ترديد أحمد بن الفضل في وكالة حسين بن روح قدس سره(*)
وبهذا الإسناد عن الصفواني قال وافى الحسن بن علي الوجناء النصيبي سنة سبع وثلاثمائة ومعه محمد بن الفضل الموصلي ، وكان رجلا شيعيا غير أنه ينكر وكالة أبي القاسم بن روح رضي الله عنه ويقول : إن هذه الأموال تخرج في غير حقوقها. فقال الحسن بن علي الوجناء لمحمد بن الفضل : يا ذا الرجل اتق الله فإن صحة وكالة أبي القاسم كصحة وكالة أبي جعفر محمد بن عثمان العمري ، وقد كانا نزلا ببغداد على الزاهر، وكنا حضرنا للسلام عليهما ، وكان قد حضر هناك شيخ لنا يقال له أبو الحسن بن ظفر وأبو القاسم بن الأزهر ، فطال الخطاب بين محمد بن الفضل وبين الحسن (بن علي ، فقال محمد بن الفضل للحسن) : من لي بصحة ما تقول وتثبت وكالة الحسين بن روح ؟ . فقال الحسن بن علي الوجناء : أبين لك ذلك بدليل يثبت في نفسك ، وكان مع محمد بن الفضل دفتر كبير فيه ورق طلحي مجلد بأسود فيه حسباناته، فتناول الدفتر الحسن وقطع منه نصف ورقة كان فيه بياض ، وقال لمحمد بن الفضل : أبروا لي قلما فبرى قلما واتفقا على شئ بينهما لم أقف أنا عليه واطلع عليه أبا الحسن بن ظفر وتناول الحسن بن علي الوجناء القلم ، وجعل يكتب ما اتفقا عليه في تلك الورقة بذلك القلم المبري بلا مداد ، ولا يؤثر فيه حتى ملا الورقة . ثم ختمه وأعطاه لشيخ كان مع محمد بن الفضل أسود يخدمه ، وأنفذ بها إلى أبي القاسم الحسين بن روح ومعنا ابن الوجناء لم يبرح ، وحضرت صلاة الظهر فصلينا هناك ، ورجع الرسول فقال : قال لي : إمض فإن الجواب يجئ ، وقدمت المائدة فنحن في الاكل إذ ورد الجواب في تلك الورقة مكتوب بمداد عن فصل فصل ، فلطم محمد بن الفضل وجهه ولم يتهنأ بطعامه ، وقال لابن الوجناء: قم معي، فقام معه حتى دخل على أبي القاسم بن روح رضي الله عنه وبقي يبكي ويقول : يا سيدي أقلني أقالك الله ، فقال أبو القاسم يغفر الله لنا ولك إن شاء الله(١).
الهوامش:
(*) موسوعة توقيعات الإمام المهدي عليه السلام لمحمد تقي أكبر نژاد
(١) الغيبة للطوسي ص ٣١٣_ فصل ٤.