الأدلّة على ولادة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)
محمد أمين نجف
ماذا أقول لشخص يسألني: ما دليلكم على أنّ المهدي (عجّل الله فرجه) مولود وحيّ؟
أقول: إنّ ولادة أيّ إنسان في هذا الوجود تثبت بإقرار أبويه، وشهادة القابلة، وإنْ لم يره أحد قطّ غيرهم، فكيف لو شهد المئات برؤيته، واعترف المؤرّخون بولادته، وصرّح علماء الأنساب بنسبه.
وظهر على يديه ما عرفه المقرّبون إليه، وصدرت منه وصايا وتعليمات، ونصائح وإرشادات، ورسائل وتوجيهات، وأدعية وصلوات، وأقوال مشهورة، وكلمات مأثورة، وكان وكلاؤه معروفين، وسفراؤه معلومين، وأنصاره في كلّ عصر وجيل بالملايين، وللوقوف على ما ندّعيه عليكم بمراجعة كتاب (المهدي المنتظر في الفكر الإسلامي)، وكتاب (المسائل العشر)، حيث تطرّق الأول إلى المواضيع التالية:
١ - إخبار الإمام العسكري بولادة ابنه المهدي (عليهما لسلام).
٢ - شهادة القابلة بولادة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
٣ - مَن شهد برؤية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) من أصحاب الأئمة (عليهم السلام) وغيرهم.
٤ - شهادة وكلاء الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، ومَن وقف على معجزاته برؤيته.
٥ - شهادة الخدم والجواري والإماء برؤية المهدي (عجّل الله فرجه).
٦ - تصرّف السلطة دليل على ولادة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
٧ - اعتراف علماء الأنساب بولادة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
٨ - اعتراف علماء أهل السنّة بولادة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
٩ - اعتراف أهل السنة بأنّ الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) هو ابن العسكري (عليه السلام).
وإذا أردت أن تقف على عقيدة السنة والشيعة في مسألة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) فعليك أن ترجع إلى الكتب التالية لمحقّقي السنة ومحدّثيهم:
١ - (صفة المهدي) للحافظ أبي نعيم الأصفهاني.
٢ - (البيان في أخبار صاحب الزمان) للكنجي الشافعي.
٣ - (البرهان في علامات مهدي آخر الزمان) للمتّقي الهندي.
٤ - (العرف الوردي في أخبار المهدي) للحافظ السيوطي.
٥ - (القول المختصر في علامات المهدي المنتظر) لابن حجر الهيتمي.
٦ - (عقد الدرر في أخبار الإمام المنتظر) للشيخ جمال الدين الدمشقي.
وإذا أردت التفصيل، فراجع (منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر) للشيخ الصافي الكلبايكاني.
ومن خلال هذا تعرف الأدلة الوافية على أنّه (عجّل الله فرجه) حيّ يُرزق، وما يستلزمه من طول عمره (عجّل الله فرجه) فمسألته محلولة.
والخلاصة: أنّ الشيعة - ولاستنادهم على جملة واسعة من الروايات، والأدلة الصحيحة - يذهبون إلى أنّه (عجّل الله فرجه) ولد في سامراء عام ٢٥٥هـ، وغاب بأمر الله سبحانه سنة وفاة والده الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) عام ٢٦٠هـ، وهو يحيى حياة طبيعية كسائر الناس، وأنّ الناس يرونه ولا يعرفونه، وسوف يظهره الله سبحانه ليحقّق عدله.
وقد اعترف علماء كثيرون من أهل السنّة بولادة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، فراجع كتاب (دفاع عن الكافي) للسيّد ثامر العميدي، فقد ذكر فيه مئة وثمانية وعشرين شخصاً من أهل السنّة، من الذين اعترفوا بولادة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، مع ترتيبهم بحسب القرون، ونحن نقتصر على ذكر بعضهم:
سهل بن عبد الله البخاري (ت ٣٤١ هـ)، محمد بن طلحة الشافعي (ت ٦٥٢ هـ)، سبط ابن الجوزي (ت ٦٥٤ هـ)، محمد بن يوسف الكنجي الشافعي (ت ٦٥٨ هـ)، ابن خلكان (ت ٦٨١ هـ)، عزيز بن محمد النسفي الصوفي (ت ٦٨٦ هـ) في رسالته، كما في (ينابيع المودّة)، إسماعيل بن علي أبو الفداء (ت ٧٣٢ هـ)، محمد الذهبي (ت ٧٤٨ هـ)، خليل الصفدي (ت ٧٦٤ هـ)، عبد الله بن علي اليافعي (ت ٧٦٨ هـ)، ابن الصبّاغ المالكي (ت ٨٥٥ هـ)، محمد بن طولون الحنفي (ت ٩٥٣ هـ)، حسين الديار بكري القاضي (ت ٩٦٦ هـ)، عبد الوهّاب الشعراني الشافعي (ت ٩٧٣ هـ)، أحمد بن حجر الهيتمي الشافعي (ت ٩٧٤ هـ)، ابن عماد الدمشقي الحنبلي (ت ١٠٨٩ هـ)، محمد بن علي الصبّان الشافعي (ت ١٢٠٦ هـ).
إذن إنّ المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه) هو الإمام محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي السجاد بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام).
وُلد (عجّل الله فرجه) يوم الخامس عشر من شهر شعبان ٢٥٥هـ في مدينة سامراء، ثمّ لأسباب خاصة غاب (عجّل الله فرجه) عن الأنظار إلى أن يأذن له المولى تعالى بالظهور، ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما مُلئت ظلماً وجوراً.
وهو (عجّل الله فرجه) معصوم عن الخطأ والمعصية و... كما دلّت عليه أدلة عصمة الأئمة (عليهم السلام).