متى يحين موعد ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)
الشيخ عادل الحريري
وللإجابة عن هذا السؤال نطرح تساؤلين ونجيب عليهما:
السؤال الأول: هل لظهوره (عجّل الله فرجه) وقت محدد مؤرخ نعرفه نحن؟
السؤال الثاني: هل هناك علامات وأمور تدل على قرب ظهوره (عجّل الله فرجه)؟
أما الإجابة عن السؤال الأول فنقول:
إن لظهور المهدي (عجّل الله فرجه) وقت محدد لا نعلمه نحن وكل الروايات التي وردت في هذا الموضوع أكدت على كذب من يحدد وقتا تاريخياً معيناً.
وأما الإجابة على السؤال الثاني فإنه قد وردت روايات كثيرة تشير إلى بعض العلامات التي تسبق الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وتشير إلى بعض آخر تظهر مع الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
ويمكن تقسيم كل هذه العلامات إلى قسمين:
القسم الأول: العلامات العامة، والتي تشير إلى الانحرافات التي تنتشر في الأوساط الإسلامية وغيرها، وتتلوث بها المجتمعات البشرية، وهذه العلامات تكون قبل ظهور المهدي (عجّل الله فرجه) بفترةٍ زمنية وربما تكون قبل ظهور المهدي (عجّل الله فرجه) بسنوات طويلة فسي ليست ملازمة مباشرةً لظهوره (عجّل الله فرجه) ونذكر هنا بعض الروايات التي تشير إلى ذلك.
جاء في حديث قُرّة بن أياس المزني بسنده عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): لتملأن الأرض جوراً وظلماً، فإذا ملأت ظلماً وجوراً، بعث الله (عزّ وجل) رجلاً مني، اسمه اسمي.
وهذه الحالة - الجور والظلم- لا يمكن أن تكون إلّا عبر فترةٍ زمنية طويلةٍ حيث يتمكن الظلمة من السيطرة على العروش فيفسدون المجتمعات ويمنعون إعلان الإيمان ويقلبون المجتمع الإسلامي رأساً على عقب وساعتئذٍ يمكن أن نقول ملئت بالجور والظلم لكل الأرض.
يقول الحاكم: عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض جوراً وعدواناً، ثم يخرج رجل من أهل بيتي، يملئها قسطاً وعدلاً كما ملأت ظلماً وعدواناً.
وجاء في عقد الدرر وقد أخرج بسنده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) انه قال: لا يخرج المهدي حتى يقتل ثلث، ويموت ثلث، ويبقى ثلث. [عقد الدرر حديث ١٠١ الباب أربعين]، وقد أخرجه المقري في سننه والحافظ نعيم بن حماد في كتاب الفتن واخرجه العرف الوردي ج٢ ص٦٨ وأخرجه كنز العمال ج٧ ص٢٦٨ مع اخلاف يسير في اللفظ.
وجاء في عقد الدرر حيث أخرج بسنده عن أبي عبد الله الحسين بن علي (عليه السلام) قال: لا يكون الأمر الذي تنتظرونه - يعني ظهور المهدي (عجّل الله فرجه) - حتى يبرأ بعضكم من بعض، ويشهد بعضكم على بعض، ويلعن بعضكم بعضاً.
فقلت: أفي ذلك الزمان من خير؟
فقال (عليه السلام): الخير كله في ذلك الزمان، يخرج المهدي فيرفع ذلك. [عقد الدرر حديث ١٠٣ الباب الرابع].
وعن إسعاف الراغبين قال: وفي الفتوحات لمحي الدين: أن ظهور المهدي (عليه السلام) بعد أن يخسف القمر في أول ليلةٍ من شهر رمضان وتنكسف الشمس في النصف منه، فإن مثل ذلك لم يوجد منذ خلق الله السموات والأرض.
ونلاحظ أن هذه المسألة إعجازية لعدم إمكان ذلك فلكياً إذ المعتمد والجاري حسب تنظيم الله تعالى عكس ذلك تماماً.
وفي بعض الروايات علاماتٍ أخرى حصل بعضها ولم يحصل البعض الأخر ونذكرها إجمالاً: إذا أمات الناس الصلاة، وأضاعوا الأمانة، واستحلوا الكذب، وأكلوا الربا، وأخذوا الرشا، وباعوا الدين بالدنيا واستعملوا السفهاء، وقطعوا الأرحام، واتبعوا الأهواء، واستخفوا بالدماء،... ومنها: نزول الترك الجزيرة، ونزول الروم الرملة، نار تظهر بالمشرق طولاً وتبقى في الجو ثلاثة أيام أو سبعة أيام (هذا الترديد إلى الشك من الراوي)، وقتل مصر أميرهم وخراب الشام، وموت ذريع، ونقص في الأموال والأنفس والثمرات، واختلاف صنفين من العجم (كل ما هو غير عربي) وسفك دماء كثيرة بينهم وتشبه النساء بالرجال والرجال بالنساء، واكتفاء النساء بالنساء والرجال بالرجال.
وغير ذلك في العلامات العامة التي حصل قسم منها.
أما القسم الثاني وهي العلامات التي تظهر في سنة خروج المهدي (عجّل الله فرجه) أو في أيام خروجه ونستطيع القول بأن هذه العلامات حتمية الوقوع لكثرة الروايات المؤكدة لذلك وهي خمسة علامات: السفياني، اليماني، النداء، خسف في البيداء، قتل النفس الزكية.
عن عقد الدرر عن أبي عبد الله الحسين بن علي (عليه السلام) أنه قال: للمهدي (أي لخروجه) خمس علامات: السفياني، واليماني، والصيحة من السماء، والخسف في البيداء، وقتل النفس الزكية. [عقد الدرر حديث ١٥٧ من الفصل الثالث].