دور الأسرة في التمهيد للإمام المهدي (عجّل الله فرجه)
الشيخ حسين عبد الرضا الأسدي
تناقل علماء الاجتماع كلمة رفعوها شعاراً لبدء سعادة المجتمع، هي (إنّ سعادة المجتمع تبدأ من سعادة الأسرة). فإنّ الأسرة هي نواة المجتمع، وكلّما تماسكت الأسرة كلّما كان المجتمع أقرب إلى التماسك والسعادة.
وهذه حقيقة واقعية لا ينكرها إلّا مكابر. فالفرد إذا نشأ في أسرة متديّنة متعلمة مثقفة، فهو لن يخرج عن إطارها العام إلّا إذا كان شاذاً عن الطبيعة الإنسانية.
ولذلك، فالقرآن الكريم يشير إلى هذه الحقيقة عندما يذكر الأنبياء، حيث يقول ﴿ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ﴾ في إشارة منه إلى دور الأسرة في صقل الفرد وإنمائه في الطريق الأقوم.
ومن هنا، ينبغي لكل مجتمع أو دولة أو أُمّة إذا ما أرادت السعادة أنْ تعتني بالأسرة وتنمّي دورها، حتى ينشأ الجيل وفق المبادئ المطلوبة فيها.
والأُمّة الإسلامية، حيث تنتظر قدوم الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) يجب عليها ذلك الأمر أيضاً، خصوصاً فيما يتعلق بقضية التمهيد للظهور المبارك، وحتى تكتمل الصورة أشير إلى النقاط التالية:
١- إنّ على الأسرة اليوم أنْ تربّي أبناءها على حبّ الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، فعلى الأب أنْ يرفد البيت بما يحتاجه من كتب ومجلات وصوتيات ومرئيات تنمي العقيدة المهدوية. وعلى الأُم أنْ تستغل أوقاتها في زرع الثقافة المهدوية في أولادها.
٢- وحيث أنّ الأطفال يميلون إلى الترفيه أكثر من الانضباط، ينبغي على الأب والأم أنْ يتفننوا في طرح القضية المهدوية. من خلال إقامة المسابقات، وتقديم الجوائز والحوافز إزاء حفظ معلومة مهدوية أو قراءة كتاب في نفس الصدد.
٣- وعلى الأب والأم أنْ يراقبوا الإعلام داخل البيت، ويضبطوه على ما ينفع الأولاد ولا يضر بعقيدتهم، فإنّ للإعلام طرقاً مشوقة ومنمقة في عرض ما يريد. فينبغي الحذر من سمومه المذابة بالعسل.
٤- وبعد هذا سنفهم تأكيد بعض الروايات على دور المرأة في دولة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، ففي الوقت الذي تذكر الرواية أنّ المجتمع سيؤتى الحكمة. تؤكّد على دور المرأة في ذلك المجتمع، وأنّها ستكون عالمة بالقرآن والسنّة، تحكم فيهما في بيتها.
وذكر هذا الدور للمرأة عقيب ذكر إتيان الحكمة للمجتمع يشير إلى أنّ لها وللأسرة دوراً مهماً في وصول المجتمع إلى تلك المرحلة، مرحلة الحكمة.
جاء في (بحار الأنوار) أنّ أبا جعفر (عليه السلام) قال: وتؤتون الحكمة في زمانه، حتى أنّ المرأة لتقضي في بيتها بكتاب الله تعالى. وسنّة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم).