المكان الذي يخرج منه الإمام، وموضع منبره ومصلاّه (عجّل الله فرجه)
آية الله الشيخ لطف الله الصافي الكلبايكاني
تناولت الكتب الحديثية بالدراسة، مسألة ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
والمكان الذي يظهر فيه صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه) كذلك مكان منبره ومصلاّه، ومن تلك الكتب:
(الغيبة) للفضل بن شاذان:
حدَّثنا الحسن بن محبوب عن علىّ بن رئاب، قال: حدَّثنا أبو عبد الله (عليه السلام) حديثاً طويلاً عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنَّه قال في آخره: ثمَّ يقع التدابر في الاختلاف بين أمراء العرب والعجم فما يزالون يختلفون إلى أنْ يصير الأمر إلى رجل من ولد أبي سفيان... إلى أنْ قال (عليه السلام): ثمَّ يظهر أمير الأمرة، وقاتل الكفرة، السلطان المأمول، الذي تحيّر في غيبته العقول، وهو التاسع من ولدك يا حسين يظهر بين الركنين، يظهر على الثقلين، ولا يترك في الأرض الأدنين، طوبى للمؤمنين الذين أدركوا زمانه، ولحقوا أوانه، وشهدوا أيّامه، ولاقوا أقوامه.
الغيبة أيضاً: حدَّثنا صفوان بن يحيى (رضي الله عنه) قال: حدَّثنا محمّد بن حمران، قال: قال الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السلام): إنّ القائم منّا منصور بالرعب، مؤيّد بالنصر، تطوى له الأرض، وتظهر له الكنوز كلها، ويظهر الله تعالى به دينه على الدين كله ولو كره المشركون، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب، فلا يبقى في الأرض خراب إلّا عمر، وينزل روح الله عيسى بن مريم (عليهما السلام) فيصلّي خلفه.
قال ابن حمران: قيل له: يا ابن رسول الله! متى يخرج قائمكم؟ قال (عليه السلام): إذا تشبّه الرجال بالنساء، والنساء بالرجال، واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء، وركب ذوات الفروج السروج، وقبلت شهادة الزور، وردت شهادة العدول، واستخفّ الناس بالدماء، وارتكاب الزنا، وأكل الربا، والرشا، واستيلاء الأشرار على الأبرار، وخروج السفياني من الشام، واليماني من اليمن، وخسف بالبيداء، وقتل غلام من آل محمد بين الركن والمقام، اسمه محمد بن محمد، ولقبه النفس الزكية، وجاءت صيحة من السماء بأنّ الحق في علي وشيعته، فعند ذلك خروج قائمنا، فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة، واجتمع عنده ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، أوّل ما ينطق به هذه الآية: ﴿بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾، ثم يقول: أنا بقية الله وحجته وخليفته عليكم، فلا يسلّم عليه مسلم إلّا قال: السلام عليك يا بقية الله في أرضه، فإذا اجتمع العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج من مكة، فلا يبقى في الأرض معبود دون الله (عزَّ وجل) من صنم ووثن وغيره إلّا وقعت فيه نار فاحترق، وذلك بعد غيبة طويلة.
وفي التهذيب: وعنه (يعني: محمد بن أحمد بن داود) قال: (حدثنا محمد بن همام عن محمد بن محمد بن رباح قال: حدثنا عمي أبو القاسم علي بن محمد، قال: حدثني عبيد الله بن أحمد بن خالد التميمي، قال: حدثني الحسن بن علي الخزّاز، عن خاله يعقوب بن إلياس، عن مبارك الخبّاز قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): أسرجوا البغل والحمار في وقت ما قدم وهو في الحيرة قال: فركب وركبت حتى دخل الجوف، ثم نزل فصلى ركعتين، ثم تقدم قليلا آخر فصلّى ركعتين، ثم تقدّم قليلاً آخر فصلّى ركعتين، ثم ركب ورجع فقلت له: جعلت فداك ما الأوليتين والثانيتين والثالثتين؟ قال: الركعتين الأوليتين موضع قبر أمير المؤمنين (عليه السلام)، والركعتين الثانيتين موضع رأس الحسين (عليه السلام)، والركعتين الثالثتين موضع منبر القائم (عليه السلام).
من لا يحضره الفقيه: في حديث رواه الأصبغ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في فضل مسجد الكوفة قال (عليه السلام): وليأتينّ عليه زمان يكون مصلّى المهدي (عليه السلام) من ولدي.
غيبة النعماني: وقد جاء فيه أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثني علي بن الحسن التيملي، قال: حدثنا محمد وأحمد ابنا الحسن، عن علي بن يعقوب الهاشمي، عن هارون بن مسلم، عن عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال: ينادي باسم القائم (عليه السلام) فيؤتي وهو خلف المقام فيقال له: قد نودي باسمك فما تنتظر؟ ثمَّ يؤخذ بيده فيبايع.
البيان في أخبار صاحب الزمان (عجّل الله فرجه) وفيه: أخبرنا شيخ الشيوخ عبد الله بن عمر بن حمويه وغيره بدمشق وأخبرنا الحافظ يوسف بن خليل في آخرين بحلب قالوا جميعاً أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي، وقال الحافظ يوسف أخبرنا القاضي أبو المكارم قال أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ أخبرنا أبو محمّد بن حيّان حدَّثنا الحسين بن أحمد المالكي حدَّثنا عبد الوهاب بن الضحّاك حدَّثنا إسماعيل بن عيّاش عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير عن كثير بن مرّة عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) يخرج المهدي من قرية يقال لها كرعة.
البيان: هذا حديث حسن رزقناه عالياً أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في عواليه كما سقناه، ورواه أبو نعيم في مناقب المهدي (عجّل الله فرجه).
كامل الزيارات وفيه: حدّثني أبي ومحمّد بن الحسن جميعاً، عن الحسن بن متيل، عن سهل بن زياد، عن إبراهيم بن عقبة، عن الحسن الخزّاز الوشاء، عن أبي الفرج، عن أبان بن تغلب، قال: كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) فمرَّ بظهر الكوفة فنزل، وصلّى ركعتين ثمَّ تقدّم قليلاً فصلّى ركعتين ثمَّ صار قليلاً فنزل فصلّى ركعتين ثمَّ قال: هذا موضع قبر أمير المؤمنين، قلت جعلت فداك فما الموضعين الذين صلّيت فيهما؟ قال: موضع رأس الحسين (عليه السلام)، وموضع منبر القائم (عليه السلام).