عدّه في الهداية والمناقب القديمة من القابه عليه السلام، وفيضه كما قال هو عليه السلام مثل الشمس فانها تصل إلى كل مكان، ويستفيد منها كل موجود، واما حين حضوره وظهوره عليه السلام فسوف ينبسط عدله ويعم، بحيث يرعى الذئب والغنم معاً.
روي في تفسير الشيخ فرات بن ابراهيم عن ابن عباس أنه قال ما يكون عند قيام القائم عليه السلام: ((حتى لا يبقى يهودي ولا نصراني ولا صاحب ملّة الاّ دخل في الاسلام حتى تأمنُ الشاة والذئب والبقرة والاسد والانسان والحية وحتى لا تقرض فأرة جراباً)).(١)
وروى الشيخ المقدم احمد بن محمد بن عياش في مقتضب الاثر بسنده عن عبد الله بن ربيعة المكي عن ابيه أنه قال: ((كنت مع من عمل مع ابن الزبير في الكعبة، وامر العمال ان يبلغوا في الأرض.
قال: فبلغنا صخراً امثال الابل، فوجدت على بعض تلك الصخور كتاباً موضوعاً... إلى ان يقول: فقرأت فيه: باسم الاول لا شيء قبله; لا تمنعوا الحكمة اهلها فتظلموهم، ولا تعطوها غير مستحقها فتظلموها)).
وهو طويل، وقد ذكرت فيه بعثة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وصفاته الحميدة واعماله الجميلة ومقرّه ومدفنه، وكذلك كل امام من الائمة الطاهرين عليهم السلام إلى أن يقول في حق الامام الحسن العسكري عليه السلام: يدفن في المدينة المحدثة، ثم المنتظر بعده اسمه اسم النبي صلى الله عليه وآله وسلّم يأمر بالعدل ويفعله وينهى عن المنكر ويجتنبه، يكشف الله به الظلم ويجلو به الشك والعمى، يرعى الذئب في ايامه مع الغنم، ويرضى عنه ساكن السماء والطير في الجو والحيتان في البحار.
ياله مِنْ عَبْد ما أكرمه على الله، طوبى لِمَن اطاعه، وويل لمن عصاه، طوبى لمن قاتل بين يديه فقَتَلَ أو قُتِلَ، أولئك عليهم صلوات من ربّهم ورحمة وأولئك هم المهتدون وأولئك هم الفائزون.(٢)
الهوامش:
(١) تفسير (تأويل الآيات الظاهرة) للسيد شرف الدين النجفي الاسترابادي: ج ٢، ص ٦٨٩ ـ وفي المحجة فيما نزل في القائم الحجة (للسيد هاشم البحراني): ص ٨٦ - ٨٧ ـ وفي (البرهان) للبحراني ايضاً: ج ٤، ص ٣٢٩.
وقد رووا الحديث عن (محمد بن العباس).
(٢)مقتضب الاثر في النص على الائمة الاثني عشر (تأليف احمد بن محمد بن عبيد الله بن عياش الجوهري المتوفى سنة ٤٠١ هـ): ص ١٢ ـ ١٤، ط ١٣٤٩ هـ قم.