الصفحة الرئيسية » البحوث والمقالات المهدوية » (٥٢٦) يوم ولادة الإمام (عجّل الله فرجه) يوم المستضعفين
 البحوث والمقالات المهدوية

المقالات (٥٢٦) يوم ولادة الإمام (عجّل الله فرجه) يوم المستضعفين

القسم القسم: البحوث والمقالات المهدوية الشخص الكاتب: الشيخ حبيب الكاظمي تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠١٤/٠٤/٠٧ المشاهدات المشاهدات: ٤١٠٠ التعليقات التعليقات: ٠

يوم ولادة الإمام (عجّل الله فرجه) يوم المستضعفين

الشيخ حبيب الكاظمي

إقامة الذكريات هي حالة أمميّة متعارفة لدى العقلاء وذلك عندما يفرحون بأمر، فإنّهم يترجمون هذا الأمر من خلال نصب تذكاري يقيمونه مثلاً، أو من خلال يوم يخصص للاحتفال بهذا الأمر، وهذا أمر شائع في عرف الدول، كيوم الأرض، أو يوم الزرع، أو يوم الصحة، وتحيى هذه المفاهيم من خلال التركيز على شعاراتها.
والقرآن الكريم قد ذكر هذه النقطة عندما طلب الحواريون من عيسى بن مريم (عليه السلام) كما يقول القرآن الكريم ﴿رَبَّنا أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَكُونُ لَنا عيداً لِأَوَّلِنا وَآخِرِنا﴾، فنزول المائدة هبة إلهيّة وتفضّل إلهيّ مناسب لأنْ يحيي هذه الذكرى، ذكرى التفضّل الإلهي من خلاله، كإنزال المن والسلوى مثلاً، وكذلك رب العالمين أراد منّا أنْ نعبده فجعل لعبادته عناصر ماديّة كالكعبة، والحجر الأسود، وهي حجارة، فالإسلام أراد من خلال هذه المذكرات المادية أنْ يربطنا بالمفاهيم التوحيدية والأعياد الشرعية.
إنّ المفاهيم المعنوية في الإسلام مجسّدة من خلال تعظيمات بعض الأيام، فيوم الفطر المبارك يحتفل به المسلمون لانتصارهم على الذات والهوى وما شابه ذلك، وكذلك الحال في عيد الأضحى، وكذلك الجمعة، ولخصوص الموالين ذكرى الغدير، إذ يحيون في ذلك اليوم مفهوم الولاية.
إذن القضية عقلائية عقلية أمميّة، والإسلام ما جاء لينفي الاتّفاقات الاجتماعية والموروثات التي لا تصطدم مع قاعدة مسلّم بها، وكما قلنا فالإسلام قد ربط بين المفاهيم وبين هذه الأيّام، وذكّر الناس بأيّام الله.
إنّ إقامة الذكريات وإنْ ظهر كأنّ المراد منها هو التقديس الشخصي، كما في حالة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، إذ ولد في النصف من شعبان، حيث نقدّس هذه الذكرى لشخصه ولذاته ولكونه ابن الإمام العسكري (عليه السلام) مثلاً، والحال إنّ إقامة مناسبة النصف من شعبان هي إقامة للمفاهيم المهدوية ومنها الانتظار، ومنها الإحساس بالقيادة العالمية للإمام (عجّل الله فرجه) ومنها الإحساس بختام البشرية، هذا الختام المقترن بنصرة الحق، وثمّة فرق بين أمّة لا تعلم مستقبلها، أمّة تعيش الغموض في المستقبل، وبين أمّة تعرف ماضيها وحاضرها وما يؤول إليه مستقبلها كالمسلمين، فالكل منهم يفهم ومتّفق على أنّ الإمام (عجّل الله فرجه) من ضروريات الدين، وإنّ ختام المسيرة البشرية متوّج بظهوره (عجّل الله فرجه).
لقد أطلق البعض على ذلك اليوم تسمية يوم المستضعفين، وهو إطلاق صحيح، لأنّ الإمام (عجّل الله فرجه) ليس هدفه تخليص المسلم فحسب، وإنّما تخليص البشرية باجمعها من الظلم، ومن هنا فنحن نعتقد بأنّ هذا المدّ المستمر للظلم العالمي هو في الواقع من موجبات بعث الأمل في النفوس المستضعفة لمن يخلّصها، فإذا جاء الإمام (عجّل الله فرجه) وظهر في الحجاز ثم ذهب للعراق وأقام دولته النموذجية العادلة، فمن الطبيعي أنْ تنساق له الأرض، وهذا هو معنى التمكين في الأرض بمعناه الشامل أي لكل الكرة الأرضية، ومن هنا جاء الاحتفال بهذا اليوم ويعني بعثاً لروح الأمل في الأمّة، وخاصة هذه الأيام، حيث أنّ الأمّة تعيش حالة من حالات اليأس، وهي حالة صعبة جداً، واعتقد بأنّه لابدّ أنْ نضاعف الاهتمام في كل سنة بإحياء ذكرى النصف من شعبان، لإحياء هذا الأمل في نفوس الأمّة أو المستضعفين.
إنّه (عجّل الله فرجه) له موقع متميز من بين أئمة أهل البيت (عليهم السلام) كلهم، وهو يحمل هموماً عظمى وعلى طول التاريخ، وهو كجدّه النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلم) الذي كان يتألم من أنين عمه العباس بعد معركة بدر، فهؤلاء مظهر أسماء الله الحسنى، الودود الرؤوف الرحمن الرحيم، وإمامنا الحجّة (عجّل الله فرجه) من موجبات تميّزه بين أئمة أهل البيت (عليهم السلام) أنّه يحيي آمال الأنبياء (عليهم السلام)، فالأنبياء (عليهم السلام) كانوا يدعون للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) لعلمهم بأنّ جهودهم سوف تسدّد في ختام البشرية على يد خاتم الأوصياء وهو الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016