هو إبراهيم بن محمّد فارس النيسابوري ممن شاهد الإمام الحجة عليه السلام حيث قال: لما همَّ الوالي عمرو بن عوف بقتلي وهو رجل شديد النصب، وكان مولعاً بقتل الشيعة، فأخبرت بذلك، وغلب عليّ خوف عظيم، فودعت أهلي وأحبائي، وتوجهت إلى دار أبي محمّد عليه السلام لأودعه وكنت أردت الهرب فلما دخلت عليه رأيت غلاماً جالساً في جنبه، وكان وجهه مضيئاً كالقمر ليلة البدر، فتحيرت من نوره وضيائه وكاد أن ينسيني ما كنت فيه من الخوف والهرب فقال: (يا إبراهيم لا تهرب، فإن الله تبارك وتعالى سيكفيك شره) فازداد تحيري، فقلت لأبي محمّد عليه السلام: يا سيدي جعلني الله فداك من هو؟ فقد أخبرني عما كان في ضميري، فقال: (هو ابني وخليفتي من بعدي، وهو الذي يغيب غيبة طويلة، ويظهر بعد امتلاء الأرض جوراً وظلماً فيملؤها عدلاً وقسطاً)، فسألته عن اسمه قال: (هو سمي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا يحل لأحد أن يسميه باسمه ويكنيه بكنيته، إلى أن يظهر الله دولته وسلطنته، فاكتم يا إبراهيم ما رأيت وسمعت منا اليوم إلاّ عن أهله)، فصليت عليهما وآبائهما وخرجت مستظهراً بفضل الله تعالى، واثقاً بما سمعته من الصاحب عليه السلام فبشرني عليّ بن فارس بأن المعتمد قد أرسل أبا أحمد أخاه وأمره بقتل عمرو بن عوف، فأخذه أبو أحمد في ذلك اليوم وقطعه عضواً عضواً والحمد لله رب العالمين.