الصفحة الرئيسية » البحوث والمقالات المهدوية » (١٣٢) كيفية الجمع بين إبقاء الأديان وتحكيم الإسلام
 البحوث والمقالات المهدوية

المقالات (١٣٢) كيفية الجمع بين إبقاء الأديان وتحكيم الإسلام

القسم القسم: البحوث والمقالات المهدوية الشخص الكاتب: السيد محمد الشوكي تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠١٣/٠٦/٠٣ المشاهدات المشاهدات: ٣٩٩٧ التعليقات التعليقات: ٠

كيفية الجمع بين إبقاء الأديان وتحكيم الإسلام

السيد محمد الشوكي

إن الروايات في موضوع موقف الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) مع أهل الأديان الأخرى طائفتان، فطائفة تقول بأن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) سيتعاون مع أهل الأديان الأخرى ‌وفق أديانهم، ويعني أنه يسمح ببقاء هذه الأديان، والطائفة الثانية تقول بأنه - أي الإمام (عجّل الله فرجه) - سيخيرهم بين الإسلام وبين السيف.
إذن فالأخبار متعارضة ‌فيما بينها بهذا الخصوص.
ويمكننا أن نرجح ما جاءت به الطائفة الأولى التي تقول بأن الإمام (عجّل الله فرجه) يبقيهم على أديانهم ومعتقداتهم لأن ذلك هو الأوفق لكتاب الله تبارك وتعالى، باعتبار أن الحكم الإسلامي والقاعدة‌ الإسلامية هي أن أهل الكتاب من يهود ونصارى يسمح لهم بالبقاء‌ على مذاهبهم وأديانهم في مقابل جزية وضريبة تدفع للدولة ‌الإسلامية مقابل الخدمات التي تقدمها لهم.
والذي أراه أن القضية خاضعة لنوع من المرحلية، وهي أن الإمام (عجّل الله فرجه) في البداية يدخل في حوار مع الناس، وخصوصاً مع النصارى، ويعاضده على ذلك نبي الله عيسى (عليه السلام)، ولعل ذلك هو المستفاد من أنه يقضي بين أهل التوراة بالتوراة وبين أهل الإنجيل بالإنجيل.
فالإمام (عجّل الله فرجه) يدخل في حوار - والحوار له مساحة كبيرة في حركته (عجّل الله فرجه)، ويكفيك أن الإمام (عجّل الله فرجه) يدخل في حوار حتى مع أعدائه كالسفياني مثلاً، فيقتنع السفياني بداية ويبايع ثم ينسحب، كما في بعض الأخبار عن الإمام (عجّل الله فرجه) - ولكنه وبعد أن يرجع إلى بطانته وحاشيته يحرضونه فينكث البيعة فيقاتله الإمام (عجّل الله فرجه).
فمنطق الحوار إذن هو منطق حاكم في قضية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، فالإمام سوف يدخل مع أهل الأديان الأخرى في حوارات، وسوف يدخل الكثير من أرباب وأصحاب هذه الديانات والمذاهب المتنوعة في الإسلام، وينضوون تحت لواء الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) طوعاً لا كرهاً، بل عن قناعة تامة، ‌فمن دخل سلماً أبقاه الإمام (عجّل الله فرجه) ومن لم يدخل السلم أقره الإمام (عجّل الله فرجه) بشروط، إلى أن يذوب في المجتمع الإسلامي بمعنى أنه ستأتي مرحلة من المراحل لا يبقى فيها إلّا الدين الخاتم وهو دين الله تبارك وتعالى، وهذا لا يعارض قضية وظهور الدين على الدين كله، بل يتفق معها.
ويعني ذلك أحقية الإسلام، أحقية الدين الإلهي الخالص وأن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) هو ممثل جميع الأنبياء السابقين وجميع الرسائل، وعندما تتضح هذه الحقيقة تدريجياً، فبطبيعة الحال فإن ذلك يعني أن لا يبقى على غير الإسلام إلّا الجاحد أو المعاند غير المسالم فكرياً والذي يتحجج أو يتستر بالقناع الفكري؟
إن روايات السيف التي وردت بهذا الخصوص، ربما يأخذ منها بعض الناس صورة أخرى، صورة تقول إن الإمام (عجّل الله فرجه) هو رجل سيف، وأنه رجل مغرم بالدماء، وجاء ليريق الدماء بلا حساب وهذه نظرة‌ خاطئة، فالقصد من ذكر السيف هنا هو التحذير لمن ناوأ، ووقف ضد المشروع المهدوي الذي هو المشروع العدل للعالم كله. فيراه اليهود والنصارى فيقتنعون به ويستجيبون لدعوة الإمام (عجّل الله فرجه)، وهذا لا يتنافى مع ظهور الإسلام، لأن الإسلام سوف يكون هو الحاكم، سوف يكون هو الظاهر في كل أرجاء الدنيا، والآخرون ينضوون تحت لوائه.
إن البعض يريد أن يفسر آية الظهور وفق هواه ويقول: الظهور هو ظهور الحجة والمنطق، لا الظهور المادي، وبذلك ينفي حكومة‌ الإمام (عجّل الله فرجه) وسلطان الإمام (عجّل الله فرجه) على العالم، ونحن نقول له: لا، فإن المقصود ليس هو ظهور الحجة والمنطق، فإنه أمر لا يحتاج إلى وعد، باعتبار أن الإسلام أول ما قام كان ظاهراً بحجته ومنطقه، فلا يحتاج أن يعد به الله (عزَّ وجلَّ)، فالوعد يتضمن شيئاً مستقبلياً، والظهور سوف يكون ظهوراً مادياً للإمام (عجّل الله فرجه) وظهوراً لفكره. وهذا يعني قيام الدولة المهدوية دولة قوية‌ فكرياً ‌ومحكمة أيضاً مادياً وعسكرياً‌ وسياسياً، وسيكون الكل منضوين تحت لواء هذه الدولة‌، وأنه في المرحلة اللاحقة سوف يقتنع الكثير منهم فيدخلون في دين الله أفواجاً، ومن يعاند الإمام (عجّل الله فرجه) فإن الإمام (عجّل الله فرجه) سوف يتعامل معه بمنزلة التعامل مع ‌الجراثيم التي قد تنخر جسد الأُمة وتعيق مشروع العدل الذي يريد تطبيقه بأمر الله تعالى في العالم.

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016