التشكيلات القيادية في المنظومة الإمامية
الدكتور محمد رضا جباري
كان بدء القيام بأمر النيابة منذ زمن الإمام الصادق (عليه السلام) واستمر حتى عصر الغيبة الصغرى، وكان يتم باختيار نخبة من علماء الشيعة للقيام بأمر النيابة عن المعصوم (عليه السلام)، وقد توسعت أركان التشكيلة النيابية حتى أن بعض من تبقى من وكلاء الإمام العسكري (عليه السلام) كان يزاول أعماله تحت إشراف السفيرين الأول والثاني.
وكانت خصائص هذه المرحلة الجديدة قد جعلت منها أكثر أهمية قياساً إلى المراحل المتقدمة عليه، بحيث كان النواب الأربعة محور قيادة المجتمع الشيعي، وبالطبع كانت تهدد كيان التشكيلة النيابية مخاطر عديدة، كالمخاطر السياسية من الحكومة العباسية، والأمنية والفكرية والاقتصادية من قبل بعض الخونة، ومنهم أدعياء الوكالة المزيفين، وكان الإمام المنتظر (عجّل الله فرجه) والسفراء يعالجون تلك المخاطر بكل حكمة.
واستمر عمل هذه التشكيلة حتى أواخر عصر الغيبة الصغرى، لكن نجمها آفل بعد سبعين عام، كما آفل نجم التشكيلة الوكالتية بعد قرنين من الزمن حيث حلت محلها التشكيلة الفقهائية.