سؤال للإمام الباقر عليه السلام عن حال المنتظِر؟
عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، عن عبد الله بن حماد عن أبي مريم عبد الغفار بن القاسم قال: دخلت على مولاي الباقر عليه السلام وعنده أناس من أصحابه فجرى ذكر الإسلام قلت: يا سيدي فأي الإسلام أفضل؟
قال عليه السلام: من سلم المؤمنون من لسانه ويده.
قلت: فأي الأخلاق أفضل؟
قال عليه السلام: الصبر والسماحة.
قلت: فأي المؤمنين أكمل إيمانا؟
قال عليه السلام: أحسنهم خلقا.
قلت: فأي الجهاد أفضل؟
قال عليه السلام: من عقر جواده وأهريق دمه.
قلت: فأي الصلاة أفضل؟
قال عليه السلام: طول القنوت.
قلت: فأي الصدقة أفضل؟
قال عليه السلام: ن تهجر ما حرم الله عزوجل عليك.
قلت: يا سيدي فما تقول في الدخول على السلطان؟
قال عليه السلام: لا أرى لك ذلك.
قلت: إني ربما سافرت إلى الشام فأدخل على إبراهيم الوليد.
قال عليه السلام: يا عبد الغفار إن دخولك على السلطان يدعو إلى ثلاثة أشياء: محبة الدنيا، ونسيان الموت، وقلة الرضى بما قسم الله.
قلت: يا ابن رسول الله فإني ذو عيلة وأتجر إلى ذلك المكان لجر المنفعة فما ترى في ذلك؟
قال عليه السلام: يا عبد الغفار إني لست آمرك بترك الدنيا بل آمرك بترك الذنوب، فترك الدنيا فضيلة وترك الذنوب فريضة، وأنت إلى إقامة الفريضة أحوج منك إلى اكتساب الفضيلة.
قال: فقبلت يده ورجله وقلت: بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله فما نجد العلم الصحيح إلا عندكم، وإني قد كبرت سني ودق عظمي ولا أرى فيكم ما أسر به، أراكم مقتلين مشردين خائفين وإني أقمت على قائمكم منذ حين أقول: يخرج اليوم أو غدا.
قال عليه السلام: يا عبد الغفار إن قائمنا عليه السلام هو السابع من ولدي وليس هو أوان ظهوره، ولقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الأئمة بعدي اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل، تسعة من صلب الحسين عليه السلام والتاسع قائمهم يخرج في آخر الزمان فيملأها عدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا.
قلت: فإن كان هذا كائن يا ابن رسول الله فإلى من بعدك؟
قال عليه السلام: إلى جعفر، وهو سيد أولادي وأبو الأئمة، صادق في قوله وفعله، ولقد سألت عظيما يا عبد الغفار، وإن لأهل الإجابة، ثم قال عليه السلام: ألا إن مفتاح العلم السؤال. وأنشأ يقول:
شفاء العمى طول السؤال وإنما ..... تمام العمى طول السكوت على الجهل. (١)
الهوامش:
(١) كفاية الأثر:ص٢٥٠.