وهو من القابه الخاصة المتداولة والمشهورة.
وقال في (الذخيرة) أنه اسمه عليه السلام في الزبور الثالث عشر(١) وفي كتاب (برليومو) انه (القائم)، يعني القائم بأمر الحق تعالى لأنه عليه السلام دائبٌ في الليل والنهار باعداد أمر الله ليظهر بمجرد الاشارة.
وروى الشيخ المفيد في الإرشاد عن الإمام الرضا عليه السلام(٢) أنه قال:
" اذا قام القائم عليه السلام دعا الناس إلى الاسلام جديداً"... إلى أن يقول: " وسمّي بالقائم لقيامه بالحق".(٣)
وروى الشيخ الطوسي في الغيبة عن أبي سعيد الخراساني أنه قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: المهدي والقائم واحد؟
فقال: نعم.
إلى أن يقول: " وسمّي القائم لأنه يقوم بعدما يموت، أنه يقوم بأمر عظيم".
والمراد من (الموت) امّا (موت ذكره) يعني زوال اسمه من الناس.
ولعل لفظة (ذكر) كانت موجودة في الخبر، وقد سقطت من نسخة الشيخ، أو من قلم الراوي، بقرينة خبر (الصقر بن أبي دلف).(٤)
بل قال الصدوق في معاني الأخبار: " وسمّي القائم قائماً لأنه يقوم بعد موت ذكره".(٥)
وإمّا أن يكون المراد من (بعدما يموت) كما تخيّل بعض ضعاف العقول الذين سوف يأتي كلامه في الباب الرابع.
ويؤيد هذا الاحتمال ما رواه الشيخ النعماني في غيبته عن الامام الباقر عليه السلام انه قال:
" اذا دار الفلك، وقالوا: مات أو هلك، وبأيّ واد سلك، وقال الطالب له: انّى يكون ذلك وبليت عظامه؟ فعند ذلك فارتجوه".(٦)
وروى ايضاً عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال:
"إنّ القائم إذا قام يقول الناس: انّى ذلك، وقد بليت عظامه؟!!".(٧)
وفي الرواية الأخرى:
"ذكر القائم عند أبي عبد الله عليه السلام، فقال: امّا أنه لو قد قام لقال الناس: انّى يكون هذا، وقد بليت عظامه مذ كذا وكذا؟!".(٨)
وروى الصدوق في (كمال الدين) عن الصقر بن أبي دلف قال: " سمعت ابا جعفر محمد بن عليّ الرضا عليهما السلام يقول: انّ الامام بعدي ابني عليّ، أمره أمري، وقوله قولي، وطاعته طاعتي، والامام بعده ابنه الحسن، أمره أمر أبيه، وقوله قول أبيه، وطاعته طاعة أبيه، ثمّ سكت. فقلت له: يا ابن رسول الله فمن الامام بعد الحسن؟ فبكى عليه السلام بكاءً شديداً، ثم قال: انّ من بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر. فقلت له: يا ابن رسول الله لم سمّي القائم؟ قال: لأنه يقوم بعد موت ذكره وارتداد اكثر القائلين بامامته".(٩)
وروى أيضاً عن أبي حمزة الثمالي أنه قال:
سألت الامام الباقر صلوات الله عليه، فقلت: يابن رسول الله فلستم كلّكم قائمين بالحق؟ قال: بلى، قلت: فلم سمّي القائم قائماً؟ قال: لمّا قتل جدّي الحسين عليه السلام ضجّت عليه الملائكة إلى الله تعالى بالبكاء والنحيب وقالوا: الهنا وسيدنا أتغفل عمّن قتل صفوتك وابن صفوتك وخيرتك من خلقك؟
فأوحى الله عزوجل اليهم: قرّوا ملائكتي فوعزّتي وجلالي لأنتقمنّ منهم ولو بعد حين. ثم كشف الله عزوجل عن الائمة من ولد الحسين عليه السلام للملائكة فسرّت الملائكة بذلك، فاذا أحدهم قائم يصلي، فقال الله عز وجل: بذلك القائم انتقم منهم.(١٠)
الهوامش:
(١) لعل المقصود به (المزمار الثالث عشر).
(٢) في المصدر المطبوع عن الامام الصادق عليه السلام وليس عن الامام الرضا عليه السلام.
(٣) الارشاد: ج ٢، ص ٣٨٣، تحقيق مؤسسة آل البيت عليهم السلام.
(٤) في الترجمة (صقر بن دلف)، وسوف تأتي الرواية في المتن ينقلها عن (كمال الدين) للصدوق، ووجه الشاهد فيها هو قول الامام الجواد عليه السلام: " لأنه يقوم بعد موت ذكره ".
(٥) معاني الأخبار: ص ٦٥.
(٦) الغيبة (النعاني): ص ١٥٤، الباب العاشر ما روي في غيبة الامام المنتظر عليه السلام ـ فصل ـ ح ١٢.
(٧) الغيبة (النعماني): ص ١٥٤، ح ١٣.
(٨) الغيبة (النعماني): ص ١٥٥، ح ١٤.
(٩) كمال الدين (الصدوق): ص ٣٧٨.
(١٠) علل الشرايع (الصدوق): ج ١، ص ١٦٠، باب ١٢٩، ح ١.