أثر الإعلام في تنشئة الطفل مهدوياً
الشيخ حميد عبد الجليل الوائلي
في الحديث عن الإعلام ودوره تتعدد الجوانب، ومنها هل أن الإعلام أدى الدور الذي عليه فيما يرتبط ببيان العقيدة المهدوية للناس؟
ولا نريد الحديث عن ذلك الآن وإنما نريد أن نتحدث عن الدور الفرضي للإعلام في تنشئة الطفل مهدوياً، أي أن حديثنا يتناول الزاوية التي سيؤديها الإعلام فيما لو قام بتأدية ما عليه من دور.
إن أثر الإعلام في البناء الفكري وتشكيل منظومة المتلقي المعرفية والعقائدية فيما يرتبط بالقضية المهدوية تحتم علينا أن نبلور دور الإعلام وأن نفعّله ونعطيه تمام الاهتمام دون أن نقصيه أو نلغي دوره، فإن الإعلام فيما لو أحسن استخدامه، لا نجد أن هناك وسيلة من الوسائل البيانية أو وسائل إيصال الفكرة أنفع من دوره بأنواعه المختلفة مرئياً أو مسموعاً أو مقروءاً.
إذن لابد أن نضع آليات وبرامج تمكننا من استثمار الإعلام في تنشئة جيل يتغذى بالعقيدة المهدوية وفقاً للضوابط العقائدية الصحيحة.
وينبغي الالفات إلى أن دور الإعلام السلبي في ضرب العقائد وترويج المنحرف منها بات واضحاً، ويشكل أخطر الأسلحة، حيث إننا نجزم أن بالإمكان تغيير عقيدة أو عادة لأي شعب من الشعوب فيما لو وظّفت لذلك طاقات إعلامية هائلة ووجهت تجاه ذلك الشعب.
ونعتقد أن دور الإعلام يتمحور بمحورين:
المحور الأول: على مستوى المفهوم وكيفية إيصال المفاهيم الصحيحة للمتلقي.
والمحور الثاني: على مستوى السلوك، حيث إننا نرى أن الشباب أو الأطفال يقلدون الحركات الإعلامية التي تنعكس إليهم من خلال وسائل الإعلام بشكل سريع وملفت.
ثم أنه لابد لنا أن نفهم جيداً أن الإعلام يخاطب في الإنسان عنصرين هامين:
الأول: هو مخيلة الإنسان من خلال الصورة الصامتة أو المتحركة أو من خلال الكلمة أو النغمة.
والعنصر الثاني: هو عواطف الإنسان الأعم من الجانب الغريزي أو الوجداني.
وعلى ذلك يجب أن نضع للناس منظومة إعلامية نؤمن بها، ونقويها في نفوسهم من خلال رفدها بالمفاهيم الصحيحة لتنعكس سلوكيات مستقيمة من خلال عنصري الإعلام الآنفي الذكر.
فلكي يؤدي الإعلام دوره بشكل صحيح ومن أجل أن نستفيد من ذلك التأثير الإعلامي الكبير في تنشئة الأطفال يجب علينا بيان مضامين الشريعة فيما يرتبط بالعقيدة المهدوية وبما يتناسب وروح العصر من خلال بيان مفردات المنظومة المهدوية الدقيقة، وما يتناسب وفهم الناس لأننا إذا أفهمنا الناس منظومتهم المعرفية، فبالمقابل سنكون قد شكلنا لهم حصانة ثقافية وفكرية وعقائدية تقويهم تجاه الاختراق الإعلامي المضاد الذي يهدف إلى انتزاع عقائدهم منهم.
فمن المناسب أن نفهم دور الإعلام بشكل جيد وأن نوظف الطاقات الإعلامية لتحصيل هذا الدور الإيجابي وأن نساعد الإعلاميين ونمكنهم من أداء دورهم لننشئ جيلاً مهدوياً صالحاً.