١_ استفتاءات الحميري عن الحجة عليه السلام (*) (١)
نسخة الدرج؛
مسائل محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري
بسم الله الرحمن الرحيم أطال الله بقاءك وأدام عزك وتأييدك ، وسعادتك وسلامتك ، وأتم نعمته وزاد في إحسانه إليك ، وجميل مواهبه لديك وفضله عندك ، وجعلني من السوء فداك ، وقد مني قبلك ، الناس يتنافسون في الدرجات ، فمن قبلتموه كان مقبولا ومن دفعتموه كان وضيعا ، والخامل من وضعتموه ، ونعوذ بالله من ذلك ، وببلدنا أيدك الله جماعة من الوجوه ، يتساوون ويتنافسون في المنزلة " . " وورد أيدك الله كتابك إلى جماعة منهم في أمر أمرتهم به من معاونة ص ، وأخرج علي بن محمد بن الحسين بن مالك المعروف بمالك بادوكة ، وهو ختن ص رحمهم الله من بينهم ، فاغتم بذلك وسألني أيدك الله أن أعلمك ما ناله من ذلك ، فإن كان من ذنب استغفر الله منه ، وإن يكن غير ذلك عرفته ما يسكن نفسه إليه إن شاء الله " . التوقيع : " لم نكاتب إلا من كاتبنا ". وقد عودتني أدام الله عزك من تفضلك ما أنت أهل أن تجريني على العادة وقبلك أعزك الله فقهاء ، أنا محتاج إلى أشياء تسأل لي عنها فروي لنا عن العالم عليه السلام أنه سئل عن إمام قوم صلى بهم بعض صلاتهم وحدثت عليه حادثة كيف يعمل من خلفه فقال : يؤخر ويقدم بعضهم ويتم صلاتهم ويغتسل من مسه . التوقيع : " ليس على من نحاه إلا غسل اليد ، وإذا لم تحدث حادثة تقطع الصلاة تمم صلاته مع القوم " . وروي عن العالم عليه السلام أن من مس ميتا بحرارته غسل يده ، ومن مسه وقد برد فعليه الغسل ، وهذا الامام في هذه الحالة لا يكون مسه إلا بحرارته والعمل من ذلك على ما هو ، ولعله ينحيه بثيابه ولا يمسه فكيف يجب عليه الغسل . التوقيع : إذا مسه على هذه الحال ، لم يكن عليه إلا غسل يده . وعن صلاة جعفر إذا سها في التسبيح في قيام أو قعود أو ركوع أو سجود وذكره في حالة أخرى قد صار فيها من هذه الصلاة ، هل يعيد ما فاته من ذلك التسبيح في الحالة التي ذكرها أم يتجاوز في صلاته ؟ التوقيع : إذا هو سها في حالة من ذلك ثم ذكر في حالة أخرى قضى ما فاته في الحالة التي ذكر . وعن المرأة يموت زوجها هل يجوز أن تخرج في جنازته أم لا ؟ . التوقيع : يخرج في جنازته . وهل يجوز لها وهي في عدتها أن تزور قبر زوجها أم لا ؟ التوقيع : تزور قبر زوجها ، ولا تبيت عن بيتها . وهل يجوز لها أن تخرج في قضاء حق يلزمها أم لا تبرح من بيتها وهي في عدتها ؟ التوقيع : إذا كان حق خرجت وقضته ، وإذا كانت لها حاجة لم يكن لها من ينظر فيها خرجت لها حتى تقضي ، ولا تبيت عن منزلها . وروي في ثواب القرآن في الفرائض وغيره أن العالم عليه السلام قال : عجبا لمن لم يقرأ في صلاته " إنا أنزلناه في ليلة القدر " كيف تقبل صلاته وروي ما زكت صلاة لم يقرأ فيها بقل هو الله أحد . وروي أن من قرأ في فرائضه الهمزة أعطي من الدنيا ، فهل يجوز أن يقرأ الهمزة ، ويدع هذه السور التي ذكرناها ؟ مع ما قد روي أنه لا تقبل الصلاة ولا تزكو إلا بهما . التوقيع : الثواب في السور على ما قد روي وإذا ترك سورة مما فيها الثواب وقرأ قل هو الله أحد ، وإنا أنزلناه . لفضلهما أعطي ثواب ما قرأ وثواب السورة التي ترك ، ويجوز أن يقرأ غير هاتين السورتين ، وتكون صلاته تامة ، ولكن يكون قد ترك الفضل . وعن وداع شهر رمضان متى يكون ؟ فقد اختلف فيه أصحابنا ، فبعضهم يقول : يقرأ في آخر ليلة منه ، وبعضهم يقول هو في آخر يوم منه إذا رأى هلال شوال . التوقيع : العمل في شهر رمضان في لياليه ، والوداع يقع في آخر ليلة منه ، فان خاف أن ينقص جعله في ليلتين . وعن قول الله عز وجل " إنه لقول رسول كريم " أن رسول الله صلى الله عليه وآله المعني به " ذي قوة عند ذي العرش مكين " ما هذه القوة " مطاع ثم أمين " ما هذه الطاعة ، وأين هي ؟ فرأيك أدام الله عزك بالتفضل علي بمسألة من تثق به من الفقهاء عن هذه المسائل وإجابتي عنها منعما ، مع ما تشرحه لي من أمر محمد بن الحسين بن مالك المقدم ذكره ، بما يسكن إليه ويعتد بنعمة الله عنده ، وتفضل علي بدعاء جامع لي ولإخواني للدنيا والآخرة فعلت مثابا إنشاء الله . التوقيع : جمع الله لك ولإخوانك خير الدنيا والآخرة . أطال الله بقاءك ، وأدام عزك ، وتأييدك وكرامتك ، وسعادتك وسلامتك وأتم نعمته عليك ، وزاد في إحسانه إليك ، وجميل مواهبه لديك ، وفضله عندك وجعلني من كل سوء ومكروه فداك وقدمني قبلك الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وآله أجمعين.
الهوامش:
(*) موسوعة توقيعات الإمام المهدي عليه السلام لمحمد تقي أكبر نژاد
(١) الاحتجاج ص ٤٨١ ج ٢ ذكر طرف مما خرج أيضاً عن صاحب الزمان.
بحار الأنوار ص ١٥١ ج ٥٣ باب ٣١ _ ما خرج من توقيعاته عليه السلام...
الغيبة للطوسي ص ٣٧٤ ذكر إقامة أبي جعفر محمد بن عثمان.