدور الأبرز في الكثير من النزاعات التي نشبت بين قادتها، وأدَّت بالتدريج إلى اضمحلالهم وزوال دولتهم.
وفيما يتعلَّق بالخصائص الفردية، فقد اشتهر بعض قادة هذه الدولة - بمن فيهم الحسن بن زيد - بالزهد والتقوى والتشدُّد المفرط في الكثير من الأُمور الدينية(٩٩). بل قيل: إنَّه كان يتشدَّد حتَّى على الشيعة من الإماميَّة، الأمر الذي اضطرَّ البعض منهم إلى النزوح والهجرة من تلك المنطقة.
وفيما يتعلَّق بناصر الأطروش، قيل: إنَّه عمل على نشر الإسلام والتشيُّع في شمال إيران، كما قيل أيضاً: إنَّه كان فقيهاً ومؤلِّفاً للكثير من الكتب(١٠٠).
يجب الالتفات إلى أنَّ العلويين في طبرستان كانوا من الشيعة الزيدية، وبالالتفات إلى عقائد هذه الفرقة، يمكن لكلِّ سيِّد يقوم بالسيف من نسل فاطمة أن يكون إماماً. الأمر الذي يجعل من الممكن أن يكون هناك الكثير من الأئمَّة الزيدية في وقتٍ واحدٍ، ويدَّعي كلُّ واحدٍ منهم انحصار الحقِّ في الإمامة به دون غيره. ومن ناحية أُخرى يجب الالتفات إلى أنَّ الزيدية لم يكونوا يؤمنون بإمامة من ينتهج التقيَّة أو يلجأ إلى الغيبة للمحافظة على نفسه، وهو الاعتقاد الذي يتمسَّك به أتباع صاحب العصر (عليه السلام) بشدَّة. فكانت هذه العقيدة من الأُمور التي تُميِّز بين هذين المذهبين إلى حدٍّ كبير، ولا شكَّ في أنَّ هذا الأمر كان سبباً في عدم اعتقاد الزيدية بإمامة إمام واحد.
٢- الفاطميون (الإسماعيلية):
لقد كانت هذه الفرقة منذ البداية تنشد السلطة، وكان قادتها يواصلون نشاطهم السرّي في الوصول إلى مآربهم، ولم يكن للدافع الديني والإلهي غير دور باهت بينهم، حتَّى قيل: إنَّ عبيد الله المهدي - مؤسِّس الدولة الفاطمية - عمد في مستهلِّ وصوله إلى السلطة إلى قتل أبي عبد الله الشيعي الذي سبق له أن أنقذه وأنقذ ابنه أيضاً(١٠١).
كما أدّى عنصر السلطة إلى نشوب النزاع بين فرقتين من الإسماعيلية، وهما: فرقة الفاطميين في شمال أفريقيا، والقرامطة في البحرين، إذ على الرغم من كونهما من الإسماعيلية إلَّا أنَّ الاختلاف قد دبَّ بينهما، الأمر الذي شجَّع العبّاسيين على البدء بهجمات ضارية على الفاطميين(١٠٢). وفي المرحلة اللاحقة انتهى النزاع حول السلطة إلى الخلاف العقائدي بين الإسماعيلية وانقسامهم إلى فرقتين: النزارية، والمستعلية(١٠٣). وفي مرحلة من الزمن وصل الأمر ببعض الحكومات الإسماعيلية إلى القول بالإباحية المطلقة(١٠٤). وعليه فإنَّ جميع هذه الموارد تُثبِت حضور عنصر البحث عن السلطة بقوَّة في تكوُّن واستمرار هذه الدولة، ورغم ضرورة عدم الغفلة عن حدوث الترويج للمذهب الشيعي الإسماعيلي على أيِّ حالٍ، إلَّا أنَّ العامل والعنصر الديني لم يكن هو العنصر الأصيل في نشاطهم السياسي، وإنَّما العامل والمحرِّك الرئيس في ذلك هو الوصول إلى السلطة.
الخصائص الدينية لقادة الإسماعيلية:
كان الإسماعيليون ومن بعدهم الفاطميون فيما يتعلَّق بالإمامة يعتقدون بعنصرين، إذ كانوا في بداية أمرهم يعتقدون أنَّهم الأئمَّة بحقٍّ، وعليه فمن الطبيعي في مثل هذه الحالة أن لا يؤمنوا بإمامة غيرهم. وكانت هذه الفرقة منذ البداية تحصر الإمامة بأبناء إسماعيل، وأخذوا يعملون سرّاً من أجل هذه العقيدة. وفي أثناء الطريق أضافوا إلى الإمامة ادِّعاء المهدوية أيضاً، الأمر الذي أثار الكثير من الصخب والجدل في المنظومة العقائدية للإسماعيلية. فقد اعتبر عبيد الله نفسه هو الإمام المهدي الموعود، وأجرى تعديلاً على اعتقاد الإسماعيلية بمهدوية محمّد بن إسماعيل. بل ظهر هناك آخرون من الفاطميين الذين قالوا بهذا الأمر لأنفسهم أيضاً(١٠٥).
أ- القرامطة: لقد كانت هذه الفرقة واحدة من الفروع والأذرع العسكرية الضاربة للإسماعيلية، وقد تمكَّنت من إقامة حكمها في البحرين. ولا شكَّ في أنَّ عنصر السلطة والقوَّة كان له الدور الأبرز في تأسيس دولتهم. وهذا ما يمكن إثباته بأدنى نظرة إلى سلوكهم. وقد ذكرت المصادر التاريخية أنَّ سبب مقتل أبي سعيد -مؤسِّس هذه الدولة- يعود إلى تهتُّكه وتهاونه بأحكام الشرع(١٠٦).
وممَّا رواه ناصر خسرو أنَّ القرامطة الذين حكموا البحرين كانوا يننتسبون إلى أبي سعيد، ويعتقدون بعودته من موته، وهذا ما أثبته أبو سعيد نفسه في وصيَّته، وجعل علامة ذلك لأصحابه أن يضربوا عنقه عند عودته بالسيف، فإن كان العائد هو فإنَّه سيُبعَث إلى الحياة من جديد، ولن تؤدّي ضربة السيف إلى موته ثانيةً. يُضاف إلى هذه الموارد الجرائم التي ارتكبها أبو طاهر - أقوى حُكّام القرامطة - والتي تدلُّ بوضوح على النزعة السلطوية البعيدة كلُّ البعد عن روح الدين لدى هذه الفرقة.
ب- الحمدانيون: على الرغم من عدم الشكِّ في تشيُّع هذه الفرقة، إلَّا أنَّه من الصعب تحديد نوع تشيُّعهم بسبب السرّية التي ساروا عليها في هذا الشأن. هذا وقد كان الحمدانيون ينشدون السلطة والمحافظة عليها قبل كلِّ شيء، وقد ارتكبوا في هذا الشأن من الأعمال ما لا يمكن تصنيفه ضمن الدوافع الدينية، وقد تقدَّمت الإشارة إلى جانب منها في هذا المقال.
وبالإضافة إلى ما تقدَّم، يمكن لنا أن نشير إلى الموارد الآتية أيضاً:
كان هناك الكثير من المواجهات بين حسين بن حمدان بأمر من الخليفة العبّاسي ضدَّ القرامطة الشيعة(١٠٧).
وممَّا قيل في ناصر الدولة الحمداني أيضاً: إنَّ شخصيته وأعماله جعلته موضعاً للتهمة والضعف والفشل السياسي. فقد كان يتَّصف بالقسوة ونقض المواثيق، وكان شديد السطوة على أبناء رعيَّته. وكانت سياسته الداخلية تقوم على أعمال السخرة والاستحواذ على المحاصيل بشكل كامل، بينما تقوم سياسته الخارجية على العمليات العسكرية الخاطفة وغير المنظَّمة والقائمة على النفاق. وعجز حتَّى عن توحيد صفوف أبنائه، بحيث تمرَّدوا عليه في نهاية حياته، وتخاصموا ونشبت الحروب فيما بينهم بعد موته(١٠٨).
وممَّا قيل في سيف الدولة الحمداني: إنَّه كان شجاعاً كريماً محبّاً للتفاخر والمديح والثناء، وكان ظالماً لرعيَّته(١٠٩). وكان في الكثير من الموارد يقتل الناس دونما سبب(١١٠).
كما روي أنَّ سيف الدولة قد عمد في بعض الموارد إلى تقطيع أوصال عدد من الذين تآمروا عليه(١١١).
ما يُثبِت أنَّ العامل الديني لم يكن له أدنى تأثير في تنظيم سلوك هؤلاء الحُكّام أو ردعهم عن ارتكاب الظلم والجرائم.
ج- آل بويه (البويهيون): ليس هناك من شكٍّ في أنَّ الوصول إلى السلطة كان يُمثِّل الدافع الأهمّ في تكوُّن هذه الجماعة من الشيعة - التي يحتمل أنَّها تخلَّت عن المذهب الزيدي بالتدريج لتنتقل إلى المذهب الإمامي -، وقد اتَّخذت من المذهب ذريعة للوصول إلى مقاصدها ومآربها. وكما تقدَّم أن ذكرنا فإنَّ الإخوة الثلاثة من آل بويه كانوا كلَّما أحسُّوا بالضعف تجرَّدوا عن الوفاء لقادتهم وأسيادهم واختاروا لأنفسهم قادة وأسياداً آخرين. ولم تكن مواجهاتهم مع الحمدانيين الشيعة والقرامطة الإسماعيلية الذين كانوا شيعة بأجمعهم، وعزل الخليفة العبّاسي وسمل عيني الخليفة(١١٢)، والنزاعات الداخلية فيما بينهم واقتتال الأُمراء من آل بويه فيما بينهم من منطلقات قبلية بحتة، في حين كانوا من الشيعة بأجمعهم، إنَّما يُمثِّل مجرَّد جانب من أعمالهم وممارساتهم المجانبة للدين الإسلامي الحنيف.
وكما تقدَّم أن ذكرنا فإنَّ مذهب هؤلاء غير معروف بالتحديد، رغم أنَّ المصلحة قد اقتضت منهم التظاهر بالمذهب الإمامي عند الوصول إلى السلطة؛ لأنَّ الإمام الغائب لا يستطيع أن ينازعهم سلطانهم، في حين أنَّهم لو تمسَّكوا بزيديتهم لن يأمنوا أن يخرج أحد عليهم بالسيف من الأشراف الفاطميين ليسلبهم سلطانهم، وهو أمر لا ينسجم مع نزعتهم السلطوية.
الاستنتاج:
من خلال ما تقدَّم من الإضاءات والإيضاحات يمكن لنا أن نُدرِك أنَّ الإمام المهدي (عليه السلام) لو قُدِّر له أن يظهر في أثناء تلك الحكومات، فإنَّه سوف يواجه التحدّيات الآتية:
١- كانت الخلافة العبّاسية في تلك الفترات تعاني من أزمات حادَّة، لاسيّما وأنَّهم كانوا يعيشون في المرحلة الثانية من حكمهم (والتي امتدَّت من عام ٢٣٢ إلى عام ٣٣٤ للهجرة)، والتي يُطلِق عليها المؤرِّخون مصطلح ضعف السلطة المركزية للعبّاسيين وتسلُّل العناصر الغريبة والأجنبية إلى أعلى مناصب السلطة، خلافاً للمرحلة الأُولى (التي تمتدُّ من عام ١٣٢ إلى عام ٢٣٢ للهجرة) والتي تُمثِّل مرحلة ظهور العبّاسيين واقتدارهم وسطوة خلفائهم.
وبعد دخول الأتراك إلى السلطة وتسنُّمهم الكثير من المناصب في الدولة، أضحى الخليفة العبّاسي أُلعوبة بين أيديهم يُحرِّكونه كيفما شاءوا، وربَّما عزلوه أو قتلوه، الأمر الذي يعكس شدَّة الضعف الذي آلت إليه الخلافة العبّاسية في تلك المرحلة.
وفي هذه الفترة الزمنية ظهرت حكومات محلّية قويَّة في كافَّة أقطار العالم الإسلامي، وكانت مستقلَّة وخارجة عن السلطة العبّاسية نوعاً ما.
وفي هذه المرحلة اشتدَّ الضغط على الشيعة -ولاسيّما الإماميَّة منهم- بسبب قيام الحكومات الشيعية، وتعزيز النظرية القائلة بأنَّ إمام الشيعة الإماميَّة سيُولَد ويظهر عن قريب؛ بحيث كان الأئمَّة الأطهار (عليهم السلام) غالباً ما يعيشون ضمن المعسكرات وتحت الإقامة الجبرية، وإنَّ موتهم وهم في شرخ الشباب يُعزِّز من احتمال قتلهم واستشهادهم على يد العبّاسيين. وقد زاد العبّاسيون من الضغط على الشيعة الإماميَّة في فترة الغيبة الصغرى بسبب اعتقادهم بقرب ظهور إمام يقضي على الظلم والجور ويقيم دولة العدل والإنصاف. من هنا فقد بلغ الفضاء الذي فُرِضَ على الشيعة الإماميَّة الدخول في مرحلة التقيَّة ذروته، بحيث كان الكثير من الشيعة لا يعرفون إمامهم، وعلى فرض ظهوره لم يكن بالإمكان التمحور حوله واحتضانه بالشكل المناسب والمطلوب، وفي ظلِّ هذه الظروف يمكن للسلطة العبّاسية أن تقضي على الإمام بكلِّ يُسر وبساطة.
٢- بادرت مختلف الفِرَق الشيعية إلى تأسيس الحكومات رغم التباين والتفاوت في عقائدها. وقام بعضها بإقامة الدولة بدوافع دينية ودعوة الناس إلى كتاب الله وسُنَّة النبيِّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ولكن هذا الدافع الديني -بطبيعة الحال- قد شهد انحساراً مع مرور الوقت، ويُعتَبر العلويون في طبرستان نموذجاً بارزاً لهذا النوع من الحكومات الشيعية.
كما كان الدافع إلى تشكيل بعض الحكومات الشيعية الأُخرى هو الوصول إلى السلطة، ومن الأمثلة على ذلك: البويهيون والقرامطة وغيرهما.
يمكن الاحتمال بأنَّ تحوُّل البويهيين من العقيدة الزيدية إلى العقيدة الإماميَّة يأتي في سياق ضمان عدم الخضوع لسيطرة القيادة الزيدية على هذه الدولة؛ لأنَّ إمام الشيعة الإماميَّة يعيش خلف ستار الغيبة، وبذلك يكونون أتباعاً لإمام ليس له أيّ أمر أو نهي عليهم، ولا يخفى أن اتِّباع مثل هذا الإمام لا ينطوي على أيِّ تبعات من شأنها الوقوف أمام أطماعهم.
٣- لقد كان فهم هذه الحكومات للتشيُّع مختلفاً، فبعضها زيدي، وبعضها إمامي، وبعضها فاطمي، ومن الطبيعي في مثل هذه الحالة أن يختار كلُّ واحدٍ منهم إمامه على طبق عقيدته الخاصَّة.
كما أنَّ بعض قادة هذه الحكومات كان يدَّعي الإمامة لنفسه؛ وذلك انطلاقاً من العقيدة الزيدية القائلة بأنَّ الملاك في الإمامة أن يكون الفاطمي قائماً بالسيف، وكانوا في تلك الظروف يرون أنفسهم متَّصفين بتلك المواصفات التي يتمُّ اشتراطها في الإمام. وعليه فإنَّ هذه الجماعة على فرض ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) سترى في نفسها ندّاً له، وستقف في وجهه لا محالة، ولن يؤمنوا بوجوب التبعية له.
بل كان هناك منهم من يعتبر نفسه هو الإمام المهدي الموعود، ويقولون بأنَّ الروايات التي تُبشِّر بالإمام المهدي إنَّما تعنيهم وتنطبق عليهم. وفي هذه الحالة حتَّى إذا ظهر المهدي الحقيقي فإنَّهم سيجحدون به ويُنكِرونه، ويعتبرونه مجرَّد منافس لهم يريد أن ينازعهم سلطانهم، وسوف يناصبونه العداء لا محالة.
ومن ناحية أُخرى فإنَّ الكثير من قادة هذه الحكومات لم يكونوا يلتزمون بالضوابط الشرعية والأخلاقية في سياستهم، وكانوا لضمان البقاء على عروشهم يستبيحون ارتكاب جميع أنواع الظلم والموبقات التي تصل أحياناً إلى حدِّ إزهاق الأرواح البريئة. وعليه فإنَّ المهمَّ بالنسبة إلى هذه الحكومات هو الحفاظ على السلطة مهما كلَّف الأمر، في حين يجب أن تقوم دولة الإمام المهدي (عليه السلام) على أساسٍ وركيزةٍ من العدل والبيعة من قِبَل الناس دون إكراه، إلى غير ذلك من الملاكات الدينية الخالصة الأُخرى، وهو ما تمَّت تجربته في عهد حكومة أمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالب (عليه السلام)، ولم يكتب له النجاح بسبب دخول الناس في الدنيا وعدم استعداد المجتمع لتقبُّل مفاهيم الدين الأصيلة، الأمر الذي أدّى حتَّى بأقرب المقرَّبين من أصحاب النبيِّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى الوقوف بوجه أمير المؤمنين (عليه السلام). وعليه لا يبعد أن لا تقتصر المواجهة عند ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) في تلك الظروف على المواجهة بينه وبين الدولة العبّاسية، بل سيقف في وجه الإمام حتَّى أمثال هذه الحكومات والفِرَق الشيعية، ويكون الحكم بينها وبينه هو السيف فقط.
٤- نشهد بشكل عامٍّ الكثير من المواجهات الشديدة والعنيفة بين الحكومات الشيعية على المستوى الفكري والعسكري. وكما تقدَّم أن ذكرنا فإنَّ بعض هذه الحكومات الشيعية كان يبيح لنفسه الرضوخ لسيادة وهيمنة الحكومات السُّنّية، ويُقدِّمون شتّى أنواع فروض الطاعة لأولياء نعمتهم من قادة الحكومات السُّنّية للاستقواء بهم على إخوتهم في المذهب، إلَّا أنَّهم في الوقت نفسه لا يطيقون وجود حكومة شيعية منافسة لهم، بل يناصبونها العداء ويستبيحون قتالها. من هنا فعلى فرض ظهور الإمام المهدي (عليه السلام)، فإنَّهم سوف يواجهونه بذات الوتيرة ولن يروا أيَّ فرق بينه وبين سائر الحكومات الشيعية المنافسة لهم.
٥- في ذلك العصر كان عموم الشيعة لم تكن لديهم معرفة كاملة بإمام العصر (عليه السلام). ومن ناحية أُخرى كان بعض الشيعة الإماميَّة مختلفين بشأن إمام العصر (عليه السلام)، وهو ما أشار له النوبختي في بداية الغيبة الصغرى، حيث قال بأنَّ الشيعة الإماميَّة في بداية الغيبة قد انقسموا إلى العديد من الفِرَق. كما يجب تعميم انعدام الوعي لدى الشيعة في هذا الشأن على جميع المسلمين، وذلك بطبيعة الحال على مقياس أوسع وفي ظروف أسوأ من الظروف لدى الشيعة.
ونتيجةً لذلك يمكن القول: إنَّ ظهور إمام العصر (عليه السلام) في تلك الحقبة كان من شأنه لو تحقَّق أن يواجه الكثير من التحدّيات والإشكاليات، حيث كانت ستواجه الظروف الأسوأ -من الناحية الفكرية (وجود التيّارات المنافسة والمعارضة)، أو من الناحية العسكرية (وجود الحكومات التي تحمل عنوان الحكومات الشيعية المعارضة)- على أحسن التقادير. وعليه سيكون استمرار الغيبة بالنسبة إلى الإمام المهدي (عليه السلام) في تلك الظروف أمراً لا يمكن اجتنابه. وبعبارة أُخرى: كان استمرار الإمام في غيبته أفضل الخيارات الممكنة.

الهوامش:
(١) أُستاذ مساعد، وعضو في اللجنة العلمية في مدرسة الإمام الخميني (رحمه الله) في قم المقدَّسة.
(٢) طالب على مستوى الدكتوراه في التاريخ والحضارة الإسلاميَّة، في جامعة المعارف الإسلاميَّة في قم (الكاتب المسؤول).
(majid.ahmadi. @gmail.com).
(٣) انظر: حدود العالم من المشرق إلى المغرب/ أبو يوسف بيشاوري: ١٤٤ و١٤٥/ إعداد: منوجهر ستوده/ طهران/ مكتبة طهوري. تنويه: مؤلِّف هذا الكتاب مجهول، بيد أنَّ البعض ينسبه إلى أبي يوسف البيشاوري، وآخرون ينسبونه إلى أشعياء بن فريغون.
(٤) انظر: تاريخ الأُمم والملوك/ محمّد بن جرير الطبري ٣: ١٥٣/ تحقيق: محمّد أبو الفضل إبراهيم/ بيروت/ روائع التراث العربي؛ وانظر أيضاً: تاريخ تشيُّع (مصدر فارسي)/ السيِّد أحمد رضا الخضري ٢: ٤/ پژوهشگاه حوزة ودانشگاه/ الطبعة الأُولى/ ١٣٨٤ش.
(٥) انظر: تاريخ طبرستان وروميان ومازندران (مصدر فارسي)/ السيِّد ظهير الدين المرعشي: ١٩/ إعداد: محمّد حسين تسبيحي/ شرق/ طهران/ ١٣٦١ش.
(٦) انظر: تاريخ فخري/ محمّد بن عليّ (ابن الطقطقي): ٢٦٥/ ترجمه إلى الفارسية: محمّد وحيد گلبايگاني/ انتشارات علمي فرهنگي/ طهران/ ١٣٦٧هـ.
(٧) انظر: تاريخ طبرستان/ محمّد بن الحسن (ابن اسفنديار) (مصدر فارسي): ٢٢٩/ تصحيح: عبّاس إقبال/ مكتبة خاور/ طهران.
(٨) انظر: تاريخ طبرستان وروميان ومازندران/ السيِّد ظهير الدين المرعشي (مصدر فارسي): ١٣٠.
(٩) انظر: تاريخ طبرستان/ محمّد بن الحسن (ابن اسفنديار) (مصدر فارسي): ١٣٠.
(١٠) انظر: تاريخ الأُمم والملوك/ محمّد بن جرير الطبري ٩: ٤٧٤.
(١١) انظر: الكامل في التاريخ/ عليّ بن أبي الكرم (ابن الأثير) ٦: ٢٤٩/ تصحيح: محمّد يوسف الدقّاق/ دار الكتب العلمية/ بيروت/ ١٤٠٧هـ.
(١٢) انظر: تاريخ طبرستان/ محمّد بن الحسن (ابن اسفنديار) (مصدر فارسي): ٢٥١.
(١٣) انظر: المصدر أعلاه: ٢٥٦.
(١٤) انظر: تاريخ طبرستان وروميان ومازندران/ السيِّد ظهير الدين المرعشي (مصدر فارسي): ١٤٤.
(١٥) تاريخ طبرستان/ محمّد بن الحسن (ابن اسفنديار) (مصدر فارسي): ٢٦٨.
(١٦) انظر: المصدر أعلاه: ٧٩.
(١٧) انظر: المصدر أعلاه: ٢٧٥. تنويه: هناك تهافت في التواريخ فلاحظ، المعرِّب.
(١٨) انظر: المصدر أعلاه: ٢٧٦.
(١٩) انظر: تاريخ طبرستان وروميان ومازندران/ السيِّد ظهير الدين المرعشي (مصدر فارسي): ١٥٠.
(٢٠) انظر: فِرَق الشيعة/ الحسن بن موسى النوبختي: ٦٧ - ٦٩، ترجمه إلى الفارسية: محمّد جواد مشكور/ انتشارات بنياد فرهنك إيران/ طهران/ ١٣٥٣ش.
(٢١) انظر: المقالات والفِرَق/ سعد بن عبد الله الأشعري القمّي: ٨٠ و٨١/ تحقيق: محمّد جواد مشكور/ مركز انتشارات علمي وفرهنگي/ طهران/ ١٣٦١ش.
(٢٢) انظر: اتِّعاظ الحنفاء بأخبار الأئمَّة الفاطميين الخلفاء/ تقي الدين أحمد بن عليّ المقريزي ١: ٥٤/ تحقيق: جمال الدين الشيال/ القاهرة/ ١٤١٦هـ.
(٢٣) انظر: تاريخ ابن خلدون/ عبد الرحمن بن محمّد (ابن خلدون) ٤: ٤٧/ تحقيق: سهيل زكار/ دار الفكر/ بيروت/ ١٤٠٨هـ.
(٢٤) انظر: اتِّعاظ الحنفاء بأخبار الأئمَّة الفاطميين الخلفاء/ أحمد بن عليّ المقريزي ١: ٦٠.
(٢٥) انظر: الكامل في التاريخ/ عليّ بن أبي الكرم (ابن الأثير) ٧: ٣٠٩/ تصحيح: محمّد يوسف الدقّاق/ دار الكتب العلمية/ بيروت/ ١٤٠٧هـ.
(٢٦) انظر: المصدر أعلاه: ٣٢٦.
(٢٧) انظر: تاريخ ابن خلدون/ عبد الرحمن بن محمّد (ابن خلدون) ٤: ١٥.
(٢٨) انظر: الجامع في أخبار القرامطة/ سهيل زكار: الفصل الثاني/ دار حسّان/ الطبعة الثالثة/ دمشق/ ١٤٠٧هـ.
(٢٩) انظر: بررسي دولت قرامطه از آغاز تا انقراض/ مصطفى سرداري (مصدر فارسي)/ دانشگاه معارف/ قم/ ١٣٨٩ش.
(٣٠) انظر: المصدر أعلاه: ٨٠.
(٣١) انظر: المصدر أعلاه: ٩٧. تنويه: العيونيون: أُسرة حكمت منطقة الأحساء والقطيف في شرق الجزيرة العربية ما بين القرنين الخامس والسابع للهجرة، بعد أن استولوا على البلاد من القرامطة بمساعدة من السلاجقة سنة (٤٦٧) للهجرة. المعرِّب.
(٣٢) بالالتفات إلى المنطقة الجغرافية التي استوطنها الحمدانيون والظروف والمسائل الحادثة قامت هذه الأُسرة باعتناق المذهب الشيعي. (انظر: تجارب الأُمم وتعاقب الهمم/ أحمد بن محمبد بن يعقوب الرازي (ابن مسكويه) ١: ١٨٩ - ١٩٩؛ تاريخ تشيُّع/ السيِّد أحمد رضا الخضري (مصدر فارسي) ٢: ٢٧٤).
(٣٣) انظر: وفيات الأعيان/ شمس الدين ابن خلِّكان ١: ١٧٥/ القاهرة/ ١٣٦٧هـ؛ وانظر أيضاً: دولت حمدانيان/ فيصل سامر: ٣٥/ ترجمه إلى الفارسية: علي رضا ذكاوتي قراكزلو/ پژوهشكده حوزه ودانشگاه/ سمت/ طهران/ ١٣٨٠ش.
(٣٤) انظر: الكامل في التاريخ/ عليّ بن أبي الكرم (ابن الأثير) ٧: ٤٧١.
(٣٥) انظر: المصدر أعلاه: ٤٧٣.
(٣٦) انظر: دولت حمدانيان/ فيصل سامر: ٥٦/ ترجمه إلى الفارسية: علي رضا ذكاوتي قراكزلو.
(٣٧) انظر: تاريخ الأُمم والملوك/ محمد بن جرير الطبري ٨: ٢٢٥.
(٣٨) انظر: المصدر أعلاه: ٢٤٩.
(٣٩) انظر: دولت حمدانيان/ فيصل سامر: ٢٦٢/ ترجمه إلى الفارسية: علي رضا ذكاوتي قراكزلو.
(٤٠) انظر: تاريخ الأُمم والملوك/ محمّد بن جرير الطبري ٨: ٢٥١.
(٤١) انظر: الكامل في التاريخ/ عليّ بن أبي الكرم (ابن الأثير) ٨: ٧٦.
(٤٢) انظر: دولت حمدانيان/ فيصل سامر: ٧٢ و٧٣/ ترجمه إلى الفارسية: علي رضا ذكاوتي قراكزلو.
(٤٣) انظر: ديوان أبي فراس/ الحارث بن سعيد بن حمدان (أبو فراس) ٢: ١٣٠/ تحقيق: سامي الدهّان/ دمشق/ ١٣٦٣هـ - ١٩٤٤م.
(٤٤) انظر: وفيات الأعيان/ شمس الدين ابن خلِّكان ١: ١٧٥.
(٤٥) انظر: الكامل في التاريخ/ عليّ بن أبي الكرم (ابن الأثير) ٨: ٦٧.
(٤٦) انظر: المصدر أعلاه: ٢٠٩.
(٤٧) انظر: المصدر أعلاه: ٣٨٢.
(٤٨) انظر: الأوراق/ أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي: ٢٣٢/ القاهرة/ ١٩٣٥م.
(٤٩) انظر: وفيان الأعيان/ شمس الدين ابن خلِّكان ٢: ٩١.
(٥٠) انظر: دولت حمدانيان/ فيصل سامر: ١٤٨/ ترجمه إلى الفارسية: علي رضا ذكاوتي قراكزلو.
(٥١) انظر: الكامل في التاريخ/ عليّ بن أبي الكرم (ابن الأثير) ٧: ٢١٧.
(٥٢) انظر: دولت حمدانيان/ فيصل سامر: ١٥٢/ ترجمه إلى الفارسية: علي رضا ذكاوتي قراكزلو.
(٥٣) انظر: المصدر أعلاه: ٢٢٥.
(٥٤) انظر: زبدة الحلب من تاريخ حلب/ أبو حفص كمال الدين عمر الحلبي (ابن عديم): ١١١/ نشر الدهّان/ دمشق/ ١٣٧٠هـ.
(٥٥) انظر: الكامل في التاريخ/ عليّ بن أبي الكرم (ابن الأثير) ٧: ٢٢١.
(٥٦) انظر: دولت حمدانيان/ فيصل سامر: ٢٣٨/ ترجمه إلى الفارسية: علي رضا ذكاوتي قراكزلو.
(٥٧) انظر: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة/ ابو المحاسن ابن تغري بردي ٤: ٣٣٤.
(٥٨) انظر: الكامل في التاريخ/ عليّ بن أبي الكرم (ابن الأثير) ٩: ٩٤.
(٥٩) انظر: أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم/ محمّد بن أحمد المقدسي ٢: ٥١٨/ مكتبة مدبولي/ مصر/ ١٤١١هـ.
(٦٠) انظر: تاريخ طبرستان/ محمّد بن الحسن (ابن اسفنديار) (مصدر فارسي): ٢٢٨.
(٦١) انظر: تاريخ فخري/ محمّد بن عليّ (ابن الطقطقي): ٣٧٨.
(٦٢) انظر: الكامل في التاريخ/ عليّ بن أبي الكرم (ابن الأثير) ٧: ٢٣٠.
(٦٣) انظر: المصدر أعلاه: ١١٦.
(٦٤) انظر: المصدر اعلاه: ٣٦٤.
(٦٥) انظر: المصدر أعلاه: ٤٦٩.
(٦٦) انظر: المصدر أعلاه: ١٣٥.
(٦٧) انظر: سير أعلام النبلاء/ شمس الدين محمّد بن أحمد الذهبي ٤: ٢٧٧.
(٦٨) انظر: تكملة تاريخ الطبري/ محمّد بن عبد الملك الهمداني: ٣٦٦.
(٦٩) انظر: الكامل في التاريخ/ عليّ بن أبي الكرم (ابن الأثير) ٧: ١٨٥.
(٧٠) انظر: المصدر أعلاه: ٢٥٨.
(٧١) انظر: تجارب الأُمم وتعاقب الهمم/ أحمد بن محمّد بن يعقوب الرازي (ابن مسكويه) ٦: ١٦٠.
(٧٢) انظر: المنتظم في تاريخ الأُمم والملوك/ عبد الرحمن بن عليِّ بن محمّد (ابن الجوزي) ١٤: ٢٥٢.
(٧٣) انظر: المصدر أعلاه ١٤: ٢٨٩.
(٧٤) انظر: المصدر أعلاه ١٥: ٢٦٧.
(٧٥) انظر: تكملة تاريخ الطبري/ محمّد بن عبد الملك الهمداني: ٣٥٤.
(٧٦) انظر: أخبار الأئمَّة الزيدية/ ويلفرد مادلونغ: ١١٠/ مطبعة المتوسِّط/ بيروت/ ١٩٨٧م.
(٧٧) انظر: تشيُّع وتصوُّف (التشيُّع والتصوُّف)/ مصطفى كامل الشيبي: ٤١ و٤٢/ ترجمه إلى الفارسية: عليّ رضا زكاوتي قراكزلو/ أمير كبير/ طهران/ ١٣٧٤ش.
(٧٨) انظر: المنتظم في تاريخ الأُمم والملوك/ عبد الرحمن بن عليِّ بن محمّد (ابن الجوزي) ١٤: ١٤٠.
(٧٩) انظر: المصدر أعلاه ١٥: ١٩٥ و١٩٦.
(٨٠) انظر: الكيسانية في التاريخ والأدب/ وداد القاضي/ دار الثقافة/ الطبعة الأُولى/ بيروت/ ١٩٧٤م.
(٨١) انظر: جريان شناسي غلو در كوفة تا نيمه قرن دوم هجري/ مجيد أحمدي كجائي (مصدر فارسي): ١٢٢/ دانشگاه باقر العلوم/ قم/ ١٣٩٠ش.
(٨٢) انظر: الاختصاص/ محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد: ٢٩٨/ المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد/ قم/ ١٤١٣هـ.
(٨٣) انظر: تاريخ الأُمم والملوك/ محمّد بن جرير الطبري ٤: ٢٠٤.
(٨٤) انظر: تاريخ ابن خلدون/ عبد الرحمن بن محمّد (ابن خلدون) ٤: ٢٠٠.
(٨٥) انظر: تاريخ الأُمم والملوك/ محمّد بن جرير الطبري ٩: ٢٦٩.
(٨٦) انظر: المصدر أعلاه: ٢٧٩.
(٨٧) انظر: المصدر أعلاه: ٢٧١.
(٨٨) انظر: المصدر أعلاه: ٣٤٦.
(٨٩) انظر: المصدر أعلاه: ٥٩٨.
(٩٠) انظر: تاريخ وعقايد اسماعيليه/ فرهاد دفتري: ١٦٩ - ٢٢٠/ ترجمه إلى الفارسية: فريدون بدره اي/ نشر فروزان/ طهران/ ١٣٧٥ش.
(٩١) انظر: الغيبة للحجَّة/ محمّد بن الحسن الطوسي: ٦١٠/ ترجه إلى الفارسية وحقَّقه: مجتبى عزيزي/ مسجد جمكران/ قم/ ١٣٨٧ش.
(٩٢) انظر: فِرَق الشيعة/ الحسن بن موسى النوبختي: ١٣٩.
(٩٣) انظر: الغيبة للحجَّة/ محمّد بن الحسن الطوسي: ٤١٧.
(٩٤) انظر: المصدر أعلاه: ٧٠.
(٩٥) انظر: كتاب الغيبة/ أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن جعفر الكاتب النعماني: ٨/ ترجمه إلى الفارسية: محمّد فربودي/ انتشارات انتخاب أوَّل/ الطبعة الأُولى/ قم/ ١٣٩٠ش.
(٩٦) انظر: كمال الدين وتمام النعمة/ محمّد بن عليِّ بن حسين بن بابويه (الشيخ الصدوق): ٤/ ترجمه إلى الفارسية: منوچهر بهلوان/ مسجد جمكران/ قم/ ١٣٨٨ش.
(٩٧) انظر: تاريخ طبرستان/ محمّد بن الحسن (ابن اسفنديار) (مصدر فارسي): ٢٥١.
(٩٨) انظر: تاريخ رويان أولياء الله آملي (مصدر فارسي): ٧٩/ تصحيح: عبّاس خليلي/ طهران/ ١٣٨٣ش.
(٩٩) انظر: المصدر أعلاه: ١٣٧.
(١٠٠) انظر: المصدر أعلاه: ١٤٤.
(١٠١) انظر: الكامل في التاريخ/ عليّ بن أبي الكرم (ابن الأثير) ٧: ٣٠٩.
(١٠٢) انظر: المصدر أعلاه: ٣٢٦.
(١٠٣) انظر: تاريخ ابن خلدون/ عبد الرحمن بن محمّد (ابن خلدون) ٤: ١٥.
(١٠٤) انظر: تاريخ جهانگشای جويني/ عطاء الملك الجويني (مصدر فارسي) ٣: ٢٣٨/ إعداد وتصحيح: محمّد عبد الوهّاب القزويني/ نشر أرغوان/ طهران/ ١٣٧٠ش.
(١٠٥) انظر: تاريخ وعقايد اسماعيليه/ فرهاد دفتري: ١٦٩ - ٢٢٠.
(١٠٦) انظر: نهاية الأرب في فنون الأدب/ النوبري، شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري: ٤٧٦/ دار الكتب القومية/ ط ١/ القاهرة/ ١٤٣٣هـ.
(١٠٧) انظر: تاريخ الأُمم والملوك/ محمّد بن جرير الطبري ٨: ٣٢٥.
(١٠٨) انظر: دولت حمدانيان/ فيصل سامر: ١٥٠/ ترجمه إلى الفارسية: علي رضا ذكاوتي قراكزلو.
(١٠٩) انظر: المصدر أعلاه: ٢٢٢.
(١١٠) انظر: المصدر أعلاه: ٢٢٣.
(١١١) انظر: المصدر أعلاه: ٢٢٤.
(١١٢) انظر: تجارب الأُمم وتعاقب الهمم/ أحمد بن محمّد بن يعقوب الرازي (ابن مسكويه) ٢: ٧٨.

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016