دعاء (٣٣): دعاء المهدي عليه السلام في شهر رجب (*) (١)
ومن الدعوات كل يوم من رجب ما رويناه باسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي - رحمه الله - وهو مما ذكره في المصباح بغير إسناد ووجدته في أواخر كتاب معالم الدين مرويا عن مولانا الإمام الحجة المهدي صلوات الله وسلامه عليه و على آبائه الطاهرين، وفي هذه الرواية زيادة واختلاف في كلمات فقال ما هذا لفظه: ذكر محمد بن أبي الرواد الرواسي أنه خرج مع محمد بن جعفر الدهان إلى مسجد السهلة في يوم من أيام رجب فقال: قال: مل بنا إلى مسجد صعصعة فهو مسجد مبارك، وقد صلى به أمير المؤمنين عليه السلام ووطئه الحجج بأقدامهم فملنا إليه فبينا نحن نصلي إذا برجل قد نزل عن ناقته وعقلها بالظلال، ثم دخل وصلى ركعتين أطال فيهما ثم مد يديه فقال، وذكر الدعاء الذي يأتي ذكره، ثم قام إلى راحلته وركبها، فقال لي أبو جعفر الدهان: ألا نقوم إليه فنسأله من هو؟ فقمنا إليه فقلنا له: ناشدناك الله من أنت؟ فقال: ناشدتكما الله من ترياني؟ فقال ابن جعفر الدهان: نظنك الخضر فقال: وأنت أيضا، فقلت: أظنك إياه، فقال: والله إني لمن الخضر مفتقر إلى رؤيته، انصرفا فانا إمام زمانكما، وهذا لفظة دعائه عليه السلام. اللهم يا ذا المنن السابغة، والآلاء الوازعة، والرحمة الواسعة، والقدرة الجامعة، والنعم الجسيمة والمواهب العظيمة، والأيادي الجميلة، والعطايا الجزيلة، يا من لا ينعت بتمثيل، ولا يمثل بنظير، ولا يغلب بظهير، يا من خلق فرزق، وألهم فأنطق، وابتدع فشرع، وعلا فارتفع، وقدر فأحسن، وصور فأتقن، واحتج فأبلغ وأنعم فأسبغ وأعطى فأجزل، ومنح فأفضل، يا من سما في العز ففات خواطر الأبصار، ودنا في اللطف فجاز هواجس الأفكار، يا من توحد بالملك فلا ند له في ملكوت سلطانه، وتفرد بالكبرياء والآلاء، فلا ضد له في جبروت شأنه، يا من حارت في كبرياء هيبته دقائق لطائف الأوهام، وانحسرت دون إدراك عظمته خطائف أبصار الأنام، يا من عنت الوجوه لهيبته، وخضعت الرقاب لعظمته، ووجلت القلوب من خيفته، أسألك بهذه المدحة التي لا تنبغي إلا لك، وبما وأيت به على نفسك لداعيك من المؤمنين، وبما ضمنت الإجابة فيه على نفسك للداعين، يا أسمع السامعين، ويا أبصر المبصرين، ويا أنظر الناظرين، و يا أسرع الحاسبين، ويا أحكم الحاكمين، ويا أرحم الراحمين صل على محمد خاتم النبيين وعلى أهل بيته الطاهرين الأخيار، وأن تقسم لي في شهرنا هذا خير ما قسمت، وأن تحتم لي في قضائك خير ما حتمت، وتختم لي بالسعادة فيمن ختمت وأحيني ما أحييتني موفورا، وأمتني مسرورا ومغفورا، وتول أنت نجاتي من مسألة البرزخ، وادرأ عني منكرا ونكيرا، وأر عيني مبشرا وبشيرا، واجعل لي إلى رضوانك وجنانك مصيرا وعيشا قريرا وملكا كبيرا، وصلى الله على محمد وآله بكرة وأصيلا يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين. ثم تقول: اللهم إني أسئلك بعقد عزك على أركان عرشك، ومنتهى رحمتك من كتابك، واسمك الأعظم الأعظم، وذكرك الأعلى الأعلى، وكلماتك التامات كلها أن تصلي على محمد وآله وأسألك ما كان أوفى بعهدك، وأقضى لحقك وأرضى لنفسك، وخيرا لي في المعاد عندك، والمعاد إليك أن تعطيني جميع ما أحب وتصرف عني جميع ما أكره إنك على كل شيء قدير برحمتك يا أرحم الراحمين.
الهوامش:
(*) موسوعة توقيعات الإمام المهدي عليه السلام لمحمد تقي أكبر نژاد
(١) بحار الأنوار ص ٣٩١ ج ٩٥ باب ٢٣_أعمال مطلق أيام شهر رجب.