خطوات للنساء على طريق نصرة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)
نور مهدي كاظم الساعدي
إنَّ المرحلة التي يمر بها الإسلام الآن تمثل أخطر المراحل التي مرت بحياة هذا الدين الكريم، حيث أصبح أعداؤه يصرحون علانية بعدائهم له في وسط بلاد الإسلام وبين المسلمين، بل وفي الحواضر الإسلامية دون حياء أو خشية، وهذا يكشف عن أمرين كلاهما في غاية السوء:
الأول: هو العتو والاستهتار والتجبر الذي وصل إليه أعداء الإسلام.
والثاني: هو الهوان والذل والانكسار الذي وصل إليه واقع المسلمين.
وعندما نؤشر لذلك فلا يعني هذا إسدال للستار على الإسلام وإنهاء صورته - لا سامح الله -، فلا ينبغي بث اليأس في النفوس، ولكننا نريد أن نعيش الصراحة في تقييم واقعنا المرير، وهذه الصراحة هي التي تبنّاها القرآن الكريم في كشف نقاط الضعف لغرض الوقوف عليها وتحويلها إلى نقاط إيجابية.
إنَّ الإغراءات الدنيوية والمطامع الدنيئة والتمنيات الهابطة استحوذت على نفوس أبناء المجتمع، وقد طوقته من كل جهة فاختارها تاركاً الأهداف الجليلة والقيم العالية والآخرة العزيزة، وهذا هو استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير.
ولما كانت المرأة تمثل نصف المجتمع، بل أكثر من ذلك إذا - التفتت هي لدورها وقيمتها -، فهي أُم من جهة، وزوجة من جهة أخرى، وهي أخت وبنت ومؤازرة ومربية ولها عناوين كثيرة غير ذلك، وإن كل واحد من هذه العناوين له مساحة من التأثير العالي في الواقع ومسرى الأحداث، لذا فإن الخطاب في المجتمع النسوي الواعي وبما يقتضيه هذا الظرف الحرج حتى تتلاحم الصفوف وتتوحد الطاقات من أجل نصرة الحق وأهله وتحقيق الفتح الأكبر بقيادة صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه) يتلخص بمجموعة نقاط هي:
١ - المزيد من الوعي والالتفات لإدراك خطر المرحلة الراهنة وما تخطط له قوى الاستكبار العالمي التي لم تكتف بالسيطرة الجزئية، بل تريد إحكام السيطرة على تسمية أولادنا وطريقة عيشنا في بيوتنا. وهذا يقتضي النظر الدقيق والترقب والتوثب لكل مشروع وخطة تطرح في المقام لاكتشاف حقيقتها والأهداف التي تنطوي عليها والنوايا المبيتة حتى لا نعثر بحجر مرتين ولا نلدغ من نفس الجحر الذي لدغنا منه.
٢ - الدعوة المكثفة للاستخفاف بالدنيا وترك الملذات الدنيوية والإقبال على الآخرة العامرة الأبدية من أجل إشاعة روح التضحية في الأُمة والبذل لأجلها طلباً لمرضاة الله تعالى، وأن دور المرأة في بعث الهمم وطرح الفكر الإرشادي في الواقع له الأثر البالغ على النساء والرجال، فما أعظم أن تكون المرأة هي الداعية إلى التضحية من أجل الحق وأهله، مقتديةً بزينب الكبرى (عليها السلام) والصالحات من سلفها وخلفها.
٣ - بث روح المودة والإخاء بين صفوف المجتمع وتجاوز الخلافات الجزئية التي تعيق التحام الكثير من العوائل، كذلك الدعوة المكثفة إلى التصالح والتراحم بين المتخاصمين.
٤ - العمل على إشاعة العفاف والحجاب الواعي والسلوك الطاهر الذي ينتج عنه إبعاد مصادر الإغراء التي تستهلك طاقات المجتمع وتجعله يدور في فلك الرذيلة، لأن العفاف والحياء يبعث القوة والاقتدار والشموخ في نفس المرأة مما يجعلها عنصر قوة وليس عنصر ضعف في صفوف المجتمع.
٥ - الدعوة المكثفة إلى الزواج المبني على أُسس التقوى والبحث الجاد لتكوين عائلة متقية هدفها رضى الله، فإن المجتمع المتماسك القوي هو ما تكون روابطه مبنية على مبادئ سامية، وهذا لا يحصل إلّا بالترفع عن الطلبات الدنيوية التي لا مبرر لها أو التي تثقل كاهل المؤمنين وتعيق مشاريع الزواج ويلقى أكبر الدور في هذه الفقرة على الآباء والأُمهات في تسهيل الخطوات اللازمة لمثل هذا الزواج، فإن الزواج سد لأبواب الشيطان وإغلاق لمنافذ الفتنة وحفظ لطاقات المجتمع وإيجاد لمصادر قوة جديدة في المجتمع.
٦ - إعانة الأزواج المؤمنين الذين يحملون أهدافاً سامية من خلال التقليل من الطلبات غير الضرورية، بل تقليص حتى الضرورية قدر الإمكان وتهيئة الجو المناسب لهم لإتاحة الفرصة الضرورية من أجل أداء أعمالهم على أكمل وجه، فإن المرأة يمكن أن تحرف المؤمن الواعي عن خطه أو تكون عقبة كؤود في طريقه أو تشغل أغلب طاقاته في طلباتها ومشاكلها اليومية.
إنها لحظات تضحية، وكل مسؤول أن يؤدي ما يستطيع.
فتضحية المرأة المؤمنة بشيء من راحتها ورغباتها من أجل حماية الإسلام في هذه المرحلة الحرجة هو شعور عال بالمسؤولية ووقوف مشرف بوجه الأخطار، وعلى النساء الواعيات حث غيرهن على العلم أو العمل الصالح والالتفات إلى الخطر الذي يكاد يلف أُمة الإسلام.
فما أجمل أن يكون من شروط زواج المرأة أن يكون الزوج من العاملين على رفعة الإسلام والمدافعين عنه والمضحين لأجله.
وما أجمل أن تطالب المرأة الأُم والزوجة والبنت والأخت ذويها بالقيام بدورهم لنصرة الإسلام والدفاع عنه بدلاً من أن تطالبهم بالثياب والمتع الدنيوية الرخيصة.
وأخيراً أيتها المؤمنات نقول: هذه الجنة مزينة وفاتحة أبوابها للمطيعين العاملين في سبيل الله تعالى. فهل من مجيب؟