طرق الدعاء للإمام الحجة (عجّل الله فرجه)
الدكتور مهدي أحمدي فراز
الدعاء والابتهال، مجلي الحب والفقر والحاجة في الروح والإنسانية، وهو حصيلة إدراك عظمة الحبيب والإقرار بعجز الدَّاعي وحاجته للحبيب الغني.
بيد أنّ مكانة الدعاء تتجلّى على نحو أبعد من ذلك، أعني، أسمى من الفقر، وأصدق من الحب.
من هنا فإنّ الداعي يصرّ بإلحاح على طلب حاجته من الحبيب، لكن هذه الحاجة أو الدعاء ليست لأغراض الدنيا والنعم المادية والجسمية، بل لأمور أكثر تعالياً وسمّواً، حيث يشعر الداعي العاشق بأنّه قد وقع تحت تأثير إحساس النكوص عن بلوغ الكمال ومسلسل التكامل، والحرمان من الحظوة بقرب الحبيب، وفقدان جدارة البقاء، وبالتالي الحرمان من الحياة الخالدة والسلام والجمال والخير المطلق، ولهذا يبادر إلى الدعاء والابتهال، ليكون ثابت القدم في هذا الطريق الموصل إلى الغاية المنشودة، ولئلا يقضي في منتصف الطريق وعلى ضفاف بحر الفناء عطشاناً محسوراً.
وبإمكاننا أنْ نلتمس النموذج الأرقى لهذا النمط من الدعاء في الكلمات المضيئة للأئمة المعصومين (عليهم السلام)، لاسيّما في أدعية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
- «اللهم صلِّ على حجّتك في أرضك، وخليفتك في بلادك، والداعي إلى سبيلك، والقائم بقسطك، والثائر بأمرك، ولي المؤمنين، وبوار الكافرين، ومجلي الظلمة، ومنير الحق، والساطع بالحكمة والصدق، وكلمتك التامّة في أرضك، المرتقب الخائف، والولي الناصح، سفينة النجاة، وعلم الهدى، ونور أبصار الورى، وخير من تقمّص وارتدى، ومجلي العمى، الذي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً، كما ملأت ظلماً وجوراً، إنّك على كل شيء قدير».
- «اللهم صلِّ على وليك وابن أوليائك الذين فرضت طاعتهم، وأوجبت حقّهم، وأذهبت عنهم الرجس، وطهّرتهم تطهيراً».
- «اللهم انصر وانتصر به أولياءك وأولياءه، وشيعته وأنصاره واجعلنا منهم».
- «اللهم أعذه من كل باغٍ وطاغ، ومن شر جميع خلقك، واحفظه من بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله، واحرسه، وامنعه من أنْ يوصل إليه بسوء، واحفظ فيه رسولك وآل رسولك، وأظهر به العدل، وأيدّه بالنصر، وانصر ناصريه، واخذل خاذليه، واقصم به جبابرة الكفرة، واقتل به الكفّار والمنافقين وجميع الملحدين، حيث كانوا في مشارق الأرض ومغاربها، برّها وبحرها، واملأ به الأرض عدلاً، وأظهر به دين نبيّك».
- «اللهم واجعلني من أنصاره وأعوانه، وأتباعه وشيعته، وأرني في آل محمّد ما يأملون، وفي عدوّهم ما يحذرون، إله الحق آمين، يا ذا الجلال والإكرام، يا أرحم الراحمين».